تشارلز ادموند كولين – جرائم كيميائية
هو رجل استطاع كسر حاجز ال300 ضحية لوحده فاستحق عن جدارة ان ينافس كبرى سفاحات الجرائم الكيميائية.
تشارلز ادموند كولين Charles Edmund Cullen
ديسمبر 2003 : بعد منتصف اللليل وبعد 7 ساعات من التحقيق المتواصل قاطع تشارلز المحقق قائلا ” لم اكن اريد ان يرانى الناس بهذا الشكل انا لست كذلك ” فقال له المحقق وما انت حقا تشارلز ؟
أجاب تشارلز كولين الممرض البالغ من العمر 43 سنة ” انا شخص كان محل ثقة وكان مسئولا عن الكثير من جرائم القتل ، انا اكره نفسى لأنى اعلم انى لم اكن على حق ، كان على ان اتوقف ولكنى لم استطع لم استطع “.
كان قد تم القاء القبض على تشارلز كولين قبل يومين بتهمتى قتل احد المرضى ومحاولة قتل اخر فى مركز سومرست الطبى بنيوجيرسى وبعد ساعات من الاستجواب اعترف تشارلز بالجريميتين واعترف ايضا بقتل اكثر من 40 اخرين على مدار 16 سنة من عمله كممرض فى 10 مستشفيات مختلفة فى نيوجيرسى وبنسلفانيا فيما تعتقد السلطات ان العدد الفعلى للضحايا قد يصل لاضعاف هذا الرقم .
تشارلز كولين ولد فى ويست اورانج فى نيوجيرسى فى 22 فبراير عام 1960 وكان الاخ الاصغر ل8 اطفال اخرين لأسرة متدينة ، كان والده سائق حافلة توفى عندما كان تشارلز كوين طفل رضيع كما توفى اثنين من اشقاءه قبل البلوغ ، يصف تشارلز كولين طفولته بأنها بائسة حيث حاول الانتحار 20 مرة كان اولها وهو فى سن التاسعة عندما شرب خليط من مواد كيميائية من مجموعة الكيمياء فى المدرسة ، وفي السابعة عشر من عمره، توفت والدته في حادث سيارة ، بعد وفاة والدته خرج من المدرسة الثانوية، وانضم إلى البحرية الأمريكية، وعمل كضابط ثالث من الدرجة الثالثة على متن غواصة صواريخ باليستية، حيث كان عضوا في الفريق الذي يدير صواريخ بوسيدون الفرعية. خلال هذه الاثناء بدأت تظهر على تشارلز علامات عدم الاستقرار العقلى ومنها انه امضى وردية كاملة مرتديا زى جراح وقناع وقفازات كان قد سرقهم من مركز طبى تابع للوحدة . نقل بعد ذلك تشارلز الى سفينة امداد حيث حاول الانتحار عدة مرات ثم تم رفده من البحرية عام 1984 .
بعد مغادرة البحرية اكمل تشارلز كولين تعليمه التمريضى وبدأ العمل كممرض لأول مرة فى مركز سانت برنابا الطبى فى نيوجيرسى عام 1987 وتزوج من ادريان توب ورزق منها بطفلتين .
كانت اول جريمة قتل لتشارلز كولين فى سانت برنابا عام 1988 عن طريق اعطاء حقنة وريدية تحتوى جرعة عالية من دواء لمريض كان يعانى حساسية من هذا الدواء .اعترف تشارلز لاحقا انه قام فى سانت برنابا بقتل 11 مريض ثم استقال لما بدأت ادراة المستشفى التحقيق فى بعض المخالفات الخاصة بالأدوية ، عمل بعدها تشارلز في مستشفى وارن في فيليبسبورغ بولاية نيو جيرسي عام 1992 وقد اعترف انه قام بقتل 3 سيدات مسنات هناك عن طريق اعطائهن جرعة زائدة من الديجوكسين وهو دواء يستخدم لتنظيم ضربات القلب .
فى عام 1993 قامت زوجته ادريان برفع دعوى طلاق واتهمته بالعنف المنزلى بالاضافة الى كثير من السلوكيات المضطربة. كما انه حاول الانتحار عدة مرات فى هذا العام .قال تشارلز كولين انه اراد ترك مهنة التمريض فى هذا العام ولكن مسئوليته تجاه الاطفال جعلته يستمر حتى يستطيع الانفاق عليهم .
استقال تشارلز كولين من منصبه في مستشفى وارن عام 1994، وتولى وظيفة في مركز هنتر الطبي في بلدة راريتان بولاية نيو جيرسي، حيث كان يعمل في وحدة العناية المركزة / القلب( يازين ما اختاروا الحقيقة ( وادعى أنه لم يقتل أي شخص خلال السنتين الأولتين من عمله هناك ، ولكن سجلات المستشفي لهذه الفترة كانت قد دمرت بالفعل وقت اعتقاله في عام 2003، مما حال دون إجراء تحقيق. ومع ذلك، فإن تشارلز كولين اعترف بقتل 5 مرضى في السنة الثالثة هناك عن طريق إعطاء جرعة زائدة من الديجوكسين.
في عام 1998، كان تشارلز كولين يعمل في عيادة إعادة التأهيل في ألنتاون، بنسلفانيا، عندما شوهد يدخل إلى غرفة مريض مع امبولات في يده ، واتهم تشارلز باعطاء جرعات ادوية زائدة للمرضى وتم طرده .
في وقت لاحق من نفس العام 1998، أثناء عمله في مستشفى في إلستون، بنسلفانيا، قتل مريضا آخر. وكشف التحقيق الذي أجراه قاضي الوفيات عن وجود كمية قاتلة من الديجوكسين في دم المريض، ولكن التحقيق لم يكن حاسما ولم تشير أي أدلة مباشرة إلى تشارلز باعتباره القاتل.
وفي أواخر التسعينات، كان هناك نقص في التمريض على الصعيد الوطني فى الولايات المتحدة، ولم تكن هناك آليات للإبلاغ لتحديد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية أو تاريخا للسلوك المشبوه. لذلك واصل تشارلز كولين عمله كممرض وفى عام 1999 كان ممرضا في وحدة الحرائق في مستشفى بولاية بنسلفاينا حيث قتل مريضا وحاول قتل اخر ثم استقال من هناك وعمل في وحدة العناية بالقلب في مستشفى سانت لوك في بنسلفانيا وقام هناك بقتل 5 مرضى على مدار 3 سنوات .
في بداية عام 2000 كانت لتشارلز كولين محاولة اخرى للانتحار نُقل بعدها الى مستشفى للامراض النفسية ولكنه خرج في اليوم التالى مباشرة . في عام 2002 تم اكتشاف بقايا لادوية الديجوكسين في صندوق القمامة وبعد التحقيق تبين ان تشارلز قام بسرقتها وتم بعدها طرده من مستشفى سانت لوك ، ولكن 7 من زملائه بالعمل تقدموا بشكوى اعربوا فيها عن شكوكهم حول تشارلز حيث انه وبالرغم ان ساعات عمله كانت حوالى 5 ساعات في اليوم الا ان ثلثى حالات الوفاة التى حدثت بالمستشفى في النصف الاول من عام 2002 كانت في ساعات عمله ولكن لسوء الحظ، لم ينظر المحققون مطلقا في تاريخ عمل كولين، وتم إسقاط القضية بعد 9 أشهر لعدم وجود أدلة واستمر تشارلز كولين فى هوايته .
وجد تشارلز كولين وظيفة جديدة فى مستشفى سومرست فى ولاية نيوجيرسى فى سبتمبر 2002 حيث عمل فى وحدة العناية المركزة واعترف انه فى هذه الفترة قتل 8 مرضى عن طريق جرعات زائدة من الديجوكسين والأنسولين . فى صيف 2003 كشفت انظمة الكمبيوتر بالمستشفى ان تشارلز كولين كان يدخل الى سجلات لمرضى لم يكونوا تحت رعايته كما شاهده الكثير من الموظفين فى غرف هؤلاء المرضى وهو غير مسئول عنهم من الاساس كما تبين ان تشارلز كان يتلاعب فى السجلات الالكترونية للأدوية للوصول الى الأدوية التى يحتاجها .
وفى يوليو 2003 حذر منظمة السموم بنيوجيرسى ادارة المستشفى بأن ما لا يقل عن 4 مرضى يُشتبه فى وفاتهم بجرعات ادوية زائدة عن طريق احد الموظفين الا ان ادارة المستشفى اوقفت التحقيق لمدة 3 شهور كان تشارلز كولين فيها قد قام بقتل 5 مرضى اخرين . وفى اكتوبر 2003 عوقبت ادارة المستشفى لعدم ابلاغها عن جرعة انسولين زائدة غير مميتة لحالة كانت فى عناية تشارلز ولكن بعد وفاة الحالة بنقص مستوى السكر فى الدم تم ابلاغ السلطات التى تولت التحقيق الذى كشف عن شكوك فى تورط تشارلز فى حالات وفاة كثيرة على مدار سنوات عمله وتم فصله من العمل ثم تم اعتقاله فى 12 ديسمبر 2003 .
بعد يومين من القبض عليه و 6 ساعات كاملة من التحقيق حكى تشارلز كولين عن 16 عاما من عمله وانكر فى البداية جرائمه ثم اعترف انه كان يقتل المرضى لانهاء معاناتهم رغم ان اغلب الحالات كانت مستقرة وقال انه كان يراقب المرضى لعدة ايام قبل قتلهم وقال إنه لا يستطيع أن يتذكر عدد الضحايا أو الأسباب التي أدت إلى اختيارهم بالتحديد واعترف انه متورط فى العديد من جرائم القتل فى كل المستشفيات التي عمل بها .
وفى محكمة نيو جيرسى اقر تشارلز بقتل 13 ضحية فى مستشفى سومرست ومحاول قتل 2 اخرين وقتل 3 اخرين فى نيو جيرسى و6 فى بنسلفانيا وتم الحكم على تشارلز كولين بالسجن 397 سنة فى 11 حكما متتاليا مع عدم امكانية الافراج المشروط .
وتمكن تشارلز كولين من الانتقال من مستشفى الى اخرى لعدم وجود متطلبات للإبلاغ عن السلوك المشبوه كما ان اغلب المستشفيات التى كانت تطرده لشكها فى سلوكه كانت لا تبلغ عنه خوفا على سمعتها ولعدم الملاحقة القانونية او طلب التعويضات ، دفع ذلك اغلب الولايات الأمريكية لسن قوانين تشجع اصحاب العمل فى المهن الطبية على الابلاغ عن مثل هذه الحالات مقابل حصانة قانونية كما اشترطت عند التوظيف البحث فى السجل الجنائي للموظفين .
واخيرا عقب المدعي العام نورمان مينز على هذه القضية قائلا : “هناك شر في هذا العالم، وأحيانا لا يوجد تفسير لهذا الشر، وفي الساعات العديدة التي أمضيت مع السيد كولين، لم أتلق أي تفسير، وهناك شر أعمق متورط.”
بقلم Ibrahim Mohamed