in

هرمس المثلث العظمة او اخنوخ او تحوت وحكمة المصريين القدماء

ألواح الزمرد – كتاب تحوت المقدس – الهرمسية: حكمة المصريين المفقودة – كتاب الجفر في الديانات الباطنية

نشأة النصوص

يرجع عمر هذه النصوص من كتاب إله القمر المصري الإله تحوت المقدس (أصل كتاب الجفر عند العلويين) إلى حوالي 3 ألاف سنة قبل الميلاد. ألواح الزمرد / كتاب تحوت المقدس هي نصوص بدأ ظهورها بشكل مكتوب في أوروبا في القرن ال 12 ميلادي و النص المكتوب هو إعادة تسجيل لنص أصلي مفقود يقال أنه يرجع إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد حيث كان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه النصوص كتبها تحوت /هرمس بنفسه و تعود إلى فترة انتقاله من أتلانتيس إلى مصر. البعض يفهم وجود أتلانتيس على أنه وجود مادي لجزيرة ضائعة في المحيط الأطلنطي أو الأطلسي، و هناك من يفهم أتلانتيس على أنها رمز لمخ الإنسان في الحضارات القديمة وأن غرق و اختفاء أتلانتيس ما هو إلا رمز لفقدان الإنسان الجزء الأعظم من قدراته الروحانية الكامنة في الحمض الريبي النووي DNA و وصوله إلى هذا المستوى المتدني من الوجود المسجون داخل الوعي المادي. ما يعنينا هنا هو اهتمام العالم كله بهذه النصوص حيث اهتم بها الخيميائيون في أوروبا في القرن ال 12 و ال 13 و هناك العديد من أشهر علماء العالم الذين حاولوا ترجمتها و يطلق عليها ألواح الزمرد (و أحيانا يكون الإسم مفردا بدلا من كونه بصيغة الجمع أي (لوح الزمرد) لأن حجر الزمرد عند الحضارات القديمة كان يعتبر أعلى الأحجار قيمة و أغلى من الذهب.

ألواح الزمرد

ألواح الزمرد التحوتية / الهرمسية هي عبارة عن نصوص خاصة بعلم الخيمياء و الحكمة الصوفية و كانت تشكل أهمية كبيرة جدا عند الخيميائيين في أوروبا في القرن ال 13 و قد اهتم بها العالم جابر إبن حيان إبن مدينة الرقة السورية إهتماما خاصا و قام بعمل ترجمة لها كما ترجمها العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن أيضا و هي عبارة عن 13 جملة قصيرة جدا مكتوبة بلغة الرموز و عند قراءة الترجمة الحرفية لها تبدو غامضة و غير مفهومة مطلقا. و هناك من يعتقد أن هذه النصوص هي الأساس للحصول على حجر الفلاسفة الذى يحول التراب إلى ذهب. و هذا المصطلح فى الصوفية المصرية ما هو إلا رمز لتحويل وعى الإنسان من الوعي المادي و الشخصانية الإنقسامية (الEgo) إلى الوعي الكوني (الوحدة مع الإله و الكون). و تعتبر ألواح الزمرد التحوتية / الهرمسية من أكثر النصوص التي حيرت العلماء في فهمها لغرابتها و قصرها. فهي نصوص لا تخاطب العقل و المنطق و لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها عن طريق الفص الأيسر للدماغ الذي يستوعب الماديات، بل هي نصوص معقدة تخاطب اللاوعي في الإنسان و هي عبارة عن مفاتيح تتحدث إلينا من مستوى الروح و ليس من مستوى العقل.

مستويات الأنسان الأربعة

للإنسان أربعة (4) مستويات للوجود يتخاطب بها مع الكون، المستوى المادي (يخاطب الغريزة) و المستوى العقلي (يستوعب الأفكار و يخاطب العقل و المنطق) و المستوى العاطفي (يستوعب المشاعر و يخاطب القلب) و المستوى الروحي (يستوعب الأبعاد الأخرى للكون و عالم ما وراء الطبيعة و يخاطب كل الموجودات و الخالق). على من يقدم على محاولة دراسة هذه النصوص أن يعي أولا أنها تخاطب مستوى الروح في الإنسان و أنها مجرد مفاتيح تفتح أبواب للوعي الكوني عند الإنسان و تجعله يستخرج العلم من باطنه، لأن العلم موجود داخل الإنسان و ليس خارجه، و لهذا يختلف فهم هذه النصوص من شخص إلى آخر بحسب درجة نضجه الروحي و أحيانا.

يختلف فهمها عند نفس الشخص من مرحلة إلى أخرى في حياته و ذلك حسب درجة نضجه و تطوره الروحي في الفترة التي يقرأ فيها هذه النصوص و قد قام بعض الباحثين بترجمة هذه النصوص من عدة مصادر في اللغة الإنجليزية و هذه الترجمة ليس ترجمة حرفية، لأن الترجمة الحرفية للنصوص تجعلها تبدو ركيكة و غير مفهومة لذلك قالوا بأن ترجمتهم لها اعتمدت على إدراكهم الشخصي للمعاني الباطنية الكامنة في هذه النصوص و بناء على ذلك فهذه الترجمة ليست ملزمة لأي شخص لا يقتنع بها، و كل إنسان حر في أن يبحث بنفسه في كل المصادر التي تحدثت عن تلك النصوص ليستخرج منها المعاني الباطنية التي يدركها وعيه هو نفسه فقط:

كتاب هرمس مثلث العظمة

كتب تحوت / هرمس المثلث العظمة / أخنوخ / (النبي) إدريس في ألواحه (ألواح الزمرد) يقول:

1) ها هي الحقيقة التي لا يعتريها لبس، ها هو اليقين الذي لا يرقى إليه شك

2) العالم الظاهر / المادي / السفلي هو صورة مرآة معكوسة من العالم الباطن / الروحي/ العلوي و الإنسان هو المعجزة التى يجتمع فيها العالمين

3) نشأ الخلق من الواحد الأحد و من العقل الكوني الواحد جاء كل شيء، فكل الموجودات هي انعكاس لتأملات و فكر الجوهر الواحد

4) طاقة الشمس هي طاقة العقل (الأب / تفعيل الإرادة / الظاهر) و طاقة القمر هي طاقة الحدس (الأم / الإلهام / الغيب)

5) تغذي الأرض تيارات الطاقة الحيوية (طاقة الحياة) كما تغذي الأم طفلها، و بعد ذلك تقوم تيارات الهواء بحملها و نقلها للكائنات الحية

6) الأصل فى كل المعجزات و الكنوز الخفية في العالم أجمع مخبأه هنا (في مراكز الطاقة الحيوية / في طاقة الكونداليني)، و تكتمل قوتها عندما يتم تحويل تلك الطاقة إلى الأرض

7) إنما تسمو النار (النور) فوق التراب و تسمو الروح فوق المادة ليس بالقهر و العنف، إنما بالحكمة و البصيرة

8) تدور الكائنات الحية في دورات مستمرة من التجسد تنتقل فيها من السماء إلى الأرض و من الأرض إلى السماء في دورات مستمرة من إعادة التجسد

9) و من تلك الدورات المتكررة من التجسد و إعادته تكتسب المخلوقات قوة و حكمة و علم من التجارب العديدة التي تمر بها في العالمين

10) و تلك التجارب هي طريقك للوصول إلى (النور / الجوهر / العلم / الخلود / اليقين) و التخلص من (الظلام / الزيف/ الجهل/ الفناء / الشك)، و هذا هو النضج و القوة الحقيقة، لأنك فى تلك الحالة يمكنك التواجد فى كل العوالم و الأبعاد و تتحول إلى كائن متنقل في أبعاد الكون (multi dimensional being)

11) و لذلك خلق العالم، و لتلك الغاية العظيمة كان وجودك أيها الإنسان هنا على الأرض

12) و لذلك يطلق علي إسم (هرمس مثلث العظمة) لأني أنا من وضع هذه المكونات الثلاثة لفلسفة الكون

13) هذا هو كل ما أردت أن أنقله إليكم عن علم الخيمياء، العلم الذي يحول الإنسان إلى شمس، إلى كائن نوراني هو جزء من الشمس الكبرى لا ينفصل عنها لأن في عالم الجوهر الكل واحد

الباطنية وكتاب الجفر

هذه العبارات بشكل مشابه ترد في كتاب الجفر، مع اختلاف الترجمة، و المنسوب خطأ لسيدنا علي بن أبي طالب المحمد / المحمود الصفات. من خلال دراساتنا للمذهب العلوي الباطني يظهر لنا أنه توليفة ساهمت فيها أربعة مصادر:

1) المسيحية السريانية لذلك نجد الكثيرين من العلويين يعلقون في بيوتهم صورا” و أيقونات للسيدة مريم العذراء أو للسيد المسيح أو للمار جرجس و هو يصارع التنين أو الأفعى الخضراء و يضربها برمح (يرمز هذا الأخير إلى الإنقلاب الإلهي الذكوري على الإلهة عشتار عاكسا” في نفس الوقت الإنقلاب الذكوري على الأنثى في المجتمع الذي حدث قديما” في التاريخ حوالي 3 آلاف سنة قبل الميلاد) و هم يتشاركون بالإحتفالات في بعض الأعياد مثل ( عيد الفصح / عيد الرابع / الربيع) و هو عيد قيامة السيد المسيح / الإله الخضر (بعل / تموز / أدونيس) و يستخدمون الهيكل المقدس الثلاثي للمسيحية في الفضاء الإسلامي تحت مسمى (المعنى و الإسم و الباب) و التي ترمز إلى (الآب و الإبن و الروح القدس) في المسيحية التثليثية

2) الفلسفة الهرمسية الغنوصية الفيضية أي ألواح الزمرد المشار إليها في الأعلى (كتاب تحوت / هرمس / الجفر) و التي كانت منتشرة في بلاد الشام و منها أخذ العلويون مفهوم الهبطة (هبوط الأرواح) و الحلول و التقمص، و وفقا” لها يعتقدون أن(الله / إيل / إله القمر السوري) تجلى للمرة الاخيرة للرسول علي بن أبي طالب (القمر هو وجه الإمام علي) كما تجلى قبله في (أنبياء اليهود) هابيل و شيت و سام و إسماعيل و هارون و شمعون، و قد اتخذ في كل دور رسولا” ناطقا”

-3) الثقافة الفارسية الزرادشتية (كتاب نهج البلاغة)، لذا يحتفلون بالمهرجان و النيروز

-4) التشيع الإثني عشري كمصدر إسلامي بعد التحويرات التي أجراها مشايخهم عليه مما دعا أئمة التشيع إلى إخراجهم من المذهب الشيعي وصل حد تكفيرهم. و تقول بعض المصادر أنهم يحتفلون بعيد الأضحى و عيد الغدير و ليلة النصف من شعبان و عيد الفراش (أي ليلة مبيت علي في الفراش مكان النبي المحمد)

إذن نجد أن هذه الطائفة التي حافظت على فلسفة ألواح الزمرد / إله القمر المصري تحوت / الفلسفة الهرمسية تداخلت عندها المذاهب و الأديان و الفلسفات السابقة للإسلام فتفاعلت معها و انتجت هذه التوليفة أو المزيج أو الخلطة المركبة من الحكمة المصرية القديمة و الفلسفة الزرادشتية الفارسية و اليهودية النصرانية التوحيدية و المسيحية السريانية التثليثية تحت مظلة إله القمر (تحوت المصري / إيل السوري و اليهودي / الله الإسلامي)

 

Report

اخبرنا برأيك ؟

201 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    One Comment