الفهرس
رموز نسائية – مي زيادة
نحن لا نساق إلى الحب بأيدينا بل نساق مكبالين من ارجلنا
هكذا هي قصة حياتها التي كانت سبب في صراعها مع حب حياتها التي طالما عاشت وحفرت ذلك الحب في قلبها..
كما ايضا استطاعت ان تثبت نفسها كااديبة عربيه حيث ان نسبة الأدبيات العربيات من النساء ضئيلة جدا بالمقارنة مع نسبة الأدباء من الرجال ، فقد استطاعت بعض من النساء أن يظلوا النموذج الأول الذي يحتذى به فالأديبات في الوطن العربي استطعن أن يغيرن نظرة الكثير من النساء إلى الأدب بصورة عامة وهي من اهمهم فكان لها باع كبير جدا ومؤلفات استطاعت من خلالها أن تثبت نفسها حتى الآن ، على الرغم من المعاناة النفسية التي كانت تعيش فيها إلا أنها أثبتت في النهاية أنها أفضل وأكثرهم شهرة معانا ومعاكم …
نشأتها
هي ماري بنت الياس زيادة ، ولدت عام 1886 في الناصرة وهي فلسطينية لبنانية فكانت لأب لبناني وأم فلسطينية ، تلقت دراستها في مدرسة الناصرة الإبتدائية ثم الثانوية في عينطورة بلبنان عام1907 ثم انتقلت إلى القاهرة مع أسرتها حيث درست في كلية الآداب وأتقنت مع دراستها العديد من اللغات الأخرى مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية .، وحين تخرجها عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية وفي الوقت ذاته عكفت على إتقان اللغة العربية ودرست الأدب العربي والفلسفة والتاريخ الإسلامي في جامعة القاهرة. استطاعت أن تنشر مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ ريعان شبابها.
وفى القاهرة,لفتت جميع الأنظار إليها و خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة.
وأسست ميّ ندوة أسبوعية كانت تتميز بسعة الافق وجمال لغتها عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها – لعشرين عامًا – صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, و أحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.
وبدأت مي زيادة في كتابة مقالاتها نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية و أول أعمالها بالفرنسية اسمها( أزاهير حلم) ظهرت عام 1911 و كانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية..
أعمالها الأدبية ومؤلفتها
كان أول كتاب لمي زيادة يخرج إلى النور كان عبارة عن مجموعة أشعار باللغة الفرنسية وضعت بعدها عدد من المؤلفات الأخرى مثل،،
كتاب المساواة،،باحثة البادية،،سوانح فتاة،،الصحائف،،كلمات وأشارات،،غاية الحياة،،رجوع الموجة،،بين الجزر والمد،،الحب في العذاب،،ابتسامات ودموع،،ظلمات ،،عائشة تيمور،،نعم ديوان الحب،،موت كناري،،كتاب في بحر من ظمأ
أصدرت تراثا أدبيا هائلا من الكتب الأدبية …
وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى، وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر أو حادثة من الحوادث وقد يكون إيحاءَ بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة، ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتم بناءها، وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهور حسب الظروف، وهي ترى أنه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة، فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتب هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهمٌ من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن وقعت في حب جبران خليل جبران سيد قلبها الذي استطاع ان ياسر ذلك القلب الرقيق واحبت جبران وظلت متعلقا بقلب جبران ونشأت قصة حب بين بعضهما حتى أنهم لم يلتقيوا ولو لمرة واحدة وكانت بينهما مراسلات عاطفية ظلت مدة عشرين عاما وظلت مي وجبران يعانيان من ذلك الحب فأرسلوها أصدقاءها إلى لبنان حتى ساءت أحوالها أكثر من ذي قبل وحجروا عليها ذويها حتى احتجت الصحافة اللبنانية للسلوك العنيف المتعايشة فيه مي زيادة حيث أنها دخلت في أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها ثم نقلت إلى مستشفى خاص ثم خرجت منه وعادت عقليتها ثم عادت إلى مصر مرة أخرى ، لتعيش مي زيادة مع وحدتها حتى أنها لن تجد مفر لوحدتها غير كتاباتها التي انكبت عليها لتخرج من خلالها أحزانها ..
أجمل رسالة حب من مي زيادة لجبران خليل جبران
لقد تمنى جبران ان تتحرر مي من عقدها النفسيه وشكوكها ! مي عانت صراعاً نفسياً حاداً في حبها لجبران سبّب لها الشقاء ولجبران العذاب والأرهاق ..وحين تجاوزت الخامسه والثلاثين من العمر لملمت كل شجاعتها…..
♡♡ جبران ♡♡
لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب . ان الذين لايتاجرون بمظهر الحب ينمّي الحب في أعماقهم قوه ديناميكيه رهيبه قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في الللاء السطحي لأنهم لايقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر ,, ويفضّلون تضليل قلوبهم عن ودائعها , والتلهي بما لاعلاقه له بالعاطفه , يفضلون أي غربه , وأي شقاء ( وهل من شقاء وغربه في غير وحدة القلب ؟) على الأكتفاء بالقطرات الشحيحه ..
مامعنى هذا الذي اكتبه ؟ اني لا أعرف ماذا أعني به ! ولكني أعرف انك ” محبوبي ” , وأني أخاف الحب , أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير .. الجفاف القحط والللا شيء بالحب خير من النزر اليسير , كيف أجسر على الأفضاء اليك بهذا , وكيف أفرّط فيه ؟ لا أدري , الحمدلله اني اكتبه على ورق ولا أتلفّظ به, لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام , ولاختفيت زمناً طويلاً , فما أدعك تراني الا بعد أن تنسى .. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها احياناً لأني بها حرة كل هذه الحريه .. قلي ما أذا كنت على ضلال أو هدى .. فأني أثق بك , وأصدق بالبداهه كل ماتقول ..! وسواء كنت مخطئه فان قلبي يسير اليك , وخير مايفعل هو أن يظل حائماً حواليك , يحرسك ويحنو عليك ..
غابت الشمس وراء الأفق ومن خلال الأشكال والألوان حصحصت نجمه لامعه واحده هي الزهره ,, اترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون ؟ ربما وُجد فيها من هي مثلي , لها جبران واحد , تكتب أليه الأن والشفق يملأ الفضاء وتعلم ان الظلام يخلف الشفق وان النور يتبع الظلام وأن الليل سيخلف النهار والنهار سيتبع الليل مرات كثيره قبل أن ترى الذي تحبه … فتتسرب اليها كل وحشة الشفق , وكل وحشة الليل , فتلقي القلم جانباً لتحتمي من الوحشه في إسم واحد : جبران !لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب . ان الذين لايتاجرون بمظهر الحب ينمّي الحب في أعماقهم قوه ديناميكيه رهيبه قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في الللاء السطحي لأنهم لايقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر ,, ويفضّلون تضليل قلوبهم عن ودائعها , والتلهي بما لاعلاقه له بالعاطفه , يفضلون أي غربه , وأي شقاء ( وهل من شقاء وغربه في غير وحدة القلب ؟) على الأكتفاء بالقطرات الشحيحه ..
مامعنى هذا الذي اكتبه ؟ اني لا أعرف ماذا أعني به ! ولكني أعرف انك ” محبوبي ” , وأني أخاف الحب , أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير .. الجفاف ةالقحط والللا شيء بالحب خير من النزر اليسير , كيف أجسر على الأفضاء اليك بهذا , وكيف أفرّط فيه ؟ لا أدري , الحمدلله اني اكتبه على ورق ولا أتلفّظ به, لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام , ولاختفيت زمناً طويلاً , فما أدعك تراني الا بعد أن تنسى .. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها احياناً لأني بها حرة كل هذه الحريه .. قلي ماأذا كنت على ضلال أو هدى .. فأني أثق بك , وأصدق بالبداهه كل ماتقول ..! وسواء كنت مخطئه فان قلبي يسير اليك , وخير مايفعل هو أن يظل حائماً حواليك , يحرسك ويحنو عليك ..
غابت الشمس وراء الأفق ومن خلال الأشكال والألوان حصحصت نجمه لامعه واحده هي الزهره ,, اترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون ؟ ربما وُجد فيها من هي مثلي , لها جبران واحد , تكتب أليه الأن والشفق يملأ الفضاء وتعلم ان الظلام يخلف الشفق وان النور يتبع الظلام وأن الليل سيخلف النهار والنهار سيتبع الليل مرات كثيره قبل أن ترى الذي تحبه … فتتسرب اليها كل وحشة الشفق , وكل وحشة الليل , فتلقي القلم جانباً لتحتمي من الوحشه في إسم واحد جبران ♡♡
ما اجمل هذا الحب المبرأ من اي إثم ذلك الحب الذي لطالما قلوبنا تبحث عنة اي الحب من أجل الحب الذي لا يعول علية
وفاتها
لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م من شهر اكتوبر في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً …