الفهرس
قميص المأمون السحري والامير المنحوس
الاصل
في العصور الغابرة، كانت الخرافات والقصص السحرية، تملأ حياة الناس وشتغل بالهم، وكان هناك يقين تام بحقيقة هذه الخرافات، وكانت العديد من التمائم والعقود والخواتم والأطباق، وأيضاً القمصان المفصلة للامراك والملوك، يُعتقد بأن لها «تأثيراً سحرياً»، فهي قد تحمي الإنسان من أشياء خطيرة، أو تمنحه الخير الكثير، وفي عصرنا الحديث، أصبحت هذه الأمور من المواضيع المشوقة، التي تعرضها شاشات السينما للجمهور من اجل التسلية والترفية.
اسماء القميص
يعرف ايضا باسما مثل القميص المبارك، الحصن المكنون، الجامع المانع، كل هذه أسماء للقميص المسحور والمصنوع في عهد «الأمير المنحوس» المعوف لدي العامة باسم قميص المأمون !
يوجد نسخ محتلفة من هذا القميص في مختلف بلدان العالم تبلغ في مجملها 8 بدول مثل مصر و إيران وتركيا وألمانيا يطلق عليها ” القمصان المسحورة ” لما تحمله من كتابات عجيبة وغامضة. وكان الأمراء والملوك وقادة الجيوش يرتدونها كنوع من الوقاية من مهالك المعارك الحربية.
الرسالة العلمية
الرسالة العلمية للباحث عبدالحميد عبدالسلام، التي حصل فيها علي درجة الماجستير بجامعة عين شمس في التمائم المحفوظة بالمتحف الإسلامي بالقاهرة، تعتبر أول رسالة علمية في مصر والعالمين العربي والإسلامي تحدثت بشكل علمي عن القميص السحري الذي كان يتم ارتداؤه في وقت الحرب .وبخاصة القميص الموجود ب المتحف الإسلامي بالقاهرة، ويوجد عليه آثار دماء غطت على بعض الكتابات المحفورة فيه.، والذي يبلغ عمره ٣٥٠ سنة له شهرة كبيرة لما يحمله من خواص عجيبة.. كما شاهدنا جميعا في فيلم الفيل الأزرق.
الدولة الصفوية في إيران
كيف وصل القميص المسحور للمتحف الإسلامي المصري؟
كما تقول الرواية ففي ثلاثينيات القرن الماضي جاء شخص غامض يدعي (مصطفي شمس الدين) وباعه إلي (ماكس هرتز) المشرف علي المتحف بمبلغ ٥ جنيهات فقط، وهو ثمن بخس علي قميص بهذه الندرة وهذا التاريخ !
كان القميص مبهرا والمبلغ مغريا، علي الرغم من آثار الدماء القديمة عليه، وسرعان ما تمت الصفقة، لكن تبقي اسئلة هامة قبل الاسترسال في الحديث:
- لماذا تخلص مصطفي شمس الدين من القميص السحري بأبخس الأثمان رغم أنه من أفضل قمصان العالم كما يؤكد الأثاريون؟
- كيف استطاع أن يمتلك القميص المسحور من الأساس والذي تمت صناعته في إيران؟
- هل كان مجبرا أن يتخلص من القميص السحري بأي ثمن؟
كلها اسئلة بدون اجابة، خصوصا أن المعلومات عن شمس الدين قليلة تكاد تكون منعدمة. اما من الناحية التاريخية فما نعرفه يقينا أن (سليمان الصفوي) و(سليمان القانوني) كانا يرتديان القميص ذاته ككل الأمراء في عصرهم ويخوضون المعارك وهم يرتدونه كملبس داخلي لايظهر للعيان، القميص يندرج تحت بند التمائم والأحجبة، مرسوم عليه آيات قرآنية وأسماء بعض كبار الشياطين والملائكة!
ومن المرجح أن اخر من ارتدي هذا القميص مات مقتولا، كما تقول الأبحاث التاريخية وآثار الدماء عليه.
مواصفات القميص
القميص يبلغ طوله 137سم، كما يبلغ عرض الصدر 89 سم، ويبلغ إتساع الوسط 92 سم أما طول الذراع فيبلغ 20 سم واتساعه 30 سم، وفتحة الرقبة تبلغ 16 سم وهو ثوب غير مخيط بذؤاعين ومصنوع من الكتان، يتكون من تقسيمات هندسية غاية فى الدقة والإمعان بالتصميم.
كان يتم ارتداؤه للحماية والوقاية من المهالك لما يحمل من قوة كامنة بحروفه النورانية (كتابات ملائكية وشيطانية بشكل لم يتكرر من قبل علي مر التاريخ ) والتى لم يستطع احد فك طلاسمها حتى الأن.
يوجد بالقميص أرقام وآيات قرآنية وعبارات نورانية وطلاسم كتبت باللونين الأسود والأحمر، لكن الكتابة بها بهتان ومحو، وبها آثار دماء، أما بجوار الرقبة من الجهة اليسري توجد كتابات وشكل مستطيل مقسم لـ 42 مربع شغلت جميعها بالأرقام المصفوفة من علوم الجفر.
قوي اخري
وبالرغم أن القدماء إعتقدوا أن هذا القميص مسحور وأنه يمتلك طاقة لحماية من يرتديه من السهام والسيوف، فإن من الواضح بأن من إرتداه قد قتل، مما يدل علي أنه قد يكون له استخدام اخر لا نعلمه، ربما للتنقل عبر العوالم الخفية ؟ أو يجعل من يرتديه يزور عالم الجن؟
أو ربما يهبه قوة التعامل مع الملائكة رؤيتهم !
الأغرب، أن برغم فك طلاسم كافة القمصان الموجودة بالعالم بتلك النوعية والشكل والمضمون إلا أن هذا القميص بالذات لا يزال به سرا كامنا حتى الآن لا يعلمه إلا الله.