in ,

خولة بنت ثعلبة – نساء لها تاريخ

نساء لها تاريخ
الحلقة الثانية عشر

خولة بنت ثعلبة إمرأة سمع الله شكواها

الإسم واللقب : هي خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهد ، زوجة أوس بن الصامت وهو أخو عبادة بن الصامت (رضي الله عنهما) أنجبت له الربيع بن أوس، يقال لها خولة وخويلة (والأول أكثر ) وقيل أيضا ان أسمها جميلة وعرفت بالبلاغة والفصاحة والجمال فقد كانت من ربات الحسن في الجاهلية والإسلام.

جاءت لنا السيدة خولة بقضية مهمة في تاريخ الإسلام وهي تحريم الزوج لزوجته كحرمة أمه عليه ، فعن يوسف بن عبدالله بن سلام قال : ” حدثتني خولة بنت ثعلبة ، إمرأة أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت قالت : فى {بتشديد الياء}والله وفى أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه. قالت: فدخل على يومًا، فراجعته بشىء فغضب فقال: أنت على كظهر أمى. قالت: ثم خرج فجلس فى نادى قومه ساعة، ثم دخل على فإذا هو يريدنى عن نفسى. قلت: كلا والذى نفس خولة بيده، لا تخلص إلى وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبنى فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عنى. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتى فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه.
قالت: فجعل رسول الله يقول: “يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقى الله فيه”.
قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فى قرآن، فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه ثم سرى عنه، فقال لى: “يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفى صاحبك قرآنًا.
ثم قرأ على 《قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ 》 [المجادلة : ١_٤ ].

قالت: فقال لى رسول الله: “مريه فليعتق رقبة”.
قالت: فقلت يا رسول الله، ما عنده ما يعتق.
قال: “فليصم شهرين متتابعين”.
فقلت: والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام.
قال: “فليطعم ستين مسكينًا وسقًا {الوسق ستون صاع} من تمر”.
فقلت: والله يا رسول الله، ما ذاك عنده.
قالت: فقال رسول الله: “فإنا سنعينه بعرق { العرق زنبيل من الخوص المضفر } من تمر”.
قالت: فقلت يا رسول الله، وأنا سأعينه بعرق آخر.
قال: “قد أصبت وأحسنت، فاذهبى فتصدقى به عنه، ثم استوصى بابن عمك خيرًا”.
قالت: ففعلت.
هكذا شكت السيدة خولة الي رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) حاجتها فلما لم تجد صدي لشكواها سوي قوله “اتقي الله فيه ” رفعت شكواها الي ملك الملوك السميع البصير وما أسرع حضور رد الله سبحانه عز وجل ليرسي قاعدة في المجتمع الاسلامي ويسجل التاريخ اسمها بأنها إمرأة نزلت فيها أول آيات سورة المجادلة .

وعن سرعة استجابة الله عز وجل لشكوي السيدة خولة تقول لنا أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها ) :” سبحان الذي أوعي سمعه كل شئ إني لا اسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفي علي بعضه ، وهي تشكي إلي رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) وهي تقول : يا رسول الله أكل مالي وأفني شبابي ونثرت له بطني حتي اذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني {اي جعلني كظهر امه عليه} اللهم إني أشكو إليك . “

وفي موقف السيدة خولة العديد من الدروس ففي قول أم المؤمنين عائشة رغم وجودها في نفس الدار إلا إنها لم تسمع إلا بعض الحديث بين النبي والسيدة خولة ولكن الله سبحانه عزوجل بقدرته سمع الشكوى من فوق سبع سموات وأجاب شكواها ..
من موقف السيدة خولة نتعلم آداب الدعوة و الشكوي وكيفية التوسل الي الله عز وجل بعجزنا وفقرنا وحاجتنا الي تفريجه وتدبيره … كما علمتنا آداب الطلب فهي لم تخجل في أن تظهر أكثر من مرة قلة حيلة زوجها وفقره في أداء الكفارة وانه لايستطيع أداء ماطلب منه ..وكما ظهر لنا انها زوجة صالحه حريصه على بقاء بيتها والحفاظ عليه من خلال حرصها على مساعدة زوجها .

وعن مكانة وبلاغة السيدة خولة بنت ثعلبة في الإسلام وفضل تكريم الله لها يقول قتادة : ” خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بإمرأة برزت علي ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام وقالت : ” هيهات يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب.”

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه واقف أمامها، يسمع كلامها في إمعان وقد أحنى رأسه مصغياً إليها ….
فقال جارود العبدي لها في غضب: “قد أكثرت أيتها المرأة العجوز على أمير المؤمنين”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دعها … أما تعرفها؟ هذه خولة إمرأة أوس بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات فعمر أحق والله أن يسمع لها . ”
رحم الله أمير المؤمنين فقد عرف لكل ذي فضل فضله وليتنا نحن أيضا نعرف فضل صحابيات رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) فنقتدي بهن في كل أمورهن حتي يكون الصلاح .

السيدة خولة بكل البلاغة و الجمال وحسن الخلق استطاعت أن تسجل أسمها في التاريخ من خلال تكريم الله لها بآيات تتلي آناء الليل وأطراف النهار حتي يوم الدين ، فرحمك الله ورزقنا رزقك وغفر لنا وإياك وجمعنا تحت عرشه يوم المشهد العظيم .

لمن يريد سماع قصة السيدة خولة لينك تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي لأول سورة المجادلة 👇👇

يوتيوب

YouTube video

ساوند كلاود 👈

Basma Yassen بقلم

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *