اكثر الأماكن رعبا – تشاوتشيلا مقبرة الأشباح
كانت مقبرة تشاوتشيلا Chauchila Cemetery ولا تزال محط أنظار كلاً من السياح وعلماء الآثار إضافة إلى المهتمين بدراسة ظواهر ما وراء الطبيعة على حد سواء، تضم مقبرة تشاوتشيلا بقايا بشرية تبدو ظاهرياً بأنها محنطة (مومياوات) وتقع في أرض صحراوية بجنوب دولة البيرو حيث تبعد عن مدينة نازكا مسافة 30 كيلومتر، أطلق عليها السكان المحليون اسم “مقبرة الرعب والأحزان” نظراً للأسرار الكثيرة التي تخفيها في جنباتها وحكايات الموت والجن والأشباح والأحداث المخيفة التي تعرض لها بعض زوارها ، ما زاد أيضاً في غموض المقبرة هو قربها من الخطوط الغامضة المرسومة على مساحات شاسعة من الأرض والتي تعرف باسم خطوط نازكا والتي يعتقد بعض أنها رسائل لمخلوقات فضائية غريبة أتت من خارج الأرض.
قام عالم الاثار ماكس أويي في عام 1901 برفقة مجموعة من مساعديه برحلة إستكشافية إلى مقبرة تشاوتشيلا بعد أن سمع الكثير من الروايات المرعبة التي تثير القبائل المحلية وبعد دراسة الجثث التي تحتويها المقبرة تبين له وجود جثث في المقبرة تعود إلى حقب زمنية مختلفة وهذا أثار حيرته ودفعه للتساؤل :”ما هو السر وراء وجود هذه الجثث الحديثة نسبياً إلى جانب جثث يعود تاريخها إلى حوالي 2000 سنة ؟”.
إن الطريقة والظروف التي دفن فيها هؤلاء القوم أمواتهم تركت لنا مومياوات وقطع السيراميك ومنسوجات ملونة وجماجم وأدوات أخرى كأنه لم يمسسها أحد قط كأنها بقيت على حالها طيلة تلك الفترة الطويلة حيث حافظت الجثث المحنطة طبيعياً وأجزاء الجسم الأخرى بشكل مذهل على نفسها بفعل عوامل المناخ الجاف جداً والحار كما يلاحظ وجود خصل من الشعر والملابس. ويقول أحد الزوار: “تشبه الأجساد المحنطة الأشباح وكأنها تبعث برسالة من الماضي، وأشعر في بعض الأحيان أنها تحدق مباشرة نحوي، وأتمنى أن يدركوا بأن آخر شيء يمكن أن أفعله هو مضايقتهم من رقادهم بسلام”.
جثث ترفض الدفن
تصر بعض القبائل مثل قبيلة نازكا على فكرة وجود أرواح شريرة تحرس المنطقة وتخفي كنزها في مكان غير معروف حيث يقول أحد السكان المحليين: “لا أحد منا يعرف بالضبط ما يحدث في هذه المقبرة وكل ما أعرفه هو أنه في كل مرة كان اباؤنا يدفنون هذه الجثث ويغطونها بالتراب تعود للظهور من جديد وبنفس الشكل الذي كانت عليه من قبل” .
أضواء غريبة وأجسام طائرة مجهولة
إعترف عدد من سكان المنطقة بوجود كائنات أو أجسام غريبة تحوم حول المكان من وقت لآخر وأضواء قوية تنبعث من المقبرة في الليالي المظلمة، ونذكر هنا بعض ما رواه شهود العيان:
– يقول تيتو روخاس مفتش بلدية نازكا: ” في 3 فبراير من عام 1972 كنت متوجهاً إلى منطقة بامبا كاربونيرا القريبة من المقبرة، ووسط الفراغ المهول الذي يلف المكان رأيت جسماً معدنياً يحوم حول القبور ثم ما لبث أن خرج من هذا الجسم المعدني كائن قصير وغاب بين القبور ولم تمض سوى لحظات قصيرة على ذلك حتى إختفى الرجل والجسم المعدني في علياء السماء”.
– يقول أنيبال إنكامي الذي يعمل في ورشة لتعبيد الطرقات في جنوب البيرو: “بينما كنت أقود سيارتي ذات ليلة شاهدت ضوء كالبرق يسير بسرعة جنونية حتى إرتطم بالأرض وغطى مقبرة تشاوشيلا بكاملها، وبعد لحظات قليلة بدأت تنبعث من القبور أضواء قوية وظهرت أجسام غريبة تشبه الغضروف بدأت تقترب من القبور بسرعة كبيرة شعرت برعب شديد وحاولت أن أهرب بسيارتي على وجة السرعة لكن المحرك توقف من غير سبب وكأن الأجسام الغريبة التي أختفت بعد دقائق معدودة أرادت مني أن أكون شاهداً على ما حدث”، ويتابع صديقه أدولفو بنيافيل قائلاً : “لا أحد منا يستطيع أن ينكر وجود هذه الأضواء الغريبة فقد راها عشرات المواطنين في مناسبات عديدة وهناك عدد من الشهادات المحفوظة في بلدية Nazca التي تؤكد حقيقة هذه المشاهدات”.
نبذة تاريخية
اكتشفت المقبرة في العشرينيات من القرن الماضي ولم يسبق لأحد أن استخدمها منذ القرن التاسع الميلادي، تحتوي المقبرة على العديد من المدافن تمتد لـ 700 سنة، ويعتقد بعض الخبراء أن أوائل عمليات الدفن بدأت في عام 200 بعد الميلاد. تعتبر المقبرة مصدراً هاماً حول ثقافة النازكا بالنسبة لعلم الآثار وكانت قد تعرضت المقبرة إلى عمليات النهب والسرقة بشكل كبير من قبل الهاوكيرو (صائدي الكنوز باللغة الإسبانية) الذين لم يتركوا وراءهم سوى عظاماً بشرية مبعثرة وأوان فخارية مكسورة بعد أن نبشوا القبور. موقع المقبرة حالياً محمي بموجب القانون البيروفي منذ عام 1997 والسياح القادمون يدفعون مبلغ 7 دولارات أمريكية ليأخذوا جولة تستغرق مدة ساعتين في مدينة الموتى القديمة، في عام 1997 تم إسترداد أغلب عظام الهياكل والأوان الفخرية المكسورة إلى القبور. بينت تلك المقبرة لتضم رفات مجموعة من العائلات .
– إزدهرت ثقافة نازكا في البيرو في الفترة بين 200 – 800 بعد الميلاد ، ومن القواسم المشتركة المعروفة عن الحضارات التي برزت ما قبل حضارة الإنكا Inca هو أنها بنيت في أراض عدائية للعيش البشري مثل جبال الأنديز الشديدة الوعورة أو في وسط الصحراء وهو أمر غامض بحد ذاته.
فرضيات التفسير
تتباين فرضيات التفسير بين مؤيد ومتشكك للأحداث الغريبة التي شهدتها المقبرة ، فالمؤيدون لها يسيرون وفق نظريات المخلوقات الفضائية أوالأشباح ويدعمهم في ذلك روايات شهود العيان والأساطير المنتاقلة، بينما المتشككون فيها يعتمدون على علوم الآثار وتاريخ طقوس الشعوب وطرق عيشها، يوجد دائماً إجابات محتملة من أرض الواقع لتفسير ما يحدث وفي ما يلي تحليل اخر :
– جثث تنتمي إلى أزمنة مختلفة
ليس من المستغرب أن تستخدم نفس أرض المدفن لدفن المزيد من الموتى، خصوصاً إن كانت تمثل مكاناً مقدساً بالنسبة لتلك الشعوب حيث تأتي البركة من أرواح الأجداد بحسب معتقدات العديد من الشعوب، ولا أعتقد أن السبب عائد إلى ضيق أو قلة أماكن الدفن في صحراء واسعة كصحراء نازكا. ففي عصرنا الحالي ازدحم سكان المدن إلى درجة إستخدام نفس المقابر القديمة في دفن القادمين الجدد من المتوفين.
– ظهور الجثث بعد دفنها في نفس المكان
هو عائد ببساطة إلى عمليات نبش المقبرة بحثاً عن الكنوز ، فكثير من الحضارات القديمة تدفن أفراد الطبقة العليا من المجتمع بملابسهم ومع كنوزهم وممتلكاتهم النفيسة للتحضير إلى رحلة الخلود على غرار ما نجده لدى المصريين القدماء من المصريين، ومما تقدم في النبذة التاريخية نجد أن المقبرة تعرضت لمحاولات عديدة للنبش من قبل لصوص القبور وهذا يعني أنهم يتخفون في الليل ولضيق الوقت لا يتمكنون أحياناً من إعادة دفن الجثث التي لا تهم في شيء بعد حفرالقبر، فيستفيق السكان المحليون ليجدون الجثث مجدداً على وجه الأرض بعد أن رأوها مدفونة ولكن يبدو أن موجات اللصوص متلاحقة وجماعاتهم شتى فتكرر المحاولة في نفس القبر وتنبش الجثة من جديد وهكذا وهذا يفسر ً:”رفض الجثث للدفن”.
– الأضواء الغريبة
قد تكون تلك الأضواء عبارة عن أضواء كشافة يستخدمها لصوص القبور أو الهاوكيرو لتساعدهم على النبش في أمامن القبور التي يقصدونها ليلاً.فيظن الناس أنها أرواح شريرة وبما روج اللصوص أنفسهم من أبناء المنطقة أو الممناطق المجاورة لتلك الإشاعة بهدف التغطية على محاولاتهم في سرقتها .
– سر حفظ الجثث
1- شدة الجفاف والحرارة في الصحراء التي تحوي المقبرة لها دور كبير في حفظ الجثث كما ذكر لاحقاً الجو وهذا ليس عائد بالطبع إلى تحنيط إصطناعي قاموا به مثل ما قام به المصريين القدماء.
2- الجثث متروكة في ملابس من القطن المطرز والمطلي بمادة الراتنج ومن االمعروف عن الراتنج أنه يبعد الحشرات ويقلل من فرص البكتيريا في التغذي على الجثة ويبطئ العملية .
3- الجثث محفوظة في قبور جدرانها قرميدية وهذا عامل آخر في الحفظ.
4- هناك موقع آخر مجاور لمقبرة تشاوتشيلا وهو مقبرة إستاكويريا Estaquería قد يعطي أدلة عن ظروف الحفظ المذهل لعدد هائل من الجثث فيها، فعلماء الآثار وجدوا في ذلك الموقع أعمدة خشبية ظنوا أنها استخدمت للمشاهدات الفلكية، لكن اليوم يعتقد أنها دعامات استخدمت بغرض تجفيف الجثث ضمن إطار عملية للتحنيط، وكان لهذا دور كبير في زيادة فرص حفظ جثث تتجاوز مدة دفنها 1000 سنة وما زالت عليها حتى الآن خصل شعر وبقايا أنسجة ناعمة كالجلد.
ويبدو أن هناك أيضاً ظروف طبيعية أخرى وراء حفظ الجثث كما حدث مع جثمان الفنان عبد الحليم الحافظ في مصر وشيخ درزي في لبنان رغم أنه لم تنل الدراسة العلمية الجادة .
أسطورة متجددة تروج للسياحة
من مصلحة بلدية نازكا ودولة البيرو نفسها أن تظل مقبرة تشاوتشيلا أسطورة حية في نظر العالم حتى تحافظ على تدفق دائم من أفواج السياح والمغامرين وبالتالي زيادة العائدات. وهذا نرى له مثيل في إقامة منتجع ترانسلفانيا في رومانيا لإحياء أسطورة الكونت داركولا مصاص الدماء (المخوزق) والذي يعتبر بطلاً في نظر الرومانيين.
مرحبا
معلومات رائعه
تسلم عالمعلومة الشيقة