الفهرس
التجسس علي الهاتف من اسوأ التجارب التي قد يمر بها الفرد، وعلي الرغم من أن الكثيرين يتعامل مع التجسس كأمر طبيعي بسبب السماوات المفتوحة وعصر انتهاء الخصوصية وتجسس مواقع التواصل الاجتماعي علي بياناتك الشخصية، إلا أن معظم الناس يعتبرون ذلك انتهاكا هائلًا للخصوصية. وعلى ضوء ما ذكرناه سابقا ، وجدت دراسة أجريت علي الشعب الأمريكي في العام 2014 أن 74% من سكان امريكا يعتقدون أنه ليس لزاما عليهم التخلي عن خصوصيتهم من أجل الأمن.
وبالإضافة إلى تجسس بعض الحكومات والذي قد يقبله البعض، هناك ايضا خطر التجسس من جهات اخري على هاتفك المحمول، والذي قد يكون من جهة المخترقين (هاكرز) أو مبتزين، أو ربما يكون صاحب العمل الذي تداوم به ، أو صديقا او شريكا سابقا، أو حتى الصحافة في حالة المشاهير أو السياسين وذوي النفوذ في المجتمع، فبدون ان تدري قد يكون هؤلاء الأشخاص يسمعون مكالماتك او يقرأون رسائلك النصية وبريدك الإلكتروني، كما يستطيع تغيير بعض معلوماتك الموجودة في اي نظام في هذا الوقت. ولهذا أعددنا لك قائمة ببعض العلامات التي تدل على أن هناك من يتجسس على هاتفك:
مشاكل في الشحن او البطارية
قبل انتشار انظمة الهواتف الذكية مثل iOS والأندرويد كانت مشاكل البطارية علامة اكيدة على التجسس على الهواتف، وبالنسبة لالهواتف الذكية التي تعمل باللمس تعتبر سخونة البطارية علامة على التجسس. إذا كنت تستخدم هاتفك في العديد من التطبيقات او الالعاب وبكامل امكانياته، ربما يكون ارتفاع درجة حرارة البطارية منطقيا، لكن اذا كان استخدامك معتدلا فقد يكون علامة على وجود بعض البرامج غير المرغوب فيها تعمل في الخلفية وتتجسس عليك، بل و تسمح لشخص بنفاذ شخص آخر الي هاتفك.
بالاضافة الي ذلك، يجب أن تأخذ الحذر إذا كان هاتفك لا يستطيع الاحتفاظ بالشحن لمدة طويلة، فالألعاب ومشاهدة الفيديوهات تؤديان لنفاد البطارية وذها امر طبيعي تماما، ولكن إذا كان الأمر متكررا بدون سبب فهذا الأمر يدعو للقلق، يجب عليك التأكد انه ليس عطلًا في هاتفك قبل الشك في الأسباب المشبوهة.
فهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي لرفع حرارة هاتفك، مثل تعرضه فترات طويلة للشمس بشكل مباشر، او استخدام الكثير من التطبيقات في الوقت ذاته، أو مشاهدة الكثير من الفيديوهات او البث المباشر Live، ايضا وضع الهاتف في جراب او جافظة رخيصة الثمن يؤدي الي احتباس الحرارة. ولكن اذا ما اجتمع ارتفاع درجة حرارة الجوال مع انخفاض الشحن، يمكن أن يكونا دليلا قويا على وجود تلك البرامج الضارة، لذلك يجب أن تنتبه للعلامات الأخرى في هذا المقال.
استخدام البيانات بشكل زائد عن حاجتك
يجب أن تقوم بمراجعة فواتير هاتفك، فعلاوة علي انه قد يوفر لك بعض المال، الا انه سيساعدك ايضا على اكتشاف اذا ما كان هناك برامج تجسس تقبع في جوالك. من الطبيعي أن العديد من التطبيقات تستهلك البيانات اكثر من غيرها، ولكن بسهولة تستطيع الحد من هذا الاستخدام الزائد، فبالإضافة لاتصال الواي فاي الذي يوجد في بيتك او المحلات التجارية والمطاعم، تستخدم برامج التجسس باقة بياناتك (اشتراك النت)، لإرسال معلوماتك لمصادر مجهولة.
لذا إذا لاحظت زيادة كبيرة في استهلاك باقتك الشهرية، عليك التحقق من الأمر، وإذا لم تتمكن من العثور على سبب، فعلى الأرجح هناك طرف خفي يتجسس علي رسائلك.
الإعلانات والتطبيقات المزعجة (سبام)
كلنا يعرف لوحة تحكم الهاتف المعروفة بالاعدادات او Settings، واحيانا يسهل علينا نسيان قيامنا بتحميل تطبيق ما ، يمكن أن يظل هذا التطبيق على هاتفك دون ملاحظة لشهور، ولكن من الضروري الفحص الدائم وان تكون علي دراية بما يوجد على هاتفك باستمرار، خاصة التطبيقات التي تعمل في الخلفية Background Apps، فإذا وجدت تطبيق لم تقم بتثبيته بنفسك، فعلي الأرجع هو تطبيق ضار. قد يكون أحد برامج التجسس التي تصيب هاتفك هو “هامر”، وهو برنامج خبيث (فيروس) أصاب الملايين من أجهزة الأندرويد في جميع أنحاء العالم وكانت بدايته في العام 2014، واكثر البلدان التي اصيبت به هي: الهند، روسيا، والفلبين، وقد أصبح هذا الفيروس الأكثر انتشارا في العالم، وتشير التقارير الى أنه لو كان صانع الفيروس يتقاضي 50 سنت على كل جهاز مصاب، فقد يصبح راتبه اليومي 500 ألف دولار. و يستطيع فيروس “هامر” اجبار الهاتف علي مشاهة الإعلانات التي تصل الي 1.2 مليون مشاهدة يوميًا، لذا عليك مراجعة الزيادة في استخدام البيانات.
مشكلة في أداء الهاتف
يصيب فيروس هامينج باد الذي يعتبر من عائلة فيروس هامر، ما قدر بنحو 10 ملايين جوال، وكما يحدث مع فيروس هامر، يصيب هامينج باد الهاتف المحمول عندما يقوم صاحب الهاتف بتحميل تطبيق مصاب أو مزور عن طريق الخطأ، كنسخة مزيفة مثلا من برنامج الفيس بوك أو نسخة معدلة بها امكانيات زائدة من الواتس آب.
بالإضافة الي ان هذا الفيروس يقوم بعرض الإعلانات المزعجة (سبام)، يقوم هذا الفيروس بخداعك لتحميل تحديث وهمي لنظامك الاندرويد، وما ان تقوم بتحميله حتي يحصل على تحكم كامل في جهازك، ويقوم يبث المعلومات إلى سيرفر تمتلكه جماعة من القراصنة الصينيين معروفين باسم ينغ موب، هذه المعلومات المرسلة عنك تُمكنهم من التجسس علي كل رسائلك.
رسائل نصية مجهولة المصدر
ما تعتقده خطئا في بعض الاحيان معاكسة او مصدر للإزعاج كرقم خاطئ أو رسائل عشوائية، يمكن أن يكون دليلا علي أن هناك شيئا غريبا يحدث لهاتفك الذكي. فقد ترى في بعض الاحيان رسائل تتكون من ارقام وحروف عشوائية وبعض الرموز. هذه الرسائل تعني ببساطة حدوث خطأ في برنامج التجسس المثبت علي هاتفك الذي يستخدمه قراصنة الإنترنت،ففي حالة تم تثبيت برنامج التجسس بشكل صحيح، ستظهر رسالة مشفرة في صندوق الوارد برسائلك، وإذا قام احد أصدقاءك أو أفراد عائلتك باخبارك انك ترسل لهم رسائل نصية أو بريدًا إلكترونيًا غريبًا، فهذه علامة شبه مؤكدة أن هاتفك قد تم اختراقه بالفعل، ويحتمل أن البرنامج يحاول إصابة هواتف الآخرين من خلال هاتفك.
مواقعك المألوفة بشكل غريب
من اشهر عمليات الاحتيال التي لم ينجو منها احد تقريبا، وعلي الرغم من تفاهة الحيلة الا اننا كثيرا ما نقوم بتكرارها، فالنقر على عنوان URL في رسالة هاتفية أو بريد إلكتروني قد يفتح منفذا للاخرين لاختراقك، ومع ذلك، ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتبعها المخترق لإعادة توجيهك إلى الموقع المزيف، فإذا كان هناك برنامج يعمل علي هاتفك، فقد يغير شكل المواقع التي تزورها علي الدوام.
ويعمل هذا التطبيق الخبيث على اعتراض الاتصالات بينك وبين الموقع الذي تريد زيارته، وقد يعرض صفحة مزيفة طبق الأصل من الصفحة التي تريد زيارتها، أو بطريقة اخري يقوم بتسجيل أي شيء تكتبه، وهذه ورطة كبري إذا كنت على موقع يتطلب بيناتك الشخصية، سواء كانت هذه البياناتكلمة السر، أو معلومات، أو مجرد معلومات شخصية، والتي تعتبر وسيلة التداول الرئيسية على شبكة الإنترنت المظلم.
هل أنت خائف علي هاتفك؟
ليس المقصود من هذا المقال اصابتك بالريبة، فالتجسس يصيب نسبة قليلة جدا من جاملي الهواتف المحمولة، ولكن من المفيد أن تقوم ببعض الاحتياطات الأمنية، فعلى سبيل المثال، لا تقم بتحميل تطبيق سوى من المتجر الإلكتروني المعتمد مثل أبل او جوجل كما يمكنك تثبيت بعض البرامج المضادة للفيروسات المشهورة.