“الكلمة التي كان ينبغي أن نسمعها لم تسمع والنور الذي كان متوقعا أن يضيئنا لم يضئ كل شئ حدث في السكون والضلمة ولكن في جوف السكون
تكمن الكلمة ــ البذرة وفي قلب هذة الظلمة يسطع النور المنير.
ماهي الحقيقة ؟ أين تكمن الحقيقة ؟ ماهو الزمن الذي عشناه؟ وماهو الزمن الذي نسير إليه ؟
أن الحكمة الغالية تختفي في جوف الأرض مثل الحقيقة الحاسمة .
ولن نكتشفها . فالمهم هو البحث عنها .”
من هو :
الإسكندر الثالث المقدوني المعروف بأسماء عديدة من بينها :الإسكندر الأكبر , والإسكندر الكبير , والإسكندر المقدوني , والإسكندر ذو القرنين وهو باللغة اليونانية ” ألكاسندروس أوميكاس ” .
كان الإسكندر أحد ملوك مقدونيا والإغريق , أحد أعظم وأشهر القادة العسكرين فى التاريخ .
أما عن ميلاد الإسكندر :
ولد الإسكندر الاكبر Alexander the Great في بيلا عاصمة مقدونيا القديمة شمال اليونان, صيف عام 365 ق.م , والده هو الملك فليب الثاني المُلقب بالأعور , والدته هي أوليمبياس وكانت الزوجة الرابعة لفليب وعلي الرغم من كثرة زيجات فليب وتعدد نزواته إلا أنه أحبب أوليبماس كثيرا , وكانت المقربة إليه لفترة طويلة , ربما لانها أنجبت له وريث الحكم .
فلم يكن مجرد مولد طفل عادي ,فقد جاء الخبر إلي والده فليب في الوقت الذي أتم فى فيها انتصاره علي احد أعدائه , كما أن أحد قواد فليب كان فى أحدي الغزوات وقد انتصر هو الآخر , بالإضافة الي فوز حصانه في الألعاب الأوليمبية , كل هذا جعل العرافون يهنئون فليب بمولد الإسكندر قالوا : أنه سيخلفه على العرش وسيكون دائما الإنتصارات، هذا عن ما قاله العرافين , ماذا عن ما قالته والدته أوليمبياس ,ذكر بلوتارخ أن أوليمباس رأت فى نومها ليلة زواجها من فيلب أن صاعقة أصابت رحمها , فتولدت عنها نار انتشرت فى كل مكان قبل أن تنطفئ وبعد فترة من هذا الزواج قيل أن فليب قد رأي نفسه فى الحلم وهو يختم رحم زوجته بختم عليه صورة أسد , وكانت أوليمباس كثيرة النوم وتحتنض بجانبها حية كبيرة لدرجة أن فليب ظن أنها تخونه ولكنه راقبها ولم يجد سوا تلك الحية الكبيرة , عندئذ استشار فليب كهنة معبد دلفي ( كان لهم شهرة واسعة فى النبؤات آنذاك) نصحه أحدهم بتقديم القرابين للآلهة وأن يضع قيد أو ختم على هيئة أسد على رحم زوجته , وتنبأ له العرافوان بأن أوليمبياس سوف تلد ولدا فى شجاعة الأسود ! .
ونجد أن بلورتاخ قد قدم عدة تفسيرات لتلك المنامات كان من بينها أن أولمبياس كانت حاملا من قبل الزواج , وربما دل على ذلك رحمها المختوم , أو أن والد الإسكندر الحقيقي هو زيوس (كبير الآلهة عند الإغريق) واختلف الاخباريون حول ما اذا كانت أولمبياس نفسها هي من نشرت قصة أصول الإسكندر الإلهية وأكدتها للإسكندر نفسه , أو أنها ربما رفضت هذة التفسيرات .
والي جانب النبواءات والعلامات التي تنبأ بها العرافون ,تنبأ كهنة معبد آرتميس فى أيفسوس بأن هناك كارثة كبري سوف تحل بآسيا !.
“كنت ملازما لها ومتعلقا بها إلي حد أني ماكنت أشعر بالسرور عندما أتسابق مع صبيان حاشية الملك فى حديقة القصر أو أشاركهم ألعابهم . كنت أحب أن أضع رأسي على ركبتيها لاستمع إليها مدة ساعات وهي تذكر لي آلهة مصر ووطنها البعيد وتقول لي إنك أيضا إله .
سألتها يوما عن معني كلمة إله فقالت :
ـ هو الذي لا يخاف من شئ ويخافه جميع الناس .
فقلت :هل أنا إله ؟
قالت :
ـ نعم . أنت إله
قلت :
لا أعرف الخرف ؟
قالت :
ـ لاينبغي أن تخاف . وعندما تذهب إلي مصر لزيارة الإله آمون ستدرك هذا بصورة أفضل .”
مهما كان الأمر , فان ولادة الإسكندر كانت مصدر سعادة وراحة لأولمبياس , حيث أن فليب كان يقضي أغلب شهور السنة فى متابعة حروبه بعيدا عن مقدونيا , كما انه كان فى كل مرة يخرج فيها إلي إحدي حروبه كان دايما مايتاخذ له عشيقة ترافقه وكان هذا الأمر يغضب أولمبياس ويثير غيرتها فجعلت من الإسكندر مصدر راحة لها فهي كانت تفضفض له وتشكوي له من والده , وقد والاته عناية واهتمام كبيرين . ويقال أن كثرة أحاديث أوليمبياس مع الإسكندر عن الحب قد أصابت الإسكندر بعقدة أوديب , وقد أبعدته عن الجنس , وكان الإسكندر دايما ما يردد قبل غزواته ” أن النوم والجنس هما اللذان يذكراني بفنائي” !.
كما سوف نلاحظ فيما بعد ان الإسكندر لم يكون له جواي أو عاشيقات ولم يتزوج مبكرا , بالإضافة إلي أنه ربما احب السيدات المتقدمات فى السن والحديث معهن , ولقد كان ترفعه عن المتعة الجنسية يقابل تعطشة وشغفه الدائم باللذات الروحية , ومن المحتمل أن كل الأساطير التى نسجت حول حياة الإسكندر وميلاده قد ظهرت مع توليه العرش وازدات مع كل حرب ينتصر فيها , وربما هو من اشاعها أو ساعد على ذلك , ليؤكد أنه فوق مستوي البشر العاديين , وأن القدر حمله على أن يكون عظيما منذ لحظة ميلاده .
وقد تربي الإسكندر في سنوات حياته الاولي على يد مرضعة وخادمة كانت تسمي ” لانيك” ,وتتلمذ في فترة لاحقة علي يد ” ليونيدوس الإيبروسي” وكان أحد أقارب امه لكن فليب كان يريد ان يخلص الإسكندر من تأثير والداته عليه فعهد إلي ” وليسيماخوس ” وكان من القادة فى جيشه ليكي يشرف على تعليم الإسكندر , فقد كان لنشأته أثرها المبكر عليه , فتعلم القراءة والكتابة , وعزف القيثارة , وركوب الخيل , والمصارعة , وكذلك الصيد , ويقال أنه كان يصارع الأسود !.
ونظرا لأنشغال فليب طوال الوقت عن أبنه في حروبه وغزواته كان يريد بكل الطرق أن يعوضه عن ذلك بتوفير المربين والمدربين له في سنه الصغيرة , فيقول الإسكندر فى مذكراته: ” لم أر أبي إلا في مناسبات نادرة ولم أتعرف عليه فى صباي , وقد كان غائبا فى أغلب الأوقات لأنهماكه في حروب طويلة وعندما يعود الي بيلا منهوك القوي ومنشغل البال ينكب على اعداد غزوات اخري ويدعو الي احتفالات تدوم عدة أيام . “
ماذا عن “بوسيفالوس”
في سن العاشرة من عمر الإسكندر احضر أحد التجار حصانا للمك فليب , وعرضه عليه مقابل 30 تالنت , لكن الحصان قاوم الملك ولم يستطيع ركوبه , وكذلك أيا من حاول الاقتراب منه , فأمر الملك بذبحه كونه جامحا لا يروض , وهنا ظهر الإسكندر وعرض على والده أن يسمح له بأن يحاول ترويضة وبالفعل استطاع الفتي الصغير ترويض الحصان الجامح ,فقد كان الحصان خائفا من ظله , وابتهج فليب لما رأه وسر كثيرا , وابتاع الحصان على الفور , وأعطاه لأبنه وقال له : ” يابني عليك ان تجد مملكة تتسع طموحك , إن مقدونيا لصغيرة جدا عليك ” .
وقد اطلق اٌسكندر على هذا الحصان اسم ” بوسيفالوس” ومعناها ( رأس الثور ) , وقد لازم هذا الحصان الإسكندر طوال حياته وأغلب غزواته , وعندما مات بسبب تقدمه فى العمر , اطلق الإسكندر اسمه على احدي المدن التى اسسها وهي مدينة ” بوسيفلا” الواقعة شرق الهند .
“أنا مدين بالكثير لأرسطوطاليس وأساسا بما أسمية “حياتي الخري” وقد بدأت أعيش تلك الحياة الأخري ابتدا من اليوم الذي حدثنا فيه معلمنا عن بطولات أخيلوس وهو يدرس تلاميذه بقصر ميازا. وأن بطولات أخيلوس هي التى ساقتني إلي هنا “.
الإسكندر الأكبر
” لقد وجدكم فليب مشردين وفقراء , يرتدي أغلبكم ملابس من جلود الأغنام , تقومون برعي أعداد ضئيلة من الأغنام فى الجبال , وتنخرطون فى حروب هزيله للدفاع عن ذلك الإليرليين والطراقيين على حدودكم , لقد منحكم العباءات لترتدوها بدلا من جلود الأغنام , وأنزلكم من الجبال إلي السهول وأعدكم لمعركة مع البرابرة الذين بجواركم ,وأصبح لديكم الآن ثقة أكبر فى شجاعتكم بدلا من الحصون القوية , وحولكم إلي سكان مدن وقام بتحضيركم بمنحكم القوانين والعادات الجيدة “
جاء هذا فى الخطبة التي وضعها أريانوس على لسان الإسكندر الأكبر , يصف التغيرات التى قام بها فليب من أجل صبغ الشعب المقدوني بطابع التحضر والمدنية كما كانت بلاد اليونان .
خلف الإسكندر والداه فليب الثاني على عرش مقدونيا عام 336 ق.م , فقد وجد أن الدولة قد تغيرت تدرجيا عما كانت عليه من قبل , حيث كان فليب قد كام بالسيطرة على مقدونيا وتحويلها إلي دولة عسكرية لها جيش قوي , بالإضافة إلي أنه وسع حدود مملكته ,وقام بفرض سيطرته على بلاد الييونان أيضا , وقد خطط لغزو الفرس , كما أن أرتقي بمستوي الشعب الثقافي .
وقد يحتمل وصف الإسكندر شيئ من المبالغة الا انه لا أن النص السابق يصف بحياد تام كيف تحول شعب رعوي إلي مزارعين مستقرين وسكان مدن , وأصبحو يرتدون الملابس الصوفيه , ويتمتعون بمميزات الحياة المنظمة .
لابد من الأخذ فى الاعتبار أن سياسية فليب الأقتصادية أدت إلي زيادة عدد الجنود التي تم تجندهم فى الجيش المقدوني , وقد زاد العدد فى الحملة التي نظمها الإسكندر على الفرس .
” ما الرأي الذي تتخيل ان يكون لدي كل فرد عنك , إذا حاولت القيام بالقضاء على جميع أرجاء المملكة الفارسية , أو (عند ) التقصير فى إلحاق أكبر قدر من الأقاليم التي يمكنك الحصول عليها , والاستيلاء على آسيا , كما يحاورك البعض من كيليكيا إلي سينوب سوف تجد أنه يقيم فى مدن فى هذة الأقاليم رجال شاردون يتجولون حولها الآن بسبب نقص احتياجاتهم اليومية , ويقومون بالاعتداء على كل فرد , وهؤلاء سوف يسقطون معها ”
أيسوقراط محدثا فليب
لقد كان من المتحمل ان فليب ينظر إلي آسيا على أنها مصدر للثروة والأراضي الجديدة التي يمكن ان يستغلها فى توسيع مملكته , ولكن اغتيال فليب حال دون طموحاته , وقد خلفه فى طموحاته تلك ابنه الإسكندر الأكبر , فكان يأمل كل الأمل أن يحقق مجد شخصي ,يخلده التاريخ له ,
الأسكندر وتوطيد حكمه :ـ
“من الإسكندر بن فليب , لجميع الإغريق (ماعدا الاسبرطيين ) هدية من البرابرة الذين يقطنون آسيا ”
لقد أمضي الإسكندر أول عامين 336 &335 ق.م فى تأمين حدوده الشمالية فى تراقيا وإلليريا وفى القضاء على الثورة فى بلاد الإغريق , لقد كان اليونانيون يعتبرون معاهداتهم قد انتهت مع فليب بوفاته , حيث أبتهجت أثينا لمقتله , وطيبة وقبائل البلوبونيز وأسبرطة وكل مدن بلاد اليونان , غير ان الإسكندر أسرع إلي هناك لمعرفته بخطر تلك الثورات وقام بإخمادها , وتكوين حلف جديد عوضا عن معاهدة فليب معهم , وأصبح هو رئيسا للحلف بعد والده ,غير أن أسبرطة ظلت ممتنعه عن تأيده .وكان من أهم شروط الحلف أن جميع مدن الحلف تحظي بالحرية وتتمتع بالحكم الذاتي , وألا يقع أي تدخل فى شؤنها ونظمها الداخليه .
وبعد ذلك اتجه إلي آسيا فى ربيع 334 ق.م بعدد جيش يبلغ حوالي 37000 رجل , مابين فرسان وجنود مرتزقة وفرسان أسلحة خفيفة وفرسان كشافة ورماة السهام ورماة النبال والمشاة وسلاحهم الرماح الطويلة , بالإضافة أنه رافق الحملة مساحون ومهندسون ورسامون وعلماء وموظفون مدنيون ومؤرخون , ربما يكون هذا بالامر الغريب , لكنه يعطي لنا تصور أن الإسكندر كان لدية منذ البداية خطة غير محددة ولم يكن يشارك أحد فيما يفكر به. وقد أحرز الإسكندر أول انتصار له عند نهر ” جرانيقوس” بالقرب من بحر ” مرمرة” وكان هذا هو السبب الذي جعله يرسل الهدايا من الغنائم إلي مدينة أثينا اليونانية ومعبدها وكان ذلك دون غيرها من المدن لمكانة أثينا لديه .
الإسكندر فى طروادة :ـ
كان الإسكندر عاشقا للقتال متعطشا للدماء جسورا مقداما فى خوض الحروب , وقد أرجع بعض مؤرخي تلك الحقبة التاريخية , ان الإسكندر قد استلهم عبقريته العسكرية وشجاعته النادرة وروعة أدائة التكتيكي والأستراتجي فى ميادين الحروب التي خاضها من أحد أجداد والداته , وقبل أنه أخيل البطل الأسطوري بطل إلياذة هوميروس التى كان الإسكندر عاشقا متيما بها , وكان هذا البطل الأسطوري سبق مولد والدته أولمبياس بحوالي 800 عام . لكن كيف فتن به الإسكندر كل هذا الجد ؟!
ومن شدة ثأثر الإسكندر بأخيل البطل الأسطوري قرر زيارة قبره ووضع أكاليل الزهور على قبره وقبرأبطال اليونان الذين قتلوا فى حرب طروادة .
الإسكندر الأكبر
“قد عطر الإسكندر بالزيت ضريح آخيل .ونزع مع بعض رفاقه (يقصد هيفاستيون)ملابسهم, وتباروا عرايا إلي جانبه , كما كانت تقضي العادات . .
ثم وضعوا الكاليل على الضريح .
واعلنوا أن آخيل كان فى حياته سعيدا , إذا زامله صديق مخلص . ولحقته بعد وفاته شهرة واسعة ”
بلوتارخ
بعد انتصار الإسكندر علي ولاة الفرس عند نهر ” جرانيقوس” رجع إلي مقدونيا يعد لحملته على الإمبراطورية الفارسية , وكذلك ينظم أمور مملكته التي سوف يغيب عنها وقتا وأن كانت الحقيقة أنه لم يعد إليها مرة أخري , حيا أو ميتا .
فترك واصيا على مقدونيا وكان وزير فليب السابق وترك له 15 الف جندي , وكان الإسكندر قد وزع كل الغنائم من المعركة السابقة على أصدقائه وأعوانه حتي انه لم يترك لنفسه شيئا عندها قال له صديقه برديكاس وماذا تركت لنفسك ؟ فرد عليه الإسكندر: الأمل !
كما نصحه البعض بالزواج لكي يترك من خلفه وريثا على مقدونيا . لكنه أجابهم : وهل هذا وقت اللهو مع النساء بينما هناك الكثير مما يجب على أن أفعله ! .
فبعدها بستة أشهر استعدالإسكندر لان يلتقي بالجيش الفارسي الذي يقوده الملك درايوس بنفسه عند إسوس , وقد كان هناك تفاوت ملحلوظ بين القوتين وقد استعد درايوس اتم الإستعداد وقد تم عن مهارة فاقت خطط قوداه عن المعركة السابقة لكن لم يكن الأمر بالصعب على الإسكندر فكانت عبقرتيه تعادل آلافا من قوات الجيش . ولم يكد الليل أن يأتي بظلامه حتي جن جنون الملك العظيم ولازا بالفرار وقد أصبح جيشه فرقا ممزقة لا تعرف أين تذهب .
وعلينا العودة إلي معركة “جرانيقوس” لنراقب تصرفات الإسكندر وقتها ….
ففي عام 334 ق.م عبر الإسكندر مه جيشيه إلي آسيا عند هيلزبونيت وكان قد تجمع له فيها حوالي 160 سفينة حربية قدمتهاله الدويلات الإغريقية البحرية واهمهما أثينا .
وكان من السهل على الإمبراطورية الفارسية أن تحشد عددا أكبر من السفن والجنود فى مواجهة سفن الإسكندر القليلة والصغيرة , ولكن أحد المؤرخين يقول أن الجزء الأكبر من الأسطول الفارسي كان فى مصر وقتذالك يشترك فى إخماد إحدي الثورات فيها .
ويتضح أن خطوات الملك الفارسي درايوس كانت تتلخص فى التمهل والانتظار والسماح للإسكندر أن يعبر ويتقدم بجيشة فى آسيا وفي ذلك الوقت ينقض عليه جيش درايوس الكبير بعدما يكون انتقطع الإسكندر عن بلاده.
وقبل الاستعداد لتلك المعركة لقد قامت عدة مناوشات بين ملك الفرس وبين الإسكندر الأكبر , حيث أن داريوس الثالث قد تولي حكم الإمبراطورية الفارسية تقريبا فى نفس الوقت الذي تولي فيه الإسكندر حكم مقدونيا وبهذا ارسل داريوس فى طلب الجزية التى كان يأخدها درايوس الثاني من فليب وكانت عبارة عن بيض ذهبي لكن الإسكندر رد عليه : بان الطائر الذي يضع البيض قد طار إلي عالم آخر ويجب أن تتبعه إلي هناك !
وبعدها أرسل درايوس الثالث خفاشا وكرتين صغيرتين سخرية من شباب الإسكندر وصغر سنه فرد عليه : بأن هذا الخفاش سوف يمتص كل قواك .
ولم يكتفي درايوس بذلك فأرسل للإسكندر ليمونة حمضاء ربما رمزا للآلم التي سوف تلحق بالإسكندر على يد الملك الفارسي إلا أن الإسكندر رد على رسوله بأنه سوف يجعل درايوس يأكل كل ليمونه خمضاء عنده !
جيش الإسكندر :ـ
لم يكن جيش الإسكندر يزيد عند عبوره آسيا عن 40 الف جندي كان منهم حوالي 13 ألف مقدوني ,12 الف إغريقي والباقي من جنود القبائل المتحالفة معه . لقد اعتمد هذا الجيش على ما سمي ” بالفلانكس” وهم حملة الرماح الطويلة كما ذكرنا مسبقا والتي كان طول الواحة منها 15 قدم . وكانت تضم 6 فرق وإلي جانبها حملة الأقواس , والجنود الخفاف أو الوثابون الين يحملون السيوف والخناجر .
وأما عن قوة جيش الإسكندر الفعلية , فكانت تكمن فى قواته الخاصة ” الكومبانيون” وهي التى يضعها الإسكندر على الدوام إلي يمينه . وكانت تتألف من ثلأثة آلاف جندي وفارس . تقوم فى المقام الأول على فرقه من حرسه الخاص وأطلق عليها اسم ” أجيما”
وكان عدد الفرسان يقدر بحوالي 5 آلاف فارس وكانوا ينقسموا إلي 8 فرق مابين مقدونين وإغريق وكان للإسكندر فرقة من فرق الفرسان .
جبش الفرس :ـ
لقد كان فى أغلب الأوقات ,أكبر حجما من جيش الإسكندر وقد كان عدده فى أحدي المعارك حوالي مليون جندي ,بالإضافة إلي الثروة الكبيرة التي كانت تحت يده , فقد أتاح له ذلك شراء الجنود المرتزقة وشراء الأسلحة والمؤن الوفيرة ,كما انه قام بحشد عدد كبير من أهالى الدول التي ضمتها الإمبراطورية الفارسية فى ذلك الوقت .
وإذا نظرا إلى هذا الجيش الهائل العدد نجده يفتقر دائما إلى التدريب والتنظيم ,الذي تمتع بيهم جيش الإسكندر منذ عهد فليب والده .
عبقرية الإسكندر
لقد اتسم الإسكندر بالبراعة فى التنظيم والقيادة وقد ظهر لنا هذا منذ الحملة الأولي التى قام بها فى شكال مقدونيا وقال المؤرخون أن حياة الإسكندر القصيرة خلت من التدرج والتمرس اللذين يمر بهما الأنسان عادة , حيث أن مستواه فى حملته الأولي هو نفس المستوي الذي تميز به بعد ذلك فى حملاته التالية .
أن قدرة الإسكندر على التأفلم من أعظم صفات الجنرال العظيم , فلديه القدرة على فهم الموقف من لمحة واحدة , ويقوم بوضع خطة للتغلب على العقبات التى تواجهه والتي يقف أمامها أي قائد عاجزا عن حلها .
ذهب الإسكندر قبل المعركة إلي معبد الربة أثينا وهي ربة الحمكة ونصيرة الأبطال وضحي من أجلها وترك بالمعبد أسلحته وأخذ درعا قديما كان منذ جرب طروادة .
ثم بعدها تقدم الإسكندر نحو موقع المعركة حيث اتخذا موقعه خلف نهر ” جرانيكوس” بالقرب من بحر مرمرة ولم يقوم بعبور النهر كما أشار عليه مستشارينه فكان لديه رأي آخر كعادته : فهو أراد ان يربك جيش الفرس بتاخيره فى عبور النهر .
وكان قائد الجيش الفارسي من المرتزقة الإغريق ويدعي “ممنون”وشارك معه بعض حكتم الولايات الفارسية بما فيهم والي مصر وقتئذ . وبالرغم من ذلك لم يكن القائد الفارسي يثق فى المرتزقة الإغريق من قواته عند مواجهة جيش الإسكندر الذي يتكون من جنود إغريق إيضا .
خطة إرباك ممنون
دفع الإسكندر بجنود المشاة نحو النهر حتي ظن ممنون أن الإسكندر سوف يخوض المعركة بجنود المشاة فقط , لكن الإسكندر على فجأة دفع بفرسانه وهو فى مقدمتهم وعبروا مياه النهر وظل يصيح فى جنوده وهو يقو : كونوا رجالا !
وقصد بيهم يمين المعركة وسرعان ما انحرف بيهم فى الوسط كان يقصد بذلك موقع ممون وقواده على الهضبة التى كانوا يقفون عليها وبهذا أحدث ثغرة فى الجيش الفارسي تسسل منها الإسكندر وجنوده .
” وفي وسط هذة المعمة , انكسرت حربة الإسكندر . فنادي على أريتس , ان يسلمه حربته , ولكن حربة أريتس كانت قد كسرت هي الأخري .وقد أظهرها له أريتس . ونادي أريتس على ديمواتوس , أن يسلم حربته للإسكندر .
وعندما رأي الإسكندر , وفي يده حربة ديمواتوس, مثيراداتيس زوج ابنة الإمبراطور الفارسي دارا الثالث أمامه , قذفه بحربته فى وجهه وقتله . وفي هذا الأثناء هاجمهه حاكم أيونيا الفارسي وضربه على خوذته ببلطته ولكن الضربة لم تفقده غير جزء بسيط من خوذته
وفي اوقت الذي تاهب فيه مثيراداتيس لضرب الإسكندر ببلطته رأه كليتوس صديق الإسكندر وعاجله بضربه من سيفه أطارت له ذراعه “
أريانوس واصفا المعركة
وقد قتل حصان الإسكندر فى هذة المعركة واستبدله بآخر ,واستمر فرسانه ومشاته ينظفون الميدان من جنود الفرس واستسلم في النهاية حوالي 2000 جندي وفر الباقي بعدما قتل منهم 15 الف جندي , وعلى الجانب الآخر لم يتكبد جيش الإسكندر إلا خسائر قليلة كان من أهمها 25 من فرسانه , وقد قام الإسكندر بإرسال رمادهم إلي مقدونيا حيث دفنوا باحتفال كبير فى مقبرة تذكارية .