in

يوجينا تقتل زوجتها

يوجينا تقتل زوجتها

ولدت يوجينا سنة 1875 في عائلة كبيرة العدد جدا في فلورنسا بإيطاليا، كانت الطفلة الكبرى لعائلة أنجبت بعد يوجينا 21 طفلا آخرين ! مات منهم خمسة، هاجرت العائلة إلى نيوزلندا بينما كانت يوجينا في الثانية من العمر، نتيجة العدد الكبير جدا من الأطفال ، كان يصعب الإنفاق عليهم أو حتى مجرد إطعامهم، اضطرت الصغيرة يوجينا إلى البحث عن عمل في البناء أو الاسطبلات، لكنها لكي تستطيع الحصول على عمل كانت ترتدي ملابس رجالية وتدعي أنها ولد، كانت تخرج لتعمل وتحصل على ما يمنحها حد الكفاف، لم تكن أسرتها تهتم بما تفعل ولا تستطيع أن تتابع هذا العدد الهائل من الأطفال.

هل كانت يوجينا تشعر أن بداخلها رجل؟ أم أنها فقط لجأت لذلك لمجرد الحاجة والفقر؟ المؤكد أنها عندما أخطأت مرة، وأفلت لسانها في لحظة سًكر على متن سفينة كانت تعمل بها، وأخبرت أحد زملائها أنها ولدت أنثى، تعرضت لضرر بالغ، لقد تم تجنبها أولا من قبل بقية البحارة، حيث كان يُعتقد أن وجود المرأة على سفينة مجلبة لسوء الحظ، كما أنها تعرضت للاغتصاب مرارا من قبطان السفينة، قبل أن يتم إنزالها في ميناء نيوكاسل شرق استراليا، حيث استكملت حياتها العجيبة، لكنها قبل ذلك كانت قد أصبحت “حاملا” في طفلة، وضعت يوجينا حملها في سيدني، كانت المولودة بنتا، أسمتها جوزفين، وعهدت بها إلى سيدة من أصل إيطالي لترعاها، لم تزرها كثيرا بعد ذلك، كانت قررت تغيير حياتها إلى الأبد.

اصطنعت يوجينا هوية رجل اسكتلندي منحته اسم هاري كراوفورد، وانخرطت من جديد في مجال العمل، كان عمرها أنذاك 21 عاما فقط !
بعد سنوات طويلة من العمل في الحانات ومجالات اللحوم والمطاط، التحقت يوجينا (أو هاري) بخدمة طبيب يدعى جيرك كلارك، والتقت عنده بمديرة منزله، الأرملة الجميلة آني بيركيت، التي لها طفل في الثالثة عشر من عمره، أعجبت آني بوسامة هاري (يوجينا)، أما يوجينا، في شخصية هاري، فقد طلبت الزواج من آني، التي وافقت فورا ! وتزوجا بالفعل سنة 1913 في مدينة بالمين.

في ذلك العصر المحافظ، لم يكن الجنس متحررا، وكان يمكن للإنسان أن يخفي الكثير عن نفسه وألا يمارس الجنس إلا في الظلام، وإلا كيف لم تعرف الأرملة آني أن زوجها ليس رجلا إلا في 1917، بعد 4 سنوات كاملة من الزواج !

ذهب الزوجان ليتجادلا بحدة في موقع بعيد بالفرب من نهر لين كوف، ما قالته يوجينا للشرطة بعد أعوام أن “آني” سقطت واصطدم رأسها بالصخور وماتت، وأن يوجينا شعرت بالرعب من أن يتم اتهامها بقتلها فتخلصت من الجثة بحرقها.

لكن تلك التصريحات لم تحدث فورا، بعد مصرع آني، ادعت يوجينا (هاري) أن زوجته آني هربت، بل تزوجت يوجينا مرة أخرى بعد عامين، من سيدة خمسينية تدعى ليتزي، بعد شهور قليلة من الزواج تم اعتقال يوجينا بتهمة قتل آني، لقد كبر ابن آني وأدلى باعترافات لعمه الذي أخذه للشرطة، قال أن زوج أمه “يوجينا/ هاري” أخذه إلى موقع معين بعد أسبوع من اختفاء أمه وطلب منه أن يصنع حفرة، كان ذلك المكان نفسه الذي وجد فيه البوليس قبل عامين رفات آني دون أن يستطيع معرفة شخصيتها (كان ذلك قبل عصر الدي إن إيه)، الآن عرف البوليس أن الجثة كانت لآني، وتم اعتقال هاري/ يوجينا، ويفاجأ البوليس أن هاري يطلب منهم وضعه في زنزانة النساء ! أصيب رجال الشرطة بالذهول، وفوجئوا أن هاري امرأة فعلا، وسرعان ما عرفت الصحافة بالأمر ، وصارت قضية الموسم.

بين ملابس يوجينا في بيت زوجته الثانية ليتزي تم العثور على عضو ذكري من الخشب والمطاط، كانت يوجينا تستخدمه لإيهام زوجتها -السابقة واللاحقة بأنها تعاشرها، نظرت الصحافة والرأي العام إلى يوجينا / هاري على أنها وحش منحرف، تم الحكم عليها بالإعدام، ولكن لقلة الأدلة على قتل آني (حيث لم يكن على الجثة آثار عنف) تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة.

لكن، لأسباب تتعلق مرة أخرى بالأدلة الظرفية غير القاطعة على اتهام يوجينا بالقتل، فضلا عن تدهور حالتها الصحية، تم الإفراج عنها بعد عشر سنوات، خرجت يوجينا من السجن سنة 1931، عادت لهيئتها الأنثوية وتسمت باسم السيدة جان فورد، أدارت نزلا صغيرا في سيدني، وفي 9 يونيو 1939، خرجت من الدار وأثناء عبورها الرصيف صدمتها سيارة مسرعة، فنقلت إلى مستشفى سيدني حيث توفيت هناك، ودفنت في مقبرة روكوود.

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *