الكولوسيوم
مبني المجادلة والمصارعة Amphitheater
مبني المجالدة والمصارعة هو ابتكار روماني خالص حتي وأن كان اعتماده على فكرة مقاعد المشاهدين فى المسرح إلا أنها هنا جاءت على شكل بيضاوي تحيط بحلبة المصارعه ذات الشكل البيضاوي.
كما نجد إختلاف الآراء حول نشأة فكرة العرض التي كان يقدمها المبني ونشأة المبني نفسه ولماذا اتخذ شكل المخطط هذا من دون غيره.
أما عن نشاة فكرة العرض نفسها :ـ
فهي فكرة رومانية حيث أن هذة العروض لم تلقي قبولا واستحسان لدي اليونانيون ذوي الحس المرهف فهم أقبلوا على العروض المسرحية والشعر والموسيقي , فلم يحب اليونانيون يوما ما مشاهد إراقة الدماء والتعذيب .
هذة الفكرة الرومانية أعتمدت على تقديم عروضا للصراع الدموي ما بين البشر سواء من العبيد أو الأسري أو من هم محكوم عليهم بالقتل أو ربما مجالدين مدربين تدريبا عاليا .
كما أنه ظهر وأصبح هناك عروضا للحيوانات تقدم مع البشر أو مع بعضها البعض , أو ربما عروضا لحيوانات غريبة عن البيئة الرومانية , فنجد حرص القادة الرومان على جلب الحيوانات المختلفة من جميع أنحاء العالم الروماني فهذا هو يوليوس قيصر يجلب الزراف إلي روما , ومن بعده أغسطس يجلب فرس النهر والتماسيح للمشاركة فى تلك العروض وكانت تستخدم تلك العروض كدعاية شعبية للقائد أو الإمبراطور .
كان أقبل الرومان على مثل هذة العروض مبالغ فيه فقد أغرموا بمشاهد القتال الدموية والتعذيب , حيث كان طبيعة الرومان عسكرية تميل الي الصراعات وإخضاع الشعوب من حولها بالقوة والعنف .
وللتطرق إلي ظهور تلك العروض :ـ
نجد أن الفكرة نشأت منذ 185 ق.م وذلك بعد انتهاء الحروب البونية الثانية ( هي حروب خاضتها روما مع قرطاجه بغرض السيطرة علي طرق التجارة آنذاك ) حيث كان القرطاجيون يقدمون العبيد الفارين إلي الحيوانات المفترسة نوعا من أنواع العقاب وردعا لغيرهم من العبيد ومن هنا راقت الفكرة للرومان فأقبلو عليها بعروض تعرض للعامة فى أماكن مفتوحة ولا ترتبط بشكل محدد للبناء فى بداية الأمر .
لكن هناك رأي آخر يقول بأن هذة العروض ارتبطت منذ الباية بالطقوس الجنائزية عند الأتروريين حيث أنهم حرصوا على تكريم موتاهم وتطهير أرواحهم وذلك بتقديم أضحيات بشرية متمثلة فى قتال يقوم به عبيد الشخص المتوفي عند مقبرته , فنجد يوليوس قيصر نفسه يقوم بتقديم هذة العروض عند مقبرة ابنته الصغيرة المتوفاة .
نشأة الساحات وتطورها:-
كانت هذة العروض تقام أمام مقبرة المتوفي أو تقام فى أي مكان مفتوح وعندما لقيت قبولا فى نفوس الرومان انتقلت إلي السوق (الأجورا ) وخصص للعرض ساحات مكشوفة وكانت تشاهد فيها العروض وقوفا فلم يكون بيها أماكن للجلوس , لكن يوليوس قيص قام بإبعاد تلك العروض عن السوق لما كانت تسببه من زحام بعدما زاد عدد المشاهدين وأصبح الأمر غير لائق بالسوق ومكانته السياسية فكانت الإنفعالات والصيا ح والخروج عن الآداب لا يليق بالسوق .
وهو نفسه يوليوس قيصر من أمر ببناء مقر لمثل تلك العروض ولكن خارج السوق حيث أن أراد أن يحتفل بانتصاراته فى فرنسا , وكان البناء من الأخشاب فاندثر وعرفنا عنه من الكُتاب القدامي.
كان استخدام الأخشاب فى مثل تلك المباني اختيار غير موفق حيث جعل المباني عرضه للإنهيار , ولهذا السبب جاء التفكير فى بناء تلك المباني من الأحجار في مدينة روما حيث أمر أغسطس في عام 30 ق.م بتشيد مبني من الحجار لتقديم تلك العروض داخل روما , غير أن مدينة بومبي كانت صاحبة السبق فى إقامة أول Amphitheatre من الحجار فى 70 ق.م في عهد سولا وهو مازال قائما لليوم .
Amphitheatre Of Pompeii
كان مبني مخططه بيضاوي الشكل يقع عن طرف المدينة بالقرب من صورها الشرقي كانت المقاعد به محمله على قطع حجرية قوية كما أقيمت حوائط بمثابة دعائم لتلك المقاعد من الخارج وتلك الحوائط كانت ترتبط فيما بينها بأقواس كدعائم وكان للمبنى مدخل واحد فى كل نهاية من نهايتي المبني وكان عن طريق أحد هذة الممرات تخرج الجثث من المصارعين والحيوانات النافقة فى الصراع .
وكان فى بداية المقاعد الأمامية جدار لحماية المشاهدين من الحيوانات أثناء العرض . كان المبني تبلغ مساحته 140 * 150 م .
ومن أحدي روسومات الفرسكو عرفنا أن المبني كانت تغطيه مظلة أثناء العرض .
نتقل للحديث عن الكولوسيوم The Colosseum
هو من أكبر مباني المجالدة فى العالم الروماني وأكثرهم حفظا حتي الآن .
لقد تم بناء هذا المبني على مساحه ستة أفدنه واتخذ الشكل البيضاوي . كما أنه كان يتسع لحوالي خمسين ألف متفرج .بالإضافة إلى أنه تم تزويده بثمانين بوابة تسهيلا فى عملية الدخول والخروج بسهولة وسرعه , خصصت 76 مدخلا لدخول المشاهدين بطريقة منظمه فكل مدخل عليه رقم كان مدون على بطاقات الدخول أما الأبواب الأربعة الاخري خصص منهم اثنان متجاورن لدخول الإمبراطور والقواد والكاهنات , وباب منهم خصص لدخول المصارعين مسترضين قواهم أما الباب الرابع فقد خصص لخروج جثث المتوفين والحيوانات النافقة والجرحي .
بُبني الكولوسيوم فى عهد الإمبراطور فسبسيان 69 م حيث أنه أراد التقرب إلى الشعب بإقامه هذا الصرح الضخم لأكثر أنواع الترفيه قربا لأنفسهم ووقع إختيار الموقع على موقع البحيرة الصناعية التى كان شيدها الإمبراطور نيرون داخل منزله الذهبي فى قلب العاصمة روما , ولكن تم الإفتتاح رسميا فى عهد ابنه ووريث عرشة الإمبراطور تيتوس وصاحب الإفتتاح ألعاب وعروض مختلفة استمرت مائة يوم، قتل فيها حوالي تسعة آلاف حيوان . وبعد ذلك أكتمل البناء بعمل أقفاص للحيوانات أسفل المكان المخصص للمصارعه .
المبنى يتكون من أربعه طوابق مرتكزة عليها مدرجات المشاهدين وكان ارتفاعه 47 م و188م طولا و166 م عرضا .
وقد استخدم فى بناء المبني “المسلح ” وهو عبارة عن خليط من التراب البركاني والجير والماء وكانت تضاف إليه قطع صغيرة من الحجارة.
ومن الملاحظ أنه فى مبني الكولوسيوم قد اختلطت الطرز المعمارية حيث نجد أنه فى الطابق الاول كانت الأعمدة تحمل الطراز التوسكاني وفى الطابق الثاني أعمدة ذات طراز أيوني , وفى الطابق الثالث كانت الأعمدة كورنثة
فى المجمل خرج المبنى مزيج فنى متكامل من دمج الطرز المعمارية المختلفة.
أما عن أقفاص الحيوانات
كانت عبارة عن حجرات لحفظ الحيوانات أسفل مقاعد المشاهدين الأمامية وكان يقابلها حجرات أخري أسفل حلبة المصارعه تحفظ فيها الحيوانات الحية وقت العرض وكانت أمام كل حجرة ممر ضيق له جدران مرتفعه وكان أمام الممر يوجد قفص له بابان أحدهم باتجاه الممر والأخر فى الاتجاه المقابل وكانت تفتح الأبواب بواسطة حبل أما لأعلى أو لأسفل وكان العامل يجلس فى طابق أعلى من حجرات الحلبة ويتحكم فى فتح وغلق الأبواب لخروج الحيوانات إلى الحلبة .
كما أنه أيضا كانت جميع مباني المجالدة تغطي عن طريق مظلة أوقات تقديم العروض .
تمت ,,,