in

يعقوب بن اسحاق الكندي اول فلاسفة العرب

يعقوب بن اسحاق الكندي اول فلاسفة العرب

يعقوب بن اسحاق الكندي اول من تبحر من المسلمين في الفلسفة وسائر اجزائها من المنطق والطبيعيات والرياضيات والألهيات ..بالاضافة الي تبحره في علوم العرب وبراعته في الأداب من النحو والشعر، وكان يعرف الطب والنجوم واحكامها وضروبا من الصناعات والمعارف التي قل ان تجتمع في انسان واحد فقد كانت فهرسة كتبه تزيد عن دستة أورق ، كان فليسوفا عربيا جمع في شخصه معارف زمانه ونقلها الي اللسان العربي.

من هو يعقوب بن اسحاق الكندي

هو فليسوف العرب ابو يوسف بن اسحاق بن الصباح بن عمران ابن اسماعيل بن محمد بن الاشعث بن قيس بن كنده وينتهي سلسلة اجداده الي عرب بن قطحان، .ينقسم هذا النسب قسمين الاول في الجاهلية والثاني في الاسلام وهمزة الوصل بينهما هو الاشعث بن قيس الذي عاش في الجاهلية وفدم علي رسول الله مع وفد كنده واسلم علي يدية، .

ذكر ابو الفرج الاصفهاني في كتاب الاغاني خبر كنده في الجاهليه فقال ان كنده لا يعدون من اهل البيوتات وانما كانوا ملوكا وذكر ان الاشعث بن قيس كان ذا قرابه بالنعمان بن المنذر لذلك كان يطلق علي الكندي انه سليل الملك، .

مولد يعقوب بن اسحاق الكندي ونشأته

كان الغموض قد احاط بالسنة التي ولد فيها يعقوب بن اسحاق الكندي فقد ذهبوا انه ولد في اوائل القرن التاسع الميلادي علي الارجح اي حوالي ٨٠١ م الموافق لـ ١٨٥هجريا بالكوفة، مع ان الكندي نشأ يتيما إلا انه راي آثار ابهة الامارة وهو صبي حيث كان ابوه اميرا علي الكوفة وبالتاكيد سمع عن حسبه ونسبه وعرف اخبار اجداده الذين كانوا ملوكا باليمن، ورث بالكوفة بيتا يليق بمن هو كان ابوه اميرا عليها، ولما انتقل الي بغداد لم تكن داره اقل فخامه، ويرجح ان والده اسحاق ابن الصباح قد توفي في اواخر عهد هارون الرشيد ، ولما توفي والده خرجت والدته باسرتها من قصر الامارة وعادت الي دارها بالكوفة وهي التي تربي فيها يعقوب الكندي صبيا.

تعلم في صباه كما يتعلم ابناء المسلمين القراءة والكتابة وبعض النحو والعربية وحفظ القران وبعض الحديث والفقة كما حفظ كثيرا من الشعر واحاط بأسرار البلاغة ومواطن الفصاحة، .فقد كان من اسرار تقدم الحضارة العربية وازدهارها ان التعليم حر من اي قيد فالطالب له الحرية في اختيار ما يدرسة.

لم يصلنا عن حياة الكندي في صباه الكثير فكانت هذه المرحلة من عمره غامضة، كَبُرَ الكندي وأصبح في سن الشباب و كان قد تعلم الكثير من العلوم الدينية و علوم الكلام ، و أحس الكندي أن ميله إلى الفلسفة اكبر من ميله إلى العلوم الدينية وعلوم الكلام فاتخذ قراره بدراسة الفلسفة فجهز نفسه و قصد بغداد لتعلم الفلسفة على أيدي العلماء.

وصول الكندي الي بغداد موطن العلم

يصل الكندي إلى بغداد حيث يبدأ هناك بدراسة الفلسفة وما يتصل بها من علوم الرياضيات والطبيعة وغيرها ، و لم يكُن أمام الكندي إلا أن يعتمد على الترجمات التي بدأت تظهر لأهم المراجع الأجنبية، فأخذ يتابع أجزاء هذه الكتب وشارك في نقلها ثم يلخصها ويعمل على تفسيرها، فاستطاع بذلك أن يدرس كتب أرسطو في الفلسفة والمنطق والطبيعة والسياسة وكُتُب ما وراء الطبيعة ،

و في مجال الطب، درس الكندي كُتُب أبقراط و مال الكندي لها لأنها تقوم على العلاج الطبيعي و هكذا كان مُلِمَّاً بالطب ، أما في مجال الرياضيات فقد نبغ فيها الكندي و وضع فيها الكثير من الكتب و الرسائل و كانت الرياضيات تؤخذ عن اقليدس و بطليموس و اخذ أيضاً عن الخوارزمي أبو الرياضيات و درس أيضاً علم الفلك فقد كان الكندي يعتبر أن تعلم الرياضيات والفلك ضرورة لا بد منها .

كان اعتماد الكندي في دراسته على لغتين هما اليونانية و السريانية وكان من أوائل العرب المسلمين الذين اعتنوا بعلوم اليونان و السريان، فقد كانت علوم الطب و الهندسة و الحساب و الفلسفة إحتكاراً في يدي السريان و قد تجمعت لديهم معارف اليونان و قد بدأت حركة نقل المراجع الطبية غير أن العلاج بقي في أيدي الأطباء السريان، و لكن الكندي استطاع بأن يدرس الطب و أن يتفوق فيه و أن يبتكر أساليب جديدة للعلاج ، ولم يكن الكندي بعيدا عن الأدب فقد إستطاع أن ينظم الشِعر.

كان الكندي غزير التاليف فقد ثبتت مؤلفاته التي اوردها ابن النديم ٢٤١ كتاب موزعه علي ١٧ نوع الإ ان كثير من هذه المؤلفات امتدت اليها يد الضياع فلم يبق لدينا الإ بضع وخمسون كتاب طبع منها بالفعل اربعون ولا يزال الباقي مخطوطات.

الكندي وعهد العباسيين

عاصر الكندي عدداً من الخلفاء العباسيين، فقد ُوِلد في عهد هارون الرشيد و نبغ في عصر المأمون و ذاع صيته في عصر المعتصم ومرَّت به بعض المحن في أثناء حكم المتوكل ، فانعزل الكندي عن محيط الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم، عُرف عن الكندي أنه كان أشهر مُترجِمِي عصره، الذي نبغ فيه عدد من المترجمين المشهورين، حتى سُمِّيَ ذلك العصر بعصر الترجمة، .

وضع الكندي الكثير من الكتب ففي الفلسفة له فيها ٢٢ كتاباً، وفي المنطق ٨ كتب وفي الحساب ١٢ كتاب..وغيرها في الموسيقي والنجوم و والهندسة و الفلك والطبيعة و علم النفس و السياسة، .وغيرها

توفي الكندي عام ٢٥٢ هجري / ٨٦٦ ميلادي وقد كان الكندي مسجلا للحضارة العربية التي عاش في ظلها ابان القرنين ٢ او الثالث من الهجرة كما كان راسما طريق هذه الحضارة في المستقبل لعدة قرون من الزمان، ، .

المصدر الكندي ..فليسوف العرب /احمد فؤاد الأهواني

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *