موعدنا اليوم مع الفيلم الفرنسى ( وحش فى باريس )، لا اظن ان الكثيرين يعرفون عنه شيئا فهو فيلم غير ذائع الصيت مثل كثير من الأفلام التى نتناولها، لكن استطيع ان اقول بثقة اذا اردت ان تشاهد شيئا جميلا بحق فعليك ان تشاعد هذا الفيلم الرائع.كل شئ فى هذا الفيلم يعبر عن الجمال، تصميم الشخصيات، التصوير، الأخراج، الموسيقى، ولا عجب فى ذلك فنحن فى باريس مدينة الجمال والأناقة والازياء.
خلال مشاهدة الفيلم ستلاحظ ان صناع الفيلم اعتنوا كثيرا بادق التفاصيل فى هذه الحقبة لتوثيقها، شكل المبانى وزخارف البلاط، ازياء الشخصيات الكارتونية، شكل الشوارع، كل شئ هنا تم عمله بعناية فائقة. وبصوت ( Vanessa Paradis) الرائع (حبيبة جونى ديب السابقة) ستشعر فعلا انك تعيش فى باريس فى هذه الحقبة.اكثر ما احببته فى هذا الفيلم هو انه متأثر كثيرا بطريقة رسم ال bande dessinee والتى ناقشناها كثيرا فى حلقات الكومكس في موقع كومكسات
القصة:
انها باريس فى عام 1910، حيث فيضان نهر السين يتخطى برج ايفل فى مشهد جميل، يخوض صديقان مغامرة لا تنسى فالأول هو صانع افلام (ايميل) و (راؤؤل) المخترع متعدد الوظائف، يزوران عالما غريب الاطوار، يزوران معمله الغريب ويقوما بالعبث بادواته وخلطاته الكيمائية ليكتشفا انهما قد صنعا وحشا. تنتشر الاخبار سريعا عن هذا الوحش الذى يجوب شوارع باريس.
بالطبع هناك مفوض الشرطة الذى يجد فرصة سانحة له لكسب الشهرة من هذا الحدث المثير، فعندما يقضى عليه ستكون فرصته سانحة للترشح ليكون عمدة باريس، على الطرف الأخر نكتشف ان ما يطلق عليه وحشا ليس وحشا على الاطلاق بل هو كائن طيب رقيق المشاعر يحب الموسيقى والاغانى، لكن الاشاعات وهلع الناس هى ما تجعل منه وحشا.
تستمر المغامرات فى شوارع باريس فى محاولة للقبض على هذا الوحش ومحاولة الصديقين للتكفير عن ذنبهم وانقاذ هذا الوحش من قبضة الشرطة.
الفيلم يناقش فرضية هامة، لماذا يحب البشر خلق وحوشا وهمية فى حياتهم، هل الدافع فعلا هو الخوف من غير المألوف، ام هو ادعاء البطولة والجسارة فى القضاء على مخاوفهم الوهمية ؟؟؟
الفيلم انتاج فرنسى نشر عام 2011 من اخراج Bibo Bergeron، بالطبع الفيلم ليس فى روعة افلام بيكسار ولا ديزنى او دريم ووركس، لكنه نوع مختلف من الانيميشن، جو المغامرة فيه مثير والكوميديا ايضا مقبولة وخفيفة اما عن الانيميشن فى حد ذاته فهو اكثر من رائع واللمسات الفنية جميلة جدا… اتمنى ان تستمتعوا بمشاهدة الفيلم.
