الفهرس
عاشته مصر هذه الحقيقة التاريخية المؤلمة والتي ربما لا يعلم عنها الكثير لأن أمة اقرأ لا تقرأ . فى عصر الخليفة الفاطمى الخامس المستنصر بالله ، حلت كارثة ومجاعة لمصر بما يعرف بالشدة المستنصرية لمدة سبع سنوات عجاف (457هـ – 464هـ / 1065م – 1071م)
المشهد الأول من الشدة المستنصرية
من شدة الجوع أن الناس أكلوا الكلاب والقطط عندما عز اكل اللحوم الطبيعية من ابقار وحياوانت مثل الدجاج او الارانب، وكان ثمن الكلب الواحد خمسة دنانير والقط ثلاثة.
المشهد الثانى من الشدة المستنصرية
اشتد الأمر حتى صار الرجل يأخذ ابن جاره ويذبحه ويأكله ولا ينكر ذلك عليه أحد من الناس، وصار الناس في الطرقات إذا قوى القوى على الضعيف يذبحه ويأكله.
المشهد الثالث من الشدة المستنصرية
ذكرابن إياس من العجائب التي لا يصدقها عقل فى زمن تلك المجاعة أن طائفة من الناس جلسوا فوق أسقف البيوت وصنعوا الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح، فإذا صار عندهم ذبحوه في الحال وأكلوه بعظامه.
المشهد الرابع من الشدة المستنصرية
ذكر أن وزير البلاد لم يكن يمتلك سوى بغل واحد يركبه، فعهد بالبغل إلى غلام ليحرسه، إلا أن الغلام من شدة جوعه كان ضعيفًا فلم يستطع أن يواجه اللصوص الذين سرقوا البغل، وعندما علم الوزير بسرقة بغله غضب غضبا شديدا، وتمكن من القبض على اللصوص، وقام بشنقهم على شجرة، وعندما استيقظ فى الصباح وجد عظام اللصوص فقط؛ لأن الناس من شدة جوعهم أكلوا لحومهم.
المشهد الخامس من الشدة المستنصرية
كان بمصر حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بمدينة الفسطاط، كان فيها عشرون دارا، كل دار تساوي ألف دينار، فأبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فسميت من يومئذ بحارة الطبق.
المشهد السادس من الشدة المستنصرية
ذكر المقريزي أن سيدة غنية من نساء القاهرة ألمها صياح أطفالها الصغار وهم يبكون من الجوع فلجأت إلى شكمجية حليها وأخذت تقلب ما فيها من مجوهرات ومصوغات ثم تتحسر لأنها تمتلك ثروة طائلة ولا تستطيع شراء رغيف واحد. فاختارت عقداً ثميناً من اللؤلؤ تزيد قيمته على ألف دينار، وخرجت تطوف أسواق القاهرة والفسطاط فلا تجد من يشتريه.
حتى أقنعت أحد التجار بشرائه مقابل كيس من الدقيق، واستأجرت بعض الحمالين لنقل الكيس إلى بيتها، ولكن لم تكد تخطو بضع خطوات حتى هاجمته جحافل الجياع، فاغتصبوا الدقيق، وعندئذ لم تجد مفرًا من أن تزاحمهم حتى اختطفت لنفسها حفنة من الدقيق وعجنت حفنة الدقيق وصنعت منها أقراصاً صغيرة وخبزتها ثم أخفتها فى طيات ثوبها، وانطلقت إلى الشارع صائحة: الجوع الجوع. الخبز الخبز.
وألتفت حولها الرجال والنساء والأطفال وسارت معهم إلى قصر الخليفة المستنصر، ووقفت على مصطبة ثم أخرجت قرصاً من طيات ثوبها ولوحت به وهي تصيح: “أيها الناس، فلتعلموا أن هذه القرصة كلفتني ألف دينار، فادعوا معي لمولاي المستنصر الذي أسعد الله الناس بأيامه، وأعاد عليهم بركات حسن نظره، حتى تقومت عليَّ هذه القرصة بألف دينار
المشهد السابع من الشدة المستنصرية
قُبض على رجل كان يقتل النساء والصبيان ويبيع لحومهم ويدفن رءوسهم وأطرافهم، فقُتل. واشتد الغلاء والوباء حتى أن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة واحدة، وكان يموت كل يوم على الأقل ألف نفس، ثم أرتفع العدد إلى عشرة آلاف وفي يوم مات ثماني عشرة ألفًا. وكان المستنصر يتحمل نفقات تكفين عشرين ألفًا على حسابه، حتى فنى ثلث أهل مصر، وقيل إنه مات مليون وستمائة ألف نفس، ونزل الجند لزراعة الأرض بعد أن هلك الفلاحون.
وقد مرت الشدة المستنصرة بعدة مراحل طوال سنوات الجفاف بدأت بعد بيع المجوهرات والكنوز لشراء القمح بشراء واكل الكلاب والقطط ثم أكل الموتى من القبور ثم أكل لحوم الاحياء من الاطفال والغلمان والضعفاء من القوم نسأل الله تعالى أن يكفى مصر غضبه وسخطة من حكم الجبابرة وظلمهم وأن يرفع عن مصر البلاء والابتلاء وينعم على أهلها بالخير والرحمة والبركة فى الرزق.
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) المصادر ابن خلكان – ابن اياس – المقريزى – ابن الأثير – سبط ابن الجوزي وراجع كتاب إتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة كتاب ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة كتاب ابن إياس :إغاثة الأمة بكشف الغمة الموضوع تم اختصارة لكن الحقيقة ابشع مما نتصور عماد مهدى – عضو اتحاد الاثاريين