سأتحدث اليوم عن رواية سراج (حكاية عربية) قليلة الصفحات كثيرة التفاصيل تجعلك تركز في تفاصيلها، فرواية سراج تحاكي ما بين الخيال والواقع ويحدث مايخالف توقعاتك في النهاية، وقبل التحدث عن الرواية وشخصياتها دعوني اتحدث عن كاتبها (باختصار).
الكاتبة والناقدة والاستاذة رضوى عاشور فهي الآن تضىْ مكانها بين النجوم الله يرحمها توفيت 30 نوفمبر 2014، استاذة لديها اسلوباً خاص فعندما تحكي لك قصة لن تنسي ان تصحبك معها وتصبح بين شخصياتها.
رضوى عاشور تمكنت في ذلك فتحب بها ابطالها لتعيش معهم بين الفرح والحزن والاستعمار والذل والانتصار والهزيمة، حصلت علي العديد من التكريمات من اهمها جائزة أفضل كتاب لعام 1994 عن الجزء الأول من ثلاثية غرناطة علي هامش معرض الكتاب الدولي من اهم اعمالها :
- ثلاثية غرناطة التي صدرت علي ثلاث اجزاء (رواية) 1994_1995 وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الاسرة 2003 …
- الطنطورية (رواية) 2010 (الاكثر تداولا)
- الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا 1983
- حَجَر دافئ (رواية) 1985
- خديجة وسوسن (رواية) 1987
- رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987
- سراج (رواية)، 1992
- أطياف (رواية )1999 -تقارير السيدة راء (نصوص قصصية) 2001 -قطعة من أوروبا (رواية) 2003
- فرج (رواية)2008
صدرت رواية سراج 1992 في القاهرة، هي تقوم علي فكرة صنع مكاناً تخيليا ومع هذا المكان المتخيل تري تاريخاً فعليا، فخلقت علاقة بين المكانين، فقد تصورت رضوي عاشور جزيرة في مكان ما بين شاطئ زنجبار واليمن (جزيرة في المحيط الهندي)، والزمان في الثلث الأخير من القرن الـ 19.
أرادت رضوي عاشور من خلال المكانين المتخيل والتاريخي كتابة (حكاية) لا تزال نعيش بعض تنويعاتها حتى الآن ، وضع الأهالي المحاصرين بين مطرقة الغزاة وسندان الحكام الطغاة، هي محاولة للاقتراب من الحكاية القديمة بشكل رواية سراج تحاول تبديد الظلمة، وتحكي في هذه الجزيرة عن السلطان (نعمان) الذي اخذ العرش من اخيه الاكبر (علي الدين) وقتله بعد وفاة الملك خالد، واحداث مؤلمة تمر بها آمنه (خبازة) تعمل في مطبخ التابع لزوجة السلطان علياء بنت محسن (سيدة الجزيرة) في فقد ابنها الصبي (سعيد) بعد ان مات اباه (عبد الله ) في احدي رحلات الصيد و تمر بسعيد الاحداث بعيداً عن الجزيرة الذي كان الاستبداد والعبودية مسيطر عليه مع استعمار الانجليز، ليذهب عن طريق الخطأ الي مدينة الاسكندرية ليقابل الولد محمود الذي اصبح صديقه.
يحب حكاياته عن البنت الذي يحبها ويحكي لمحمود حكايات عمار (حكاية الضفدع و حكاية الشمس والقمر) الذي سمعها قبل ان يبعد عن الجزيرة ولا يعرف الوصول اليها ، ثم يختفي الولد محمود فجأة في اثناء قصف الاسكندرية 1882 الذي انهزم فيها عرابي وجيشه ضد الانجليز ولا يعرف اين يجده ؟!
وتمر الاحداث ليرجع سعيد إلي امه آمنه شاباً لديه افكار وعادات مغايرة ويحكي مع حافظ (صديق المهد) الحكايات والاحداث الذي اراها ويبدأ احداث مغايرة في الجزيرة وتبدأ الثورة لتصدمك في النهاية بنهاية مأساوية.
شخصيات الرواية : آمنه (خبازة في مطبخ السطان) وام لطيف (رئيس المطبخ) وتودد (بنت عم حافظ) وعمار ( رجل ذو سبيعن عاما خادم السلطان نعمان وصاحب حكايات الاطفال) وسعيد (بن آمنه) وحافظ (صديق المهد) ومحمود (صديق سعيد الذي اختفي في احداث القصف) والسلطان نعمان وزوجته المستبده علياء بنت المحسن ومليحة وعم ابو ابراهيم وام ابراهيم.
ستقابل كل هذه الشخصيات وسوف تتعاطف مع الكل ومع مشاعرهم فلذلك لم تعرف من هو البطل الحقيقي فكلهم ابطال في بعض تصرفاتهم.
بقلم Ahmed Alkady
