تدور رواية “الكتب التى التهمت والدى” حول فيفالدو بونفين، الموظف الحكومى، الذى يعيش حياة رتيبة ومملة فى مكتبه داخل مصلحة الضرائب، وذات يوم يصطحب معه بعض الروايات إلى عمله ليقرأ خلسة، وبينما كان يتظاهر بالعمل، ينغمس فيفالدو بونفين فى القراءة.
لم ينغمس فيفالدو بونفين فى القراءة فقط، بل اختفى من هذا العالم بين ثنايا الكتب، وفى هذه الرواية نتابع حكايته التى يرويها لنا ابنه إلياس بونفين.
يتحدث الكتاب عن فتى شرع في رحلة البحث عن والده في الكتب التي إلتهمته عن طريق الغوص في الكتب و التحقيق مع شخصياتها بحثا عن أدلة عن والده المختفي , العمل يستعرض عدة اعمال مميزة لأدباء كبار من مثل ( جزيرة الدكتور مورو , الكوميديا الإلهية , جزيرة الكنز , دكتور جيكل و مستر هايد , الجريمة والعقاب ) , وفكرته مميزة , الا ان رحلة الفتى حول كل تلك الكتب لم تكن مشبعه , فهو لم يقضي وقتاً كاف في الكتب , و مر مرور الكرام على معظمها باستثناء ( جزيرة الدكتور مورو , الجريمة والعقاب ) , كنت أتمنى لو كانت عدد صفحات الكتاب أكثر , وكانت تلك الحوارات التي حدث مع شخصيات الكتب أكثر غنى و أكثر عمقاً , كمثل ما حدث مع بطل رواية الجريمة والعقاب لديستوفيسكي , فقد كانت هذه الرحلة , هي الرحلة الوحيدة المقنعة والممتعة , بصورة عامة الفكرة مميزة جداً و لكنها شديدة الاختزال.
و كل من قرأ كل تلك الاعمال سوف يشعر بذلك الاختزال إلى درجة قد تشعره بالامتعاض , الفكرة الاكثر تميزاً في العمل كانت حين قال بطل رواية الجريمة والعقاب ما مفاده ” انتم , أناس هذ العالم الممل الذي تعيشون فيه , تخلطون الماضي بذكرياتكم عن الماضي , ان ذكرياتكم تمثل رؤيتكم للماضي , وليس هذا كذاك , ان الذكريات تتغير مع مرور الوقت , فهي ليست وقائع دونت على الورق ووصفت بكل دقة و صرامة , بل امور عاطفية تتغير كلما تذكرناها , اي انها تخضع لعملية تفكير ثانية فتتحول الى شيء آخر , كما حدث مع الكتب ! “
وعلى مدار القراءة ينتظر القارئ الإجابة على سؤال: هل يوفق إلياس بونفين فى هذه الرحلة الذهنية التى يواجه خلالها شتى أنواع المخلوقات الخيالية ونماذج مختلفة من المجرمين والشخصيات الأدبية؟.
جدير بالذكر بأن الكاتب البرتغالى أفونسو كروش حاصل على جائزة الاتحاد الأوربى للآداب
تقيمي للعمل 3/5 و لدي رغبة حقيقية في قراءة اعمال أخرى للكاتب لان طريقه كتابته فريدة جداً