الفهرس
ماهي تقنية الخداع العميق أو DeepFake
مع ثورة الذكاء الاصطناعي اصبح هناك العديد من اشكال هذا الذكاء، بعضها مفيد ومثير للاهتمام والاخر قد يسبب فوضى حول العالم، مثل الديب فيك Deepfake، واحدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي سوف نتعرف عليها اليوم.
ماهو الديب فيك Deepfake
الديب فيك هو احد تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم لإنتاج فيديو أو التعديل علىه بشكل كامل ليعرض شيئًا لم يكن موجودًا فيه من الأساس.
تعود تسمية تقنية Deepfake إلى حساب في موقع التواصل الاجتماعي ريديت Reddit وكان الحساب يحمل اسم deepfakes، استخدم هذا الحساب تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق من أجل العبث بوجوه النجوم والمشاهير وإدخال صورهم في فيديوهات لا علاقة لهم بها علي الأطلاق، ولذلك، فإنّ التسمية جاءت لتجمع بين تقنيات التعلم العميق والتزييف.
ومن الجدير بالذكر أن تقنية Deepfake تعتبر من الأساليب السهلة والبسيطة للتعديل على الفيديوهات أو تركيبها بالكامل، مما يجعلها خطيرة وتفتح باب لإساءة سمعة الأخرين أو الترويج لأهداف معينة.
طريقة عمل الديب فيك Deepfake
يتم إنشاء فيديو الديب فيك باستخدام نظامين من أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ هما المولد والمميز، فعندما يقوم نظام المولد بإنشاء فيديو جديد يتم إرساله لنظام المُميّز ليتأكد ما إذا كان هذا الفيديو حقيقيًا أو مزيفًا، وإذا تأكد أنه حقيقي سيقوم المولد بتعلم إنشاء فيديو مزيف قابل للتصديق أكثر وهكذا.
يشكل هذان النظامان معًا ما يمكن تسميته شبكة الخصومة التوليفية أو GNN وتحتاج هذه التقنية إلى إمدادها بكمية كبيرة من الفيديوهات لتتعلم كيفية التعديل عليها وتحديد المنطقي منها من المزيف، حيث في البداية سيكون طرف المولد من التقنية ضعيف ويحتاج إلى التدريب المستمر وعندما يصل إلى درجة معقولة من الجودة يبدأ بإرسال فيديوهاته إلى المُميّز، وكلما زاد ذكاء المولد يزداد ذكاء المُميّز، وبهذه الطريقة سوف نصل في النهاية إلى فيديو معدل بشكل كامل وقابل للتصديق للعين البشرية.
كيف تمثل هذه التقنية خطرًا كبيرًا؟
في بداية ظهور تقنية الديب فيك Deepfake كانت تستخدم لأغراض ترفيهية سواء للتسلية أو السخرية من النجوم أو شيء من هذا القبيل، ووقتها كان من السهل للغاية التعرف علي الفيديو الحقيقي من المزيف، لأن سياق الفيديو ببساطة لا يمكن أن تكون طبيعيا.
إلا أن ازدياد شعبية هذه التقنية وشهرتها أدى إلى وصولها إلى عدد أكبر من الناس، وهو ما جعلها للأسف موضع للتسائل إذا كنا بحاجة إليها بالفعل أم يجب وضع حدود وقوانين لها.
في الهند خلال العام الماضي انتشرت حالات كثيرة من التشهير واتهام النساء في مجال الصحافة بمشاهد غير أخلاقية تم تركيبها لازعاجهن وتوجية أجندة فاسدة ضدهن.
ومثل هذه الحالات تزداد يومًا بعد يوم نظرًا إلى سهولة استخدام الديب فيك Deepfake، وبات هنالك الكثير من المحاولات لنشر أخبار كاذبة موثقة بفيديوهات، وارتفع معدل الإهانات والازعاجات عبر الإنترنت بشكل ملحوظ.
وفي الحقيقة، فإنّ الضرر من الديب فيك Deepfake انتشر بشكل كبير لدرجة أن ولاية Virginia الأمريكية قررت وضع قوانين لجعل المحتوى الإباحي الملفق غير قانوني ويجرم من يقوم بمشاهدته أو نشره.
والمخاوف الحالية هي أن نصل إلى مرحلة من التطور لن نتمكن فيها أن ندرك أبدًا أننا نرى فيديو مزيف تم إنشاؤه بتقنية الديب فيك Deepfake.
فوائد الديب فيك
رغم المخاوف التي ذكرناها سلفا، لا يزال هنالك من يجادل بأهمية الديب فيك ودوره الإيجابي الذي لا غنى عنه لهذه التقنية.
برأي هذه المعتقدات، أننا اعتدنا على تصديق كل شيء نراه في الأخبار سواء عبر الإنترنت أو عبر قنوات التلفاز، والآن بعد أن أصبحت هذه التقنية منتشرة ومعروفة لدى الكثير، سوف نبدأ جميعًا بتشكيك ما نراه قبل تصديقه، وهو أمر جيد لمنع المجرمين والمفسدين من نشر أجندة وأفكار خاطئة بين الناس.
مثلما كان الكثير من الناس يصدق ما يراه في الصور الصحفية أو الفوتوغرافية المختلفة، ثم فجأة أُصِيبت هذه الثقة وأصبحت هشة للغاية بعد انتشار برنامج تعديل الصور Photoshop، والآن ليس من الغريب أن يتكرر السيناريو ذاته مع الفيديو.
وبالتالي من الأجدر بنا جميعًا أن نزيد من إدراكنا لما يجري من حولنا وتحديدًا منافذ الأخبار ووسائل الإعلام المختلفة، وأن نبحث عن منطق يمكن تصديقه وراء كل فيديو نراه، فهذا بالتأكيد ليس بأمر سيئ على الإطلاق وربما ما يجعل الديب فيك Deepfake وأمثاله تقنيات رمادية ليست سيئة بالكامل أو إيجابية بالكامل.