in

ماهو سر حفاوتنا البالغة بالملك رمسيس الثانى ؟

ماهو سر حفاوتنا البالغة بالملك رمسيس الثانى ؟

نقرن رمسيس الثاني دوما بلقب إبن مصر البار .. البناء العظيم .. حبيب المصريين .. الخ الخ الخ .. لماذا ؟
بعيدا عن المبالغات والخرافات فالمثبت من التاريخ المصرى القديم أن رمسيس الثانى لم يكن ملكا عاديا أبدا فى تاريخ مصر، نشأته الأولى كانت لعائلة من عامة الشعب من محافظة الشرقية وبدأت قصة رمسيس الثانى مع تولى جده “با رعمسو” (رمسيس الأول) لعرش مصر خلفا للجنرال “حور محب”، وهنا كانت نقطة فارقة فى تاريخ مصر، عائلة غير ملكية من المحاربين اصبحت على قمة السلم الإجتماعى، وهنا بدأت حكايتنا ..

رمسيس الثاني كان الفتى المدلل لأبيه سيتى الأول وجده رمسيس الأول ..
توفى لسيتى الأول مولودا قبل رمسيس مما جعله شديد الخوف والتعلق برمسيس عند إنجابه وهو الحب الذى إنعكس على علاقة رمسيس بأسرته فيما بعد ..

– رمسيس هو الملك الذى شيد لأبناؤه أكبر مقبرة فى وادى الملوك وذلك بعد وفاة إبنه البكر وولى عهده “آمون حر خبش اف” فكانت أوامره بتشييد أكبر مقبرة فى الوادى تخليدا لذكرى إبنه البكر ومن ثم دفن ابناء رمسيس بها واحدا تلو الآخر بعد وفاة 12 ولى عهد له فى حياته..

– رمسيس كان حبه لزوجته “نفرت إيرى (نفرتارى)” هو الدافع الذى جعله يشيد لها أجمل مقبرة بوادى الملكات وكذلك المعبد الصغير المكرس لها ولحتحور ربة الجمال فى ابو سمبل

– رمسيس وكعادة كل ملوك مصر لم يقبع فى قصره يتمتع بملذات الدنيا بل خرج للحرب على رأس الجيش هو وابناؤه وكان فى مقدمة القوات بنفسه لم يتخاذل ولم يتهاون..

– رمسيس الزوج المحب والأب الحنون الذى نسب كل إنجازاته للإله وليس لنفسه وكان يأمر بتشييد المعابد فى أى مكان تطأه قدمه عرفانا للإله وشكرا له ..

– رمسيس الذى عاش أعظم الآلام الإنسانية بوفاة زوجته فى جياته و12 ولى عهد له .. وعاش حتى بلغ التسعين من العمر يهابه ملوك العالم القديم حتى وهو شيخ مسن على الفراش ..

– رمسيس الذى واجه الموت فى قادش ونصحه قائد عربته بالإنسحاب ولكنه وقف فى ارض المعركة ببسالة ومع قواته من حوله حتى تحولت هزيمته المحققة إلى نصر فى قادش وإن لم يخرج منه بمكاسب لاحقا ولكنه حارب كالرجال لتحقيق حلمه فى إستعادة امبراطورية تحتمس الثالث ..وحتى مع جبروته لم يكن جبارا دمويا ابدا

– رمسيس الذى كان يدلله شعبه (المصريين أجدادنا) بإسم سيسو .. والقابا مثل إبن مصر البار وكان من أتى بعده من ملوك يترحم عليه ومن إعجابهم به كمثل أعلى كانت الاسرة العشرون وهى الاسرة التى لحقت نسل رمسيس كل اسماء ملوكها هو “رمسيس” حتى وصل عدد الرعامسة إلى 11 ملكا حملوا اسمه ..

– رمسيس الذى كان حبه لابيه دافعا لأن يكمل الإنشاءات التى تركها سيتى وتوفى فأكملها هو عير خير وجه لأبيه قائلا له سأكمل ما بأته انت وكأنك على قيد الحياة .. ستسير كل الأمور وكأنك على العرش ..

– رمسيس الذى تعرض فى عصرنا الحالى إلى ظلم شديد وإتهموه زورا وبهتانا بأنه فرعون ومن ثم دارت الأبواق فى كل مكان تلصق به هذه التهمة ليس لغرض إلا تشويه الحضارة المصرية القديمة وزراعة الكراهية فى قلوب ابناؤها تجاه حضارتهم وأجدادهم فبدلا من أن يفخروا به اصبحوا هم من يسبونه ..لذلك اصبح تاريخ رمسيس شئنا ام ابينا هو النقطة الفاصلة فى درأ الجهل عن حضارة مصر العظيمة واصبح أساس تعريف الناس بعظمتها هو رمسيس الثانى ..

رمسيس هو مجرد ملك واحد فى سلسلة متواصلة من الإنجازات الإعجازية للحضارة المصرية وإذا اهبت فى الحديث فلربما لن أنتهى ولو بعد سنين،  اذا كانت تقاس بالإنجازات فعائلة الملك سنفرو شيدت وحدها ما يفوق نصف أهرام مصر، الملك مينا وحد القطرين ووضع الخطوط العريضة للحضارة وقت أن كان العالم ظلاما ، الملك سنوسرت الثالث لم يقل شيئا إلا وفعله حارب وكتب أنه حارب وصدق فيما كتبه وجعل لمصر هيبة ومكانة فى العالم القديم، الملك أحمس وعائلته من شهداء حروب التحرير حاربوا وببسالة للدفاع عن ارض وطننا.

تحتمس الثالث الإمبراطور العظيم الذى جعل مصر إمبراطورية يهابها ملوك العالم القديم عبر 17 حملة حربية لم يهزم فى اى منها قط وعند وفاته بكته ممالك العالم القديم كلها، أمنحتب الثالث الذى حافظ على أمبراطورية تحتمس الثالث بدون ان يريق قطرة دماء واحدة فقط ملك ارجاء الإمبراطورية بالسياسة والحنكة ، الملك رمسيس الثالث الذى حارب وقهر شعوب البحر الذين دمروا إمبراطورية الحيثيين نفسها ومن ثم فى نفس الوقت إنقض على الليبيين من الغرب وحصن الحدود فى تكتيك حربى حار فيه المؤرخون حتى الآن.

كل ما ذكرته هو نقطة فى بحر مذهل من تاريخ مجيد لن أعطيه حقه مهما تحدثت،  لهذه الاسباب وقف المصريون بجوار آخر ملوك مصر القديمة من سلالة مصرية وهو الملك نخت نب إف الثانى عندما هزمه الملك أرتاحشاشا (ارتا اكسركسيس) وإحتل مصر، فهرب نخت نب إف وظل الشعب المصرى وقتها يردد قصته آملين فى عودته وعودة الأمجاد التى تعود عليها شعب مصر من ملوك مصر، ولا زال المصريون فى إنتظار عودته حتى الآن حتى وإن نسوا.

كيف يقارن هؤلاء بنابليون أو الإسكندر؟   تشرشل او حتى مونتجمرى ؟ كيف يفخر شعوب الأرض بشخصيات اثرت فى تاريخ الإنسانية ولكنها ابدا لم تقدم ما قدمته ملوك مصر لشعب وأرض مصر ببينما نحن نحقرهم ونقلل من شانهم ؟
هل سمعتم بفرنسى يسب نابليون او بريطانى يسب تشرشل او حتى كردى يسب صلاح الدين ؟ هذا لا يحدث ابدا.
فى بلادنا فقط ابناء مصر يسبون ويقللون من شان ملوك مصر الذين لم يفعلوا شيئا سوى رفعة شان الوطن فى لمحات تاريخية فارقة لن تتكرر أبدا .. يوم أن كان المجد كله لمصر وبإسم مصر ولشعب مصر فقط ..

بقلم محمد محى
12-7-2017

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *