لأننا من كوكب النساء – مني سراج – كتاب صوتي
«نظرت إليهما بدهشة، وأنا أحاول استيعاب الموقف. كنا فى المطعم الأنيق نستعد لتناول العشاء، عندما دب الخلاف بين ابنتى وخطيبها حول مسألة شديدة التفاهة: تأخرت ابنتى كعادتها فى تحديد ما تطلبه من قائمة الطعام».
تحكى منى سراج عن ابنتها، أو تحكى لابنتها، ونحن هنا أمام نص عابر لحدود الصحافة والأدب، والبحث النفسى الاجتماعى، وأرقى أنواع نصوص الاعترافات الشخصية، بدليل هذا العنوان التبريرى التشويقى الدقيق: لأننا من كوكب النساء.
تعود منى سراج إلى حكايتها الممتعة، وهى تحكى عن حوار ابنتها مع خطيبها، بعد خناقة المطعم، التى كشفت هذه «التحويشة» الهائلة من العتاب، والعتاب المضاد.
اعترفت ابنتى: لا يهتم بى. ينسى الاتصال بى كل صباح، يهتم بحضور ماتشات الكورة أكثر من تفاصيل الإعداد للفرح. يقضى الساعات مع البلاى ستيشن، بدلا من متابعة النجارة والبياض فى بيتنا.
انتهت الجولة الأولى بمرافعة ناجحة من الفتاة، لكن خطيبها لم يسكت.
إنها تتأخر عندما نكون مدعوين لسهرة، تتعمد مناقشة المشكلات كلما جلست لمشاهدة الماتش. تصنع لى الحلوى التى تجيدها، فزاد وزنى وضاقت كل ملابسى. لا تطيق البلاى ستيشن رغم أنها وسيلتى الوحيدة للتخلص من الضغوط.
وعندما احتدمت «الخناقة»، تدخلت الأم بحكاية من خبرتها الشخصية: حدث هذا فى باريس، من سنوات طويلة.
تحكى منى سراج فى كتابها الكثير من المواقف الشخصية، التى تضىء لابنتها العلاقة مع خطيبها. فى هذه المرة تحكى الكاتبة قصة رجل الأعمال المرموق عالميا، وزوجته الحسناء الأنيقة، وخناقة فى مطعم باريسى فاخر تحت شعار: أنت لا تفهمنى من نفسك.
عندما يكون الحوار معدوما بين الزوجين، فإن أى اختلاف حول موضوع لا معنى ولا أهمية له، قد يفجر الحرب العالمية الثالثة بينهما، ويحول البيت إلى ساحة معركة!.
مشاكل بسيطة، وربما تافهة، ولكن تراكمها وعدم مناقشتها يحولها مع الوقت إلى قنابل قابلة للانفجار فى أية لحظة
منى سراج: حاصلة على ليسانس الصحافة وماجستير الإعلام من جامعة القاهرة، ودبلوم علوم سياسية وإستراتيجية من باريس. بدأت عملها الصحفي في مجلتَي «روزاليوسف» و«صباح الخير» المصريتيْن، ومجلة «ELLE» الشرقية بباريس.