in

كتاب كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ – زولتان باراني

كتاب كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ - زولتان باراني

يتناول الكاتب زولتان باراني في كتابه الجميل المحلل كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ ولماذا؟ كيف تحدث الثورات وما اسبابها ودوافعها. يتتبع عدد لا بأس به من الثورات اللي عايش بالفعل بعضها وسمع عن بعضها الأخر؛ في الصين؛ بورما؛ إيران؛ دول أوروبا الشرقية وانتهاءاً بالربيع العربي.

زولتان باراني راقب ودرس سلوكيات الجيوش في البلدان التي شهدت ثورات في الأونة الأخيرة؛ حاول الوصول للقواعد والأسس والميكانزميات التي تستند عليها الجيوش في استجابتها للثورة وتفاعلها معها. وما الذي يجعل الجيش يستجيب لها سواء بالسلب او الإيجاب؛ خلص زولتان باراني ألي ان قرارات قادة الجيش تخضع لعدد كبير جداً من المتغيرات أهمها مدي تأثير الثورة علي الجيش ومن ثم علي مصالح هذا الجيش.

الكاتب زولتان باراني طوال فترة كتابة الكتاب ومراقبة الثورات كان يندهش من سؤال المحللين السياسيين والمراقبين للإحداث؛ بالنسبه له سؤال لماذا ألان كان سؤال خاطئ اما السؤال الصحيح الذي يجب طرحه هو: ما الذي اخر الثورة الي هذا الحد؟!!

في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية تفتقر لأدني متطلبات الحياة الأدمية؛ عاشت الأنظمة بمأمن من إي خوف او قلق؟ لماذا ؟!!
ولماذا انفجر الناس فجأة وأطاحت بالأنظمة الحاكمة؟!!

زولتان باراني في كتابه كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ اعتمد او وضع اربعة قواعد او عوامل علي ضوئها يتحدد تحرك واستجابة الجيش للثورة

  1. العوامل العسكرية:
    مدي تماسك الجيش وقوته ومدي حجم الاختلافات المذهبية والعرقية داخل الجيش الواحد ومدي تأثير هذه الاختلافات علي إفراد الجيش؛ المثال الأبرز لهذه النقطة كان الجيش ( السني ) في البحرين الذي نجح في قمع ثورة الشيعة علي الرغم أنهم ( الشيعة ) يمثلون غالبية السكان هناك.
    اقرأ ايضا
    كتاب اختلال العالم
  2. تعامل النظام الحاكم مع الجيش:
    قسم زولتان باراني هذا العامل لعنصرين أساسيين؛ العنصر الأول هو كيف يتعامل النظام الحاكم الحالي مع الجيش؛ التقدير والإغراق في الامتيازات ام التهميش؛ إطلاق يد الجيش في الاقتصاد الوطني القومي ام إقصائهم عنه؛ المرتبات والحوافز والزيادات والأمتيازات؛ كل هذا لا يمثل قاعدة صارمة؛ فلقد شهدنا استثناء القاعدة في عالمنا العربي وثورات الربيع العربي؛ فعلي الرغم من المزايا والامتيازات والتوغل في اقتصاد البلد؛ لم يشفع هذا للنظام حين تخلي عنه الجيش في ثورة يناير.ثم يأتي العنصر الثاني ويتمثل في سؤال ما هي الأوامر التي يحصل عليها قادة الجيش من النظام؟ زولتان باراني يري انه إذا كانت أوامر النظام الحاكم للجيش واضحة ومحددة تجاه الثورة فهذا يعني وقوف الجيش ناحية النظام؛علي سبيل المثال إذا كانت أوامر النظام الحاكم بالتصدي للثورة؛ وإذا كانت طريقة التصدي واضحة ومحددة سواء بشكل عنيف او سلمي؛ فهذا يعطي صورة قوية للنظام الحاكم إمام الجيش وانه مسيطر علي زمام الأمور إما إذا كانت الأوامر بالتصدي للثورة تتسم بالتردد والضبابية فهو يعتبر مؤشر قوي علي رفع الجيش يده عن النظام والاستجابة للثورة بشكل ايجابي.
  3. العامل الاجتماعي:
    نظرة المجتمع ككل للثورة؛ حجم المشاركين ومدي اتساع الثورة وشمولها للقطر؛ هل غالبية السكان راضين ام ساخطين علي النظام الحاكم الحالي
  4. العامل الخارجي:
    أخر العناصر وربما لهذا السبب فهو اقلها أهمية؛ الحل الأخير الذي يفكر فيها جنرالات الجيش عند الاستجابة للثورة هو رد فعل المجتمع الدولي لتحرك الجيش؛ رد الفعل الخارجي سيكون خارج الاعتبارات وغير مهم فقط إذا اقتصر علي الكلام إما إذا لاح في الأفق خطر تدخل خارجي؛ تدخل لصالح احد الأطياف علي حساب أخر هنا الجيش هيكون له حسابات أخري.يري الكاتب زولتان باراني إن الأربعة عناصر المذكورة سابقا بشكل ما تمثل مرجعية شبه مكتملة لفهم ومعرفة وتوقع طريقة استجابة الجيش للثورة إما بالإيجاب لحماية مصالح واستثمارات الجيش او بالسلب أيضا لحماية مصالح واستثمارات الجيش.

Report

اخبرنا برأيك ؟

201 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *