من فرط عدم وضوح وغرابة ذلك الكتاب كتاب الشيطان فقد قامت قناة ( ناشيونال جيوجرافيك) بإنتاج فيلم وثائقي عنه مدته ساعة إلا ربع، والكتاب حقا غريب بشكل كبيرً، في جميع تفاصيله، هذا هو كتاب الشيطان.
أما عن سبب تسمية الكتاب بكتاب الشيطان فهو كفيل بإثارة الخوف في القلوب ، فالكتاب يشتمل علي لوحة جلية وغريبة للغايةً هي صورة الشيطان ، أما عن حكاية كتاب الشيطان فالأسطورة تقول :
إن هذه المخطوطة الأثرية الغربية قد كتبت بمعاونة الشيطان، وتعرف باسم” Gigas codex ” او مخطوطات جيجاس.
وتذكر الأسطورة أن الذي حقق تلك المخطوطة هو راهب نقض عهد الدير و ارتكب إثما شنيعا، فتمت محاكمته وقضى الحكم بتعليقه حيا على جدران الدير. التمس الراهب أن يترك ليلة واحدة وسوف ينجز فيها كتابا ضخماً لتمجيد الدير إلى الأبد حتى تلغي عقوبته، علي أن يشتمل الكتاب كل علوم الإنسان .
بدأ الراهب يعمل بحماسة إلا أن فى سكون الليل فهم أنه لن يكون بمقدوره بأي حال من الأحوال إنجاز المخطوطة، فما كان منه إلا أن نهض يؤدي تضرع خاصة طلبا للمساعدة لكن هذا التضرع لم يكن للرب ولكنه كان لكيان غامض هو الملاك الهابط ( واحد من ألقاب الشيطان في الكتاب المقدس )
وأتى الشيطان فساعده في كتابة المخطوطة، مقابل أن يبيع الراهب نفسه له، وكنوع من الاعتراف بفضل الشيطان قام الراهب برسم صورة موضحة له ووضعها في الكتاب.
هذه هي الأسطورة التي يتم تداولها والتي لا يعلم لها منشأ، إلا أن من يرى المخطوطة يحس بالذهول لحجمها المدهش الذي لا يصدق أنه تم إنجازه في أزمنة باكرة، وقد اوضح قليل من الدارسين أن هذه المخطوطة تطلبت علي الاقل 160 جلدا من جلود الحيوانات لإتمامها.
أما عن عناصر هذه المخطوطة الضخمة فهي كالآتي:
- تنقسم المخطوطة إلي خمسة أقسام فتبدأ بالعهد القديم ( التوراة ) ثم عمل تاريخي للمؤرخ (فلافيوس جوزيفوس) الذي عاش في القرن الأول الميلادي , يتكلم فيه عن حروب اليهود وقصص قديمة أخرى.
- تنتسب هذه الموسوعة الأكثر شهرة الي العصور الوسطي ، وهي من عمل المؤرخ ايزيدور الذي عاش في إسبانيا في القرن السادس الميلادي ، ثم عدد من الممارسات الطبية ويتبعها العهد الجديد ( الإنجيل ) أما أحدث الأعمال فهي حكاية تاريخية عن مقاطعة بوهيميا كتبها كوسماس من براغ تحكي عن تاريخ البلدة أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي .
- تحتوي المخطوطة كذلك ممارسات أخرى ضئيلة ومنها مؤلف عن طريقة محاربة السحر والمس الشيطاني، وايضاً توجد لوحة مرسومة في المخطوطة لما يسمى ب( مدينة السماوات) وهي ممثلة بطبقات وكل طبقة فيها مبان وأبراج تشبه أبراج الكنائس .
- الغريب أن صورة الشيطان وصورة مدينة السماء وضعنا في صفحتين متقابلتين وكأنهما ترمزا للخير والشر في صراع.
- أظهر فيلم ناشيونال جيوجرافيك العديد من أسرار الكتاب ولقد شرح أن محقِّقين من مكتبة السويد الوطنية قاما بدراسة الكتاب بكل دقة وقد توصلت إلي أن راهبا واحدا هو ما قام بعمل المخطوطة العظيمة وليس عدد من الرهبان، ولذا الراهب ورد اسمه في المخطوطة ويدعي (هيرمان) وهو واحد مذنب لم يعلم ما ذنبه ،وقد ظل طوال حياته كلها – علي الأرجح- سجينا يقوم علي عمل هذه المخطوطة التي استغرقت وفق التقديرات من عشرين إلى ثلاثين سنة كتابة.
- أحدث ما يدعو للتعجب في هذه المخطوطة أنها نجت من كوارث عارمة كالحريق والغرق والتمزيق والفقدان عقب تنقلها من بلد إلي بلد ومن أسرة إلى أخرى حتى بلغت الآن إلي موضعها الأصلي براغ في التشيك .
هذه هي حكاية واحد من أغرب الكتب في الزمان الماضي الإنساني . كتاب الشيطان .