السؤال الحائر
الكاتب، د مصطفى محمود
عدد الصفحات 94
إلهي يا خالق الوجد….من نكون؟
من نحن…ومن هم….ومن أنا؟
وما الزمان…. والوجود….والفنا؟
وما الخلق….والأكوان…..والدُنا؟
ومَن هناك….ومَن هنا؟
ما عدت أدري؟!
وما عاد يعبر المقال!!
لقد ختم أديبنا الكبير مصطفي محمود كتابه الصغير السؤال الحائر، بتلك الأسئلة الحائرة التي كانت عنواناً لكتابه (السؤال الحائر) ، ومع نهاية الكتاب وجدت أنه وضع بداخله العديد من التساؤلات التي حاول الإجابة عليها او ايجاد إجابة ترضي عقله الحائر، ترى هل وصل لتلك الإجابات؟ أو على الأقل محاولاته للإجابة كانت مرضية؟ أم أنه تعمد أن تكون تلك الأسئلة من التي تحتمل العديد من الإجابات !!
كتاب السؤال الحائر عبارة عن تجميع لبعض مقالات للدكتور مصطفي محمود السابقة، ولهذا لا يوجد تنسيق بينها في الفكرة العامة، فبعضها حديث مع النفس بذلك الاطار الفلسفي الذي إعتدناه من كتابات الدكتور، وبعضها يهتم بقضايا ذلك العصر كالسينما، وبعضها مقالات سياسية او دينية، وقد اثري هذا النسق الكتاب وجعله كوجبة متكاملة وخفيفة في ذات الوقت.
طرح في الفصل الأول سؤالا عن أسعد لحظة قد عاشها؟ توقفت عند إجابته كثيرا،لأنها لمست شيئاً بداخلي.، كانت إجابته أن تلك اللحظة تمثلت في تلك السجدة التي أحس أن كل ما في داخله يسجد معه، عندما تجرد تمامآ من كل متع الدنيا وأصبح خالصا لوجه الله. أحببت كلماته وشعرت وتأثرت بها، وتمنيت أن أصل يوما لتلك اللحظة وتلك السعادة.
المقال الثاني يتحدث عن السينما وتلك الأفلام التي لا تمت للواقع بصلة فتتحدث عن أشخاص لا يعرفها الشارع المصري؟
اتسعت ابتسامتى وأنا أقرأ ودار في ذهني تساؤل، ترى لو ركب الدكتور مصطفي محمود ٱلة الزمن إلى حاضرنا ورأي تلك الأفلام وسمع تلك الأغاني ؟! هل سيظل على نفس رأيه ؟
وتركنا السعادات والسينما لننتقل لمقال عن الشريعة، ومن يطالب بها، ورأيه عن تطبيقها بنظام الكيل بمكيالين ووضع مثالا، ان من يسرق رغيف عيش تقطع يده، أما من يختلس ويسرق من الدولة فلا ؟! وساق عدة أمثلة ربما تتفق أو تختلف معها.
وترك الشريعة ليتكلم عن مذهب الأصولية والأصوليين،الذين يطبقون في معيشتهم كما كان الرسول من ألف سنة بل ويزادون بذلك رافضين كل مظاهر الحداثة. اعتقد أن هذا المذهب قد اختفى الٱن ولم يعد له وجود.
هناك مقال قد انتابته حالة من النوستالجيا فيه واخذ يترحم عن الزمن الجميل في كل شئ في الملبس والأكل حتى الذوق العام للسينما والأغاني، مما جعلني انا أطرح سؤالا، السنا في القرن الواحد والعشرون نترحم على ذلك الزمن الجميل الذي كان ينقده ؟ حقا أننا كلما تمنا نزعت منا أجمل الأشياء وذهبنا للأقبح، ولذلك كل ما هو ماضي جميل.
وتحدث عن الفلسفة وبوذا، وأيضا تحدث عن علم النفس وفرويد ناقضا كل نظريته. وأخيرا تكلم عن الفرق بين الروح والنفس بمقال فلسفي عميق ربما اختلف معه بعض الشئ ولكنه أنار لي بعض النقاط التي ربما كانت غامضة عني.
وأخيرا كان كتاب خفيف عميق في نفس الوقت سطره الدكتور مصطفي محمود بلغته البسيطة الفلسفية المحببة للنفس، وقد استمتعت به جدا.
اقتباسات كتاب السؤال الحائر لمصطفي محمود
- حينما سكت داخلي القلق وكَف الإحتجاج ورأيت الحكمة في العذاب فارتضيته،ورأيت كل فعل الله خير،وكل تصرفه عدل،وكل قضائه رحمة، وكل بلاءه حب. لحظتها أحسست وأنا أسجد أني أعود الى وطني الحقيقي الذي جئت منه وعرفت من أنا وأنه لا أنا…بل هو لا غيره.
- والفن هو تجلي أحكام أسماء الله الحسنى الإلهية “الخالق البديع والحكيم والعليم” في النفس الإنسانية التي جعلها الله بحكم كرمه قابلة لعطاء الحكمة والعلم والخلق والإبداع.
- لقد أصبح الفنان قادراً على أن يقتل وأن يضيع وأن يميت أمة، كما أنه قادر على أن يحييها ويبعثها.
- ولأن الفن سلاح قاتل، فلا يصح أن يكون حرا حرية مطلقة.
- لقد تقدمنا،وكسبنا الكثير هذا صحيح، ولكن ما خسرناه كان أكثر.
- أصلح نفسي، وتصلح تفسك، ويصلح الكبار أنفسهم، ويجد الجبناء انفسهم معزولين محاصرين محتقرين ولا يعبأ بهم أحد.