في هذا الكتاب نطالع أهم القصص التي صنعت شهرة لويس بورخيس وبوأته تلك المكانة الرفيعة في عالم الأدب. إن الكاتب لويس بورخيس هنا يتأمل، ويسائل ويغرز مسباره عميقا في معنى الزمن والواقع والفكر، معيدا تشكيل العالم عبر رؤياه هو، الفنان والحالم والمفكر، متجاوزا مظاهر الأشياء التي كان يؤمن أن مهمة الأدب تنحصر في تعريتها، والقبض على جواهرها.
في هذه الرواية ( كتاب الرمل )، يحاول بورخيس وصف مكتبته اللا نهائية، والتي تضم كتب لا نهاية لها، حيث يحتوي كل النصوص المتاحة بعدد لا نهائي. وهو الأمر الذي صرح به الكاتب عن خيالته لإنجاز هذا العمل الأدبي.
وقد كتب بورخس مقدما عن هذه القصة ( كتاب الرمل ) في الملاحظة الأخيرة لمكتبة بابل: «لاحظت ليتيثيا ألبرو من طليطلة أن تلك المكتبة الواسعة لا تفيد شيئا، يكفي مجلد واحد فقط، مطبوع بالحجم التاسع أو العاشر من الورق الرقيق، ويحتوى عدد لا نهائي.
يحظى راوي القصة بنفس اسم الكاتب بورخيس، والذى يتسلم هذا الكتاب ذي الوزن المفاجيء من بائع غريب، ويكون العنوان المكتوب على كعبه هو الأسفار المقدسة، ويأتي ترقيم الصفحات بشكل غير منظم، وبمجرد أن تمرر صفحة يصعب العودة إليها مجددا. وقد شرح له البائع معنى الاسم، الذي كان قد اكتسبه من أيدى شحاذا: «لا الكتاب ولا الرمل لديهما بداية أو نهاية». ويحاول بورخيس الوصول للصفحة الأولى، لكنه من المستحيل كما حدث أيضا مع الصفحة الأخيرة. وأخيرا يشتريه مقابل مبلغ من المال ونسخة قديمة من الكتاب المقدس.