يضم كتاب التجانس اليهودي والشخصية اليهودية عدة مقالات نُشرت في عدة جرائد عربية على مدى الأعوام الماضية للكاتب عبد الوهاب المسيري. والمقال الأسبوعي عادةً ما يدور حول حدث ما، حدث ’ساخن‘ كما يقولون في عالم الإعلام، وهم عادةً ما يعنون بذلك حدثاً وقع لتوه.
هذا المطلب يمثل جزءًا من توقعات القارئ من جريدته اليومية. ولكن عبد الوهاب المسيري لا يؤمن بجدوى ما يسميه ’الموضوعية المادية المتلقية‘ التي تتلقى تفاصيل الواقع ثم تسجلها دون تصنيف أو ترتيب بهدف مراكمة المعلومات، و لذا فقد حاول عبد الوهاب المسيري قدر استطاعته أن يضع الحدث داخل نمط متكرر متجاوز للحدث نفسه وأكثر عمومية منه، كما كان يضعه في سياقه التاريخي والاجتماعي والثقافي حتى يمكن فهمه في أبعاده المركبة.
وبهذا تم تطبيق بعض المفاهيم التحليلية الأساسية التي وردت في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية على الأحداث الآنية. وقد قام عبد الوهاب المسيري بجمع هذه المقالات في كتاب، بعد أن قام بإعادة تصنيفها حسب الموضوع الأساسي الكامن وداخل النمط المتكرر. وبذلك يمكن للقارئ أن يرى الحدث ’الساخن‘ في إطار النمط ’الدافئ‘ والسياق الحي الذي يعطي الحدث معناه وأبعاده الحقيقية. فهناك مجموعة من المقالات عما يسمى ’القومية اليهودية‘ وآخر عما يسمى ’الشخصية اليهودية‘ وثالث عن الهيكل ومحاولات إعادة بنائه.