in

كتاب أبي ادم – قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة

كتاب أبي ادم - قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة

كتاب أبي ادم – قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة

أثار كتاب أبي ادم ، قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة للدكتور عبد الصبور شاهين منذ بدايه صدوره في أواخر التسعينيات. ومازال يثير الكثير من الجدل، خاصة في العالم الاسلامي. وقد رفع المتشددون واصحاب الفكر الرجعي دعوى قضائية لتكفيره. كتاب أبي ادم أعيدت طباعته اكثر من مرة، يرى فيه صاحبه عبد الصبور شاهين أن آدم هو أبو الإنسان وليس أبا البشر، الذين هم خلق حيواني كانوا موجودين قبل الإنسان، فاصطفى الله منهم آدم ليكون أبا الإنسان. وهو ما أشار إليه الله في القرآن بالنفخ في الروح.

عندما صدرت اول طبعة من هذا الكتاب ( أبي ادم ) أحدثت دويا شديدا كما يحدث عند سقوط صخرة ضخمة في بركة آسنة ، وانبعث من قلب هذه البركة – أو المجتمع – انانس وعلماء يحاربون الكتاب ومؤلفه ظانين بذلك انهم يستطيعون اخفاء صوته، وابطال أثره، تاره بالتشويش واخري بالتجريح، لكم عدم قدرتهم على استيعاب مضمون الكتاب، بل انه يصدق في وصفهم ما ذكره المرحوم الكاتب الإسلامي مصطفى صادق الرافعي في وصف بعض خصومه ، بأنه (( يرى السماء صافية فيظن أنها قبة من الزجاج وينظر إلى النجمة البادية فيرى أنها بيضة من بيض الدجاج )).

هكذا سمعنا خلال تلك الفترة دويا شديدا، ولم نر طحنا، وقد قذف وقع الصخرة في البركة بعضهم إلى ساحات القضاء اربعة مرات متواليات، تولى اكبرها رجل قانون ، ورجل تدين : ( قضيتان في المحكمة الابتدائية ، وأخريان أمام الاستئناف  العادي والعالي، فلم يلق الرجلان في قضاياهما سوى أحكام الرفض، وكان سندنا المهم في تلك المواجهة الشرسة – ذات الأهداف الخفية – تقرير مستنير أصدره مجمع البحوث الإسلامية ( وهو منشور في ملحق الكتاب ) ، يقرر فيه المجمع أن الكتاب لا يحتوي على ما يخالف القرآن الكريم أو السنة  النبوية ، ولا ينكر معلوما من الدين بالضرورة، أو ثابتا من ثوابت العقيدة، وإنما هو اجتهاد توفرت شروطه في مؤلف الكتاب ،والمجمع قد يختلف معه في بعض النتائج التي توصل إليها.( أو كما قال )

أما الكتاب فقد كان غرضه ان يكون صخرة أردت بها أن أدق رأس الأفعى الإسرائيلية اللابدة في الثقافة الإسلامية  القديمة ، ممثلة فيما يعرف بالإسرائيليات، وهي لا تعدو أن تكون أساطير خرافية وحكايات شعبية تسللت إلى الفكر الإسلامي، وإلى عقل الإنسان المسلم، فاعتمدها أئمة من أهل التفسير، ومن خلال تلك التفاسير سكنت في منطقة المسلمات من العقل المسلم، وهي في الواقع أفعى إسرائيلية اعتنقها كثير من الرجال، ممن لم يعملوا عقولهم في تحليل نصوص القرآن، وممن لم يشعروا بالصدمة حين اتضحت من الأرقام المسافات الزمنية الهائلة بين معطيات الخرافة، وتقديرات العلم لآماد ما قبل التاريخ .. وأبعاد الحياة البشرية .. لقد خنقت الأفعى أفهامهم حين طوقت أعناقهم.“

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *