فيضان العسل الأسود دمر مدينة كاملة
تعتبر أغرب حادثة مدمرة في التاريخ، تلك التي أطلق عليها «فيضان العسل الأسود»، وشهدتها مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستس سنة 1919، حيث دمر فيضان من العسل الأسود حيًا بالكامل، ودمرت المباني والممتلكات بقيمة تعادل 100 مليون دولار.
حدثت الكارثة بسبب شركة اسمها Purity Distilling Company، كانت تقوم بتحويل العسل الأسود إلى جعة (بيرة)، وبعض المشروبات الكحولية الأخرى، ومع إعلان الحكومة أنها في صدد منع المشروبات الكحولية وإدراجها ضمن السلع غير القانونية خلال بضعة سنوات، سارعت الشركة في تحويل العسل الأسود إلى مشروبات، حتى تتمكن من بيعه قبل المنع المفروض على الكحول، بحسب موقع “atlasobscur” .
كان العسل الأسود مخزنًا داخل خزان ضخم، يعاني من بعض عيوب التصميم حيث تم بناءه بمواد خاطئة، حتى أنه بدأ تسريب العسل من داخله، مع ذلك استمرت الشركة في شحنه بالعسل، وأضافت خدعة بدهنه باللون البني حتى لا يلاحظ أحد عيوبه، مع علمها بأن ذلك قد يؤدي إلى كارثة لكنها لم تتخيل تمامًا أن تصبح بذلك الحجم تمامًا.
وفي يوم 15 يناير 1919، تلقت قوات الشرطة نداءات صراخ في الأجهزة اللاسلكية من الشرطي Frank McManus، يستغيث خلالها طلبًا في إرسال كل ما في إستطاعتهم من دعم وقوات لإنقاذ المدينة من فيضان العسل الأسود.
ظن الجميع أنها مجرد دعابة، ومبالغة غير منطقية، في حين بدأت الكارثة تتفاقم بوتيرة سريعة بعد أن دمر العسل الخزان وتحول الأمر إلى فيضان ارتفاعه أكثر من طابقين، دُمرت بسببه كل المباني الموجودة في محيطه، لدرجة أنه كان يقتلع المنازل من قواعدها ويطيرها في الهواء.
انفجر الخزان بسبب التدفق الهائل للعسل، وتسببت الكارثة في تدمير الشارع والحي بأكلمه.
استغرق الحي شهورًا لتنظيف الشوارع من آثار الكارثة، وظلت الشوارع مع كل الجهود تحمل آثار العسل، ويبدو ملمسها لزج لفترة طويلة جدا حتى أن أغلبية سكان الحي الحاليين يقسمون أنهم في الأيام الصيفية يشمون رائحة العسل الأسود في الجو.
بقلم محمد ابو الفتوح