” هو احد رواد الإخراج السينمائي في عصر الخمسينات والستينات، احد رواد الكوميديا الراقية وصناعة ابطال لها بصمة معه من منا لا يرى فيلم بن حميدو (مش هتنزل الارض ابدا..) ولا فيلم الأنسة حنفي (ياام السعد ياام السعد) ولا سلسلة اسماعيل يس في الجيش(شغلتك ع المدفع بروروم) ولا فيلم اشاعة حب (مااااماااا ..يروح ااااامك) ولا فيلم عائلة زيزي (المكنة طلعت قماش)..إلخ ، كلما تعرض كل هؤلاء على الشاشة صغيرة فانت تلقائياً تستلم لهم وتعيش معه القصة واذا لم تكن قصة ستموت ضاحكاً لا محالة كل هذا يخرج من صانع لديه القدرة في التحكم في رتم المشاهد..انه..انه فطين عبد الوهاب.”
• اسم الصنايعي: فطين عبد الوهاب
• اسم صناعته: صنايعي الونس (صانع الكوميديا الراقية)
👈 ولد فطين عبد الوهاب”يوم 22 نوفمبر عام 1913م في دمياط لأسرة ميسورة الحال، هو الشقيق الأصغر للفنان سراج منير الذي يكبره بـ10 سنوات، والفنان حسن عبد الوهاب الذي يكبره بـ3 سنوات فقط، وألتحق عقب إتمام دراسته الثانوية بكلية الزراعة، ولكنه لم يجد نفسه في هذه الدراسة فتغيب عنها حتى تم فصله ليلتحق بعد ذلك بكلية الفنون الجميلة، إلا أن التنسيق الداخلي للكلية ضمه إلى قسم العمارة، الأمر الذي لم ينسجم معه أيضاً فقرر ترك التعليم نهائياً.
👈 تزوج فطين أربع مرات، ثلاثة من داخل الوسط الفني وهم الفنانة هاجر حمدي وليلى مراد التي أنجب منها ابنه الفنان والمخرج زكي ثم تحية كاريوكا، بينما الزيجة الرابعة كانت من خارج الوسط الفني وهي منيرة فتحي شقيقة الفنانة نجلاء فتحي.
👈 بدأ فطين حياته المهنية كموظف في قسم الجوازات بوزارة الداخلية، لكن سرعان ما تسرب إليه الملل من الوظيفة الروتينية مما دفعه للعمل في الجيش بعدما تخرج من أول دفعة للضباط الاحتياط من الكلية الحربية عام 1939م ليستمر ضابطاً بالجيش حتى حصل على رتبة “يوزباشي”.
دخل فطين في شلة المخرج صلاح أبو سيف وكان ورائها قصة ،فكان صلاح يريد استخراج جواز سفر بالصدفة اعرف ان للفنان سراج منير له شقيق يعمل هناك ،فذهب إليه حاملا كارت توصية لم يهتم اليوزباشي وعندما قال صلاح له ان هناك صلة قرابة تربطه باستاذ في الكلية الحربية انتفض اليوزباشي مدفوعاً بشعوره القديم بأمتنان ما لهذا الأستاذ، فانجز مهمة صلاح أبو سيف وصارا اصدقاء بعد ذلك.
👈اهتم فطين بالسينما فكان يقرأ كثيراً عن المجال ويكتب مقالات نقدية، أطلع الفنان يوسف وهبي على هذه المقالات فأرسل في طلب اليوزباشي فطين عبد الوهاب.
استقال من الحياة العسكرية، ليمارس إلى هوايته المفضلة من خلال اقتحام عالم السينما، ولكن بطريقة مختلفة عن أشقائه حيث بدأت علاقته مع الفن كمساعد إنتاج في فيلمه بنات الريف عام 1944م، كما ظهر في دور صغير بنفس الفيلم إلا انه لم يستمتع بالتمثيل فقرر قضاء عمره الفني خلف الكاميرا كمخرج، فبدايته مع الإخراج جاءت من خلال العمل كمساعد مخرج لمدة خمس سنوات مع عدد من المخرجين، منهم أحمد سالم وحسن الإمام ومحمود ذو الفقار حتى جاءته الفرصة الأولى ليقف خلف الكاميرا كمخرج لأول مرة عام 1949م في فيلم نادية.
وفي عام 1950م أخرج فيلمه الثاني جوز الأربعة الذي أوضح من خلاله أسلوبه الكوميدي لأول مرة حيث اعتمد على الدراما الاجتماعية التي يتخللها كوميديا الموقف، ليكون بمثابة النقلة الحقيقية في مشواره مع الإخراج.استمر مشواره حوالي 32 عاماً، أخرج خلالها أكثر من 50 فيلماً سينمائياً، ومن أبرز أعماله الأستاذة فاطمة وسلسلة إسماعيل يس في الجيش والآنسة حنفي والعتبة الخضراء وأرض النفاق وأعترافات زوج وعائلة زيزي ومراتي مدير عام ونصف ساعة جواز وعفريت مراتي.
👈كان فطين يحاول صنع نجم كوميدي جديد كما فعل مع إسماعيل يس ليرى في عادل امام هذه المميزات، لذلك قرر فطين استعانة بعادل امام كبطل لفيلمه الجديد وقام باختيار سيناريو يصلح لتقديمه بصورة متميزة، وقد عثر على قصة كتبها أبو السعود الابياري وكتب لها السيناريو والحوار على الزرقاني وفاروق صبري،واستقر فطين على اسمه البحث عن فضيحة ولكن جاء القدر بوفاة فطين، وتم عمل الفيلم بمخرج آخر.
👈سافر فطين إلى بيروت لمقابلة الأخوين رحباني وكان الهدف الاتفاق على إنتاج فيلم غنائي بطولة فيروز عن قصة مجنون ليلى وهو يكون شريكاً في التجربة، اعلن عن موعد العودة وقف الصحفيون في المطار في انتظار وصول الطائرة وعندما أتت لم يكن فطين من بينهم فقد سقط مصاباً بأزمته القلبية، يقول المقربون إنها المرة السادسة التي تحدث في حياته، ومات متأثراً بها في12مايو1972م، وعاد جثمانه إلى القاهرة بعدها بيوم.
👈 كان الناس يسألون فطين لماذا اختارت الكوميديا وتفرغت لها؟،فقال فطين:”إن الناس ترتاح أكتر لصاحب الوجه البشوش، وهم في حاجة طول الوقت لمن يغسل اعصابهم من المتاعب، كمان الكوميديا أصعب، وأنا بحب الصعب”.
بقلم Ahmed Alkady