الفهرس
عمود تراجانوس
عن تراجانوس :
كان تراجان من الإباطرة الصالحين وحكم من 98 : 117 م , كان أول إمبراطور من أصول غير رومانية ,فقد كان من ولاية أسبانيا وقد تقلد عدة مناسب عسكرية كان إخرها ولاية جرمانيا في عهد الإمبراطور السابق نرفا, لقد كان لتراجان انتصارات كثيرة وذلك نتيجة صرامته وحزمه وتفانيه فى أداء عمله وواجبه.
كما أثبت براعه فى مجال التنظيم والأدارة , وكانت أهم أعماله العسكرية فتوحاته فى منطقة رومانيا ,حيث كانت بها مملكة قوية تشكل خطر على الحضارة الرومانية وقد تمكن تراجان من الإستيلاء على تلك المملكة وتحويلها إلى ولاية رومانية .
سلك تراجان مع السيناتو سياسية الاحترام والتقدير وتعاون معه ,كما ان حظي بحب الجماهير الرومانية , وقد منحه السيناتو لقب أفضل الإباطرة , نجد أن تراجان قد إلغي كل إحتفالات التآلية السابقة وكانت هذة النقطة رصيد عظيم له عند السيناتو والشعب الروماني .
كما أنه كان له إصلاحات عدة فى شتا المجلات على سبيل المثال لا الحصر وسع نظام المعونة الغذائية والرعاية الصحية للفقراء , عمل على تحسين الطرق والكباري .
شهد عصر ثورة اليهود الكبري فى 115 م التي بدأت فى قورينه وامتدت إلى قبرص ومصر وفلسطين غير أنه أقمعها بكل عنف .
كان تراجانوس طموحا يطمح أن يكون مثل الإسكندر الأكبر غير ان طموحه ذلك كلفه حياته , نتيجه الحملات العسكرية التوسعية الكبيرة وكلف الإمبراطورية شللا عسكريا نتيجه إتساع الإمبراطورية أكثر من اللازم (نبذة مختصرة عن الإمبراطور تراجانوس)
النحت فى عصر تراجان :
كان النحت فى العصر التراجاني يعتبر البداية الحقيقية لاكتمال فن النحت الروماني , حيث ظهرت لغة فنية واحدة , ويمكن أن نطلق على النحث فى عصر تراجان النحت السياسي ,فظهرت الواقعية والإنسانية فى التصوير التى ظهرت فى صوره الشخصية , فنجد أن هذة الصور لم تعكس الإتجاه الفكري أو التقارب فى الشكل مع الآلهة كما كان سائد من قبل , كما ظهرت البساطة المطلقة فى بعض الأحيان والتى تظهر فى النحت البارز على عموده.
كان لتراجان شعبية كبيرة جدا ويدل على ذلك المجموعات الضخمة من التماثيل التذكارية ,ونجد فى كل هذة التماثيل ملامح الإمبراطور توحي بالعظمة والقوة .
نجد ظهور نوع من أنواع النحت التى تعكس الإصلاحات الإجتماعية وظهر ذلك على أسوار الفورم (السوق) الذي كان يقفه فيه عمود تراجان .
منحوتات العمود :
تعبر المنحوتات فوق العمود تعتبر من أبرز الامثلة على تطور الفن الفن الرومان .
لقد استخدم العمود لسرد أحداث تاريخية وبعد ناقش بين العلماء توصوا إلى أن السبب يرجع إلى أن السوق لما يكون بيه به أي مكان خالي لسر تلك الأحداث , لذلك لما يكون متاح سوي إقامة هذا العمود الضخم , الذي يحتاج إلى مساحة ضيقة لتصوير الأحداث , ونجد نظرا لضيق العمود فأن سرد الأحداث جاء فى أفاريز ملتوية .
موصفات العمود :
بلغ قطر العمود 3.70 مترا وارتفاعه 30 م , المناظر التى صُورت عليه بلغت 23 دائرة مقسمة إلى مشاهد يفصل بينهما فواصل , كانت تلك الدوائر ذات المشاهد المتتالية تاخد الشكل الحلزوني .
العمود مقام فوق قاعدة ضخمة زُينت بالمشاعل وبالدوات العسكرية .
لقد بلغ العمود مع القاعدة والتاج حوالي 38 م , وكان فى البداية يعلو العمود تمثال لنسر ضخم فاتح جناحيه , ثم تحول هذا التمثال إلى تمثال الإمبراطور وتحولت القاعدة فيما بعد لضريح دُفن فيه الإمبراطور .
مشاهد العمود :
العمود يصور مناظر حربية وهي الحربين الداكيتين والتى وقعت مابين 101 :107 فى ست حملات مقسمة فى حربين بينهما فاصل هو عامل 105 م
المشاهد صورت فى 404 لوحة واشتملت على 2500 شخص فى المشاهد المختلفة .
وان كان السرد التاريخي هو مايميز النحت الروماني لكنه كان وليد الفن والتراث الهلينستسي , غير أن روما برعت فى ذلك المجال سواء السر التاريخي والطابع الإنتصاري , فنجد أن العمود جاء خليط من التجارب الهلينسيتة والرومانية معا .
بعض من مشاهد العمود :
تصوير نهر الدانوب ومرور الجيش من فوق النهر , كذلك أهتم الفنان بتصوير الجنود بأعلامهم .
تصوير مناظر مسيرة الجيش وبناء المعسكرات وتصوير الحياة فى تلك المعسكرات .
تصوير الأسري المساقين للإمبراطور .وتقديم القرابين .
تصوير تراجانوس وهو يستقبل رؤساء القابل المتبربرة .
نجد أن النحت فوق العمود ليس مرتفعا لكي لايؤثر على الخط المعماري للعمود .أما عن خلفية المناظر فهي عبارة اشارات بسيطة واستخدم العنصر الإنساني كنعصر تكوين للموضوع أو كعنصر زخرفي وظهرت تلك الصور مليئة بالحيوية وكذلك منظر الجرحي والموتي ومنظر هروب النساء والأطفال الداكيين, هذة الصور توحي بالشعور النبيل تجاه الأشخاص المغلوبة على أمرها , وهو مفهوم جديد ظهر في الفن يدل على معني الهزيمة والانتصارا جاء مغايرا عن ذي قبل . وهنا نجد أن الفنان إهتم ولأول مرة بمنظر عناية الجرحي من قبل رفاقهم.
نجد أن الطابع الموحد هو السائد فى جميع جزيئات العمود , ربما تدل على يد فنية واحد ولا شك فى أنها يد فنان إغريقي تشبع بالروح الرومانية , ربما كان هو الفنان أبولودورو الدمشقي , فهو فنان يحمل التراث الهلينستي وعاش عمره فى روما وكان مهندس تراجان الخاص .
دي كانت معلومة على الماشي عن عمود تراجانوس
بقلم: Marwa Shehata
