عملاءالموساد – علي حسن سلامة (الامير الأحمر)
“علاقه علي حسن سلامة بالجاسوسه امينه المفتي و دوره في كشف علاقتها بالموساد “
تحدثنا من قبل عن الجاسوسيه امينه المفتي لينك الحلقه بالأسفل ، في هذه الحلقه سنتحدث عن علاقتها بحسن سلامة التي أدت لكشفها في النهايه، سردت امينه في مذكراتها ان الموساد طلب منها الحصول علي قوائم بأسماء قيادات و عملاء المخابرات التابعه لحركه فتح و قوات الحرس الداخلي ” القوه ١٧” و هي القوه التي اطلق عليها عرفات ” المنتمين الي قيصر روما القديمه “، هكذا كانت مهمه امينه في بيروت و التي سعت اليها بشتي الطرق.
و في احد الأيام في بدايه عام ١٩٧٣ كانت امينه تشكوا من انقطاع الحراره عن تليفون منزلها فأتصلت بصديقتها الأردنيه خديجه التي اوصلتها بموظف التليفونات مانيول عساف فوجدت فيه امينه صيداً سهلاً تسطيع من خلاله التجسس علي تليفونات القاده الفلسطنين و تسهيل تحديد محل إقامتهم و بالفعل استطاعت تجنيده بسهوله و لم يتواني عن عرض خدماته بل و قادها الي مديره مارون الحايك الذي اخبرها بعلاقته الوطيده بمعظم القاده الفلسطنين و عن طريقه استطاعت الوصول الي ابو حسن سلامة و لقاءه في فندق الكورال بيتش في بيروت.
داومت امينه علي زياره الكورال بيتش و تعددت اللقاءات الوديه بينها و بين سلامة و الأحاديث العامه و بدأت امينه تشعر بالثقه المطلقه في خطواتها و خاصه عقب انضمامها التطوعي في علاج الفلسطنين داخل المخيمات عن طريق احدي الممرضات في عياده صامد بمخيم صابرا، و بواسطه سلامة انتفتحت جميع الأبواب المغلقه و أصبحت محل ثقه الفلسطنين بل ان علاقتها طالت عرفات نفسه و انطلقت تبث اسرائيل كل ما تطاله يدها من معلومات و زرارت عرفات في مكتبه عده مرات تخبره بالسلبيات التي تواجهها كطبيبه متطوعه في الجنوب اللبناني.
سافرت امينه الي اسرائيل فتره لاستعاده نشاطها و لقاء الموساد و تم تزويدها بجهاز لاسلكي اكثر تطورا لا يمكن كشفه و طارت الي فيينا عائده الي لبنان و في صباح احد ايّام شهر أكتوبر ١٩٧٣ بثت امينه رساله الي الموساد فحواها الآتي:
“أر. كيو .ار . وصلت بسلام . الامير الأحمر في أوروبا . تعرفت بضابط فلسطيني يدعي ابو ناصر . و عدني مارون ان يأخذني الي مبني الهاتف المركزي . غادر جورج حبش الي تونس سراً . ابو عمار بالبيت مصاب بالبرد . شحنه ادويه وصلت سراً من رومانيا للقيادة “.
و سرعان ما تسلمت الرد ” تهانينا الوصول . اهتمي بتحركات الامير . ابو ناصر خبيث جداً فاحذروه . من يطبب ابو عمار . نريد معلومات عن مخازن الاسلحه بمخيم البداوي . ومراكز التدريب في قلعه شقيف ”
و استمرت امينة في نشاطها التجسسي بهمة و حماس حتي بدأت حرب أكتوبر ٧٣ و دخلت اسرائيل مرحلة اخري من التوتر زادت مع توحش العمليات الفلسطينيه الفدائية و توسعها عقب الحرب داخل الاراضي المحتلة فبدأ الموساد في الضغط علي امينه بالكثير من الأوامر لذا قامت بنقل محل أقامتها الدائم الي منطقه الشجره بصور جنوب لبنان علي بعد ٢٠ كيلو من حدود اسرائيل.
نجحت امينه في تجنيد ابو ناصر متجاهله تحذير الموساد لها و بدأ هو بدوره في سرد الكثير من العمليات الفدائيه للمقاومه داخل اسرائيل مع التجسس المستمر علي مكالمات القاده
في احد ايّام أكتوبر ١٩٧٤ كانت امينه بغرفه المراقبه السريه بالسنترال و تستمع الي حوار ساخن بين حسن سلامة و ابو نضال عن عمليه وشيكه لاغتيال الملك حسين اثناء حضوره مؤتمر القمه العربيه في الرباط
أرسلت المعلومات علي الفور الي الموساد و جاءها الرد خلال نص ساعتها ان تبحث عن اي وسيله لدخول شقه سلامة بحجه تطبيب ابناءه و تعجبت امينه من تلك المعلومه فلم تكن علي علم من قبل ان جورجينا رزق هي الزوجه الثانيه لسلامة و انه سبق له الزواج و الإنجاب.
الخطأ القاتل :
في احد لقاءات امينه المعتاده بسلامة في الكورال بيتش و اثناء تجاذبهم أطراف الحديث سألته في خطأ فادح عن ابناءه فدهش الرجل الذي لم يحدثها من قبل عن حياته الشخصية، لم يكن سلامة بالشخص الهين بل كان شديد الدقه و الذكاء و بحسه الأمني ارتابه الشك تجاهها و بالفعل طلب من رجاله موافته عن كل ما يختص بالطبيبه الأردنيه، تزامن ذلك مع بلاغاً سرياً عن وقوع احد الفلسطنين في فرانكفورت معترفاً بعلاقته بصديقه نمساويه يهودية تدعي ” ساره بيراد ” تزوج شقيقها الطيار موشيه من فتاه اردنيه مسلمه تدرس الطب في النمسا هربت معه الي اسرائيل و انتقلت الي لبنان عقب سقوط طائره زوجها و تابع سلامة بنفسه التحقيق مع الشاب الفلسطيني و بدأت تتكشف أمامه الصوره و طلب حصر بأسماء كل الطبيبات العربيات المتطوعات في المستشفيات الفلسطينيه و الاردنيه اربعه منهن درسن الطب في النمسا إحداهن امينه المفتي
فأمر سلامه بوضعهن تحت المراقبه الصارمة.
أحست امينه بمن يترصدها و هنا بدأ التوتر الذي صاحبه الوقوع و القبض عليها نهايه عام ١٩٧٤، كان لوقوع امينه الصادم في يد القياده الفلسطينيه أثره السيء علي الموساد ، فخساره مصدر بحجم امينه في صفوف الفلسطنين لا يعوّض
عمليه اغتيال علي حسن سلامة
في بيروت عام ١٩٧٨ دخلت الرسامة البريطانية (سيلفيا إيريكا ) لأداء مهمه محدده كلفت بها من الموساد و هي مراقبه جميع تحركات ابو حسن سلامة و بالفعل قامت باستئجار منزل بالطابق التاسع يطل على مفرق بيت ابو حسن سلامة في شارع (مدام كوري) باتجاه فندق البريستول حيث يسكن مع زوجته اللبنانية جورجينا رزق ملكة جمال الكون، كانت تقضي العديد من الساعات بشرفه منزلها المقابله لمنزل سلامة بحجه رسم لوحات فنيه و بعد فتره زمنيه قصيره اصبح الموساد يملك تقريرا مفصله عن جميع تحركات سلامة و مواعيدها.
قرر (رافي إيتان) المستشار الشخصي لمناحيم بيجن أن يزور بيروت بنفسه منتحلاً شخصية تاجر يوناني وتمكن من رؤية سكن جورجينا رزق وتصويره وتصوير الشارع والمارة التي تسكن بها سيلفيا ثم عاد إلى تل أبيب وأرسل ثلاثة ضباط من الموساد مكلفين بالاتي :
-إستأجر أحدهم سيارة فولكس فاجن
-قام الثاني بتفخيخها بالعبوة الناسفه
-الثالث استلمها وأوقفها في المكان الذي ستنفجر فيه وتم تسليم سيلفيا جهاز التفجير وانسحب الثلاثة.
في مثل هذا الْيَوْمَ صباح ٢٢ يناير ١٩٧٩ و عقب خروج أبو حسن سلامة من منزله بفتره قصيره انفجرت السياره المفخخه بالقرب من موكبه المكون من سيارة شيفروليه وسيارتي رانج روفر واستشهد الأمير الأحمر فوراً
قال كريم بقردوني (زعيم مسيحي يميني من قادة حزب الكتائب) بأنه نقل تحذيراً من بشير الجميل للأمير الأحمر أبو حسن سلامة الذي كان خط الإتصال بين القائد ياسر عرفات والمليشيات المسيحية في لبنان، حول معلومات وصلت حديثاً لاغتياله، الأمر الذي أكده الأمير الأحمر لبقردوني بقوله مبتسماً عندي خبر والحامي هو الله
دفن الشهيد أبو حسن سلامة في مقبرة الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت ، شاركت القيادة الفلسطينية في مراسم الدفن وكان على رأسها أبو عمار.