in

صيدناوي – صنايعية مصر

تبدأ العروس بتجهيز نفسها للخروج مع عريسها واهلها لإختيار الجهاز ..
العروس: يلا ياماما عريسي منتظرنا تحت البيت!
ماما : حاضر يابنتي مستعجلة على ايه ،مش هنتأخر لسه بدري المحلات اكيد فاضية..
العروس: ده صيدناوي ياماما مش اي مكان تاني..
ماما(بتحاول ترجع بالزمن): هتفكريني ايام زمان وايام رشاقتي قبل ماتيجي سيادتك صيدناوي ياما شبع مني ابوكي كان بيشتكي مني بسببه ..
(ايه حكاية صــــيدنــاااااااوي بقى!!)

• اسم الصنايعي: عائلة صيدناوي
• اسم صناعته: أناقة المصريين

👈 فى قرية صغيرة فوق أحد جبال سوريا كان سمعان صيدناوى انتهى مبكرا من قصة حبه لابنة تاجر السجاد الذى كان يعمل عنده، قالوا له أن سيىء الحظ فى الحب محظوظ فى اللعب (القمار)، فقرر أن يجرب لعبة ( وهي عبارة عن اليانصيب)، اشترى ورقة و بعد فترة فازت بمبلغ كبير، قرر أن يستثمره فى التجارة، كانوا الجميع يسألونه عن مصدر المال، ولأنها قرية كاثوليكية متدينة أعلن الجميع رفضهم لفكرة أن يتحرك بينهم هذا المال الحرام ، خافوا جميعا من لعنة ما، فاقترح والد سمعان على ابنه أن يغادر البلدة لفترة حتى ينسى الجميع الواقعة ، وينسى أيضا قصة حبه الفاشلة وما صاحبها من مشاكل لاختلاف الديانات بينه و بين من أحبها، قال له اذهب إلى عمك نيقولا فى القاهرة وشاركه العمل والجهد بشرف فى محل بيع الأصواف الذى يمتلكه فى وسط المدينة ،وبالفعل سافر سمعان عام1878م.

👈 لاحظ عمه نيقولا نشاط ومهارة سمعان في التجارة، فأقرضه بعض المال ليبدأ به مشروعه الخاص، فأشترى محلا صغيراً للخردوات في منطقة الحمزاوي بالازهر، وأصبح بعد فترة وجيزة قبلة الزبائن والتجار من مختلف مناطق القاهرة لما عُرف عنه ن أمانة وصدق.
في هذه الأثناء حضر سليم الشقيق الأكبر إلى القاهرة، ولكنه تخصص فى حياكة الملابس، بمساعدة شقيقة أسس محلا صغيرا سماه سليم للخياطة لكن ورشته الصغيرة راحت فى حريق، فعرض عليه سمعان أن يشاركه التجارة وأن يوسعا سويا نشاط محل الخردوات، وافق سليم على الشراكة فتوسع تجارتهم ،وأشترى بعد ذلك عقاراً في ميدان الخاندار بحي الموسكي ،وقاما بهدم البيت وتم بناء تحفة معمارية عام 1913م وبلغت مساحته 8530 مترًا مربعًا وبارتفاع 4 طوابق لبيع المنتجات والمنسوجات مصرية الصنع ،سُميت بمحلات صيدناوي.

👈 كان سمعان شابا وسيما حسن اللسان و المظهر، و كان يجتهد طول الوقت فى أن يكون “البياع اللى أحسن من بضاعته” ، يحكى الكاتب الكبير أحمد رجب عن السيدة التى رآها سمعان تخرج غاضبة من محله، استوقفها وسألها عن السبب فعرف أنها أردات أن تشترى نصف متر من القماش ماركة (رمش العين) سعره 3 تعريفة، إلا أن البائع لم يحسن معاملتها، أخرج سمعان البائع من مكانه ووقف هو بنفسه ليبيع لتلك السيدة، بعد وقت شاهد العاملون تلك السيدة وهى تخرج بما هو أكثر من نصف متر القماش الذى طلبته خرجت ببضاعة تزيد على عشرة جنيهات،باع لها سمعان بضاعة لم تكن السيدة تعرف أنها بحاجة إليها.

كان سمعان يعرف أن مستقبله مرهون برضا السيدة التى تدخل كل بيت مصرى تبيع لنسائه كل مستلزماتهن، كانت كل دلالة هى مفتاح دخول سمعان للبيوت التى قلما تخرج منها نسائها للتسوق و هى كثيرة فى هذا الوقت، لذلك كان الإعلان الاشهر لمحلات صيدناوى فى الصحف، صورة لرجل وسيم (أفندى) ينحنى احتراما و يقبل يد سيدة مصرية ترتدى الملاية اللف.

كانت فروع صيدناوى تنتشر فى كل مكان فى مصر، وكانت فروع هى ملاعب تسوق العائلات المصرية.، بينما عدد الأوقاف الخيرية التى يهبها سمعان لخدمة المجتمع دون تفرقة بين جنس أو دين تزيد، عمارات يتنازل عن دخلها الشهرى لمساعدة الفتيات الفقيرات المقبلات على الزواج، مدارس للفقراء ( المدرسة البطريركية ، و المدرسة الخيرية)، تبرعات وصلت فى ثلاثينيات القرن الماضى إلى خمسين ألف جنيه، أدمن عمل الخير بلا حدود عسى أن يطهر نفسه من ورقة يانصيب قديمة، حتى أن المجمع الرسولى بأوربا قرر أن يمنحه لقب ( الكونت) لدوره فى خدمة المجتمع.
فى صيف 1936م قطع رحلته إلى فرنسا بعد أن شعر بإعياء، عاد سريعا إلى مصر ثم توفى بعدها بأيام عن 80 عاما.

👈 بنى سمعان مستشفي سمعان صيدناوي تقع في شارع نوبار (جزء مما يسمي الآن شارع الجمهورية) فكان المكان عبارة عن سراى يعقوب باشا أرتين و بعد وفاته فى العام 1919 تحولت إلى فندق المسافرين ثم هدم ثم تبرع سمعان صيدناوى وبنى المستشفى لكنه توفى فى عام1936م فأكمله ورثته وافتتحه الملك فاروق الأول ومنح أكبر أبنائه يوسف سمعان صيدناوي فى نفس اليوم رتبة الباشاوية وابنه الآخر إلياس سمعان صيدناوي رتبة البكوية.

👈 تم تأميم محلات صيدناوي بمختلف فروعها عام 1967م، وفي عام 1989م تحولت صيدناوي إلي شركة مساهمة مصرية وخضعت بعدها للقانون 203 لسنة 1991 الذي صدر بعد ذلك وكانت تابعة للشركة القابضة للتجارة ثم آلت تبعيتها للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، أما رأس مال الشركة فبلغ 6.5 مليون جنيه مصري موزعة علي 6.5 مليون سهم.. وبلغ عدد أفرعها بعد ذلك إلي 71 فرعا منها 59 مستأجرة و21 فرعًا مملوكا للشركة.

القيمة الفنية والتاريخية للمبني الرئيسي بالخازندار دفعت الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة لتسجيله كأحد المباني ذات القيمة التاريخية المميزة طبقًا للقانون رقم 144 لسنة 2006م.

وإلى هنا تنتهى حلقتنا مع صيدناوي وإلى حلقة جديدة مع صنايعي جديد واحتمال كبير تكون صنايعية.

بقلم Ahmed Alkady

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *