موسى وموموتاروا
موموتارهو بطل شعبي من الفولكلور الياباني. تبدأ حكايته بظهور خوخة كبيرة تطفو على سطح الماء، مشيئة القدر أن لمحت الخوخة إمرأة كبيرة فى السن بينما تغسل ثيابها كالعادة، على الفور حملت الخوخة فوق سلة الثياب وعادت بها الى بيتها. لم يستطع زوجها العجوز صبراً عند رؤيته لتلك الخوخة المميزة أمرها ان تقطعها على الفور كى يتناولاها وبينما هى على وشك تقطيعها انشطرت نصفين وخرج منها طفلاً!!!
أفصح الطفل عن أصله وأنه قد أُرسل من السماء مكافئة لهما لعجزهما عن الإنجاب وقلة الأموال على الفور وبعد أن أدخل البهجة على العجوزين قررا تربيته كأنه قد ولد من صلبهما وسماه “موموتاروا” مما يعنى طفل الخوخة. لم يكن خفياً تميز “موموتاروا” لما له من سمات مميزة وذكاء متقد مما جعل ذويه يتفاخان به.
وبعدما شب موموتاروا اتضحت خصائص جسده و ضخامة بنيته مما زاده هيبة ووقاراً. وفى يوم من الأيام أفصح موموتارو لوالديه عن نيته فى مقاتلة الأشرار والذى كان مقدراً له منذ البداية وهم مجموعة من الشياطين في جزيرة بعيدة. وفي الطريق، اجتمع موموتارو وأصبح صديقا مع كلب وقرد وطائر الدراج والذين أصبحوا رفقائه فى رحلة الكفاح وفى النهاية سحق موموتاروا اعدائه وعاد مع كنوز وعاش بعدها فى سعادة الى ابد الآبدين.
فى سياقً آخر خرجت زوجة فرعون(آسيا) والتى لم تُرزق بطفل تتمشى في حديقة القصر وعندما ذهبت الجواري ليملأن الجرار من النهر، وجدن صندوقاً فحملنه إلى زوجة فرعون. فأمرتهن أن يفتحنه ففتحنه. فرأت طفلاً بداخله وألقى الله في قلبها محبته فحملته من الصندوق، إمتعض فرعون فى البداية فذكّرت آسيا امرأة فرعون زوجها بعدم قدرتهما على الإنجاب وطلبت منه أن يسمح لها بتربيته وهذا ما حدث. كان موسى عليه السلام مميزاً ببنيته الضخمة وقوة جسده وما ان شب واكتمل نموه أفصح موسى لفرعون عن قدره وأنه مرسل من الله. لم يستجب له وأصبح من ألد أعداءه وكانت النتيجة أن اصطحب قومه وبدأ رحلته ضد من تجاوز على الله وإدعى الالوهية ومن معه! تكاد القصتان تتطابقان من يرى او يسمع “موموتاروا” يجزم بأنها قصة موسى عليه السلام بطريقة ما قد تناقلت أحداث القصة وبعد هل من شك أن الله قد أرسل الأنبياء والرسل فى شتى بقاع العالم فهذه مصر وتلك اليابان، إختلفت الأسماء والأماكن لكن يبقى الجوهر واحد فى وقت إنعدمت فيه الطائرات والجوال وما ربك بظالم للعباد!!!
بقلم ياسمين رحمي