من المعروف عن نيلسون مانديلا انه زعيم سياسي مناهض للحكم العنصري والتفرقة العنصرية وقضي معظم حياته كثوري يطالب بحقوق بلاده جنوب افريقيا ضد الأستعمار الغربي الأنجليزي. حتي وصل في الأخير الي منصب رئيس جمهوية جنوب افريقيا ويعتبر اول رئيس أسود للبلاد منذ الاحتلال بين عامي 1994-1999.
ولد نيلسون مانديلا في قبيلة الهوسا وهي واحدة من أكبر قبائل جنوب افريقيا، وتنحدر اصوله للأسرة المالكة قبل مجئ الاحتلال، درس نيلسون مانديلا في جامعة فورت هير والتي كان يسيطر عليها البيض ككل شئ اخر في البلاد، وهناك تلقي تعليم القانون.
الجدير بالذكر ان نيلسون منديلا قضي 27 عاما من حياته داخل السجون متنقلا من واحد الي اخر، وطبعا التهم التي كانت توجه اليه هي تهم من نوعية التحريض علي العنف، اشعال الفتنة، تنظيمات خفية وما الي ذلك، بينما في الواقع لم يبغي نيلسون مانديلا اي شئ لنفسه وكان هدفه الأول والأخير هو أن يري بلاده مستقلة وأن يتم معاملة ابناء بشرته بنفس الحقوق والواجبات التي يعامل بها البيض.
حين كان نيلسون مانديلا يدرس الحقوق في الجامعة، كان أحد الأساتذة يدعي بيتر وهو أبيض البشرة يكرهه بشدة. في يوم من الأيام، كان الأستاذ بيتر يتناول الغذاء في مقصف الجامعة فاقترب منه نيلسون مانديلا حاملاً طعامه وجلس بقربه، فقال له الأستاذ بيتر، يبدو أنك لا تفهم يا سيد مانديلا أن الخنزير والطير لا يجلسون معاً ليأكلوا الطعام.
نظر اليه نيلسون مانديلا وجاوبه بهدوء، “لا تقلق أيها الأستاذ فسأطير بعيداً عنك”. ثم ذهب وجلس على طاولة أخرى، لم يتحمل الأستاذ جواب مانديلا فقرر الإنتقام منه. في اليوم التالي، طرح الأستاذ بيتر في الصف سؤالاً على نيلسون مانديلا:
سيد مانديلا، إذا كنت تمشي في الطريق ووجدت صندوقاً وداخل هذا الصندوق كيسين، الكيس الأول فيه المال والكيس الثاني فيه الحكمة، أي كيس تختار؟
من دون تردد أجابه نيلسون مانديلا طبعاً آخذ كيس المال، ابتسم الأستاذ وقال ساخراً منه، لو كنت مكانك لأخذت كيس الحكمة. بكل برود جاوبه مانديلا “كل واحد يأخذ ما يحتاجه”.
في هذه الأثناء، كان الأستاذ بيتر يستشيط غضباً وحقداً، لدرجة أنه كتب على ورقة الإمتحان الخاصة بمانديلا “غبي” وأعطاها له. أخذ مانديلا ورقة الإمتحان وحاول أن يبقى هادئاً جالساً على طاولته، بعد بضعة دقائق، وقف نيلسون مانديلا واتجه نحو الأستاذ قال له بنبرةٍ مهذبة، أستاذ بيتر، “لقد أمضيت الورقة ولكنك لم تضع لي أي علامة.