الفهرس
“روبرت كوخ “—–مكتشف العلاقة بين البكتيريا والأمراض المعدية والمؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم
لا شك أن أي باحث أو مهتم بالشأن العلمي وخاصة الدراسات المتعلقة بعلوم الميكروبيولوجي علم الكائنات الدقيقة وحتي المتابعين لوسائل الإعلام المختلفة التي طالما طالعتنا عن الهول الذي يجتاح العالم بسبب فيروسات أو بكتريا تهدد العالم بوبائيات كتلك التي حدثت من قبل ودائما نسمع عن معهد روبرت كوخ بألمانيا ذلك المعهد المتميز والذي يحمل اسم عالم له إسهامات عظيمة وإكتشافات أعظم بخصوص العلاقة بين الكائنات الدقيقة والأمراض إنه العالم والطبيب الألماني “روبرت كوخ “
فمن هو روبرت كوخ وما هي اسهاماته واكتشتفاته؟
التي جعلته يحصل علي جائزة نوبل في الطب عام 1905
روبرت كوخ (Robert Koch(1834-1910
عالم وطبيب ألماني فذ حائز على جائزة نوبل في الطب، اكتشف العديد من الأمراض المعدية والميكروبات.
جال العالم بحثا عن أسباب الأمراض الفتاكة واستطاع عبر هذه الرحلات إثبات نظريته في إرجاع المرض المعدي إلى البكتريا.
روبرت كوخ أشهر العلماء في العالم، عبقرية فذة في الفهم والصبر وبعد النظر.
ولد الطبيب وعالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ في 11 ديسمبر عام 1843 في قرية صغيرة تابعة لمدينة كلاوس تال الألمانية المشهورة بالتعدين،
نشأ العالم في عائلة متعددة الأفراد حيث كان ثالث ابن من عشرة أطفال، درس الطب في جوتنجن علي يد الطبيب الالماني ” فريدريك جوستاف جيكوب” وتخرج عام 1866 وعمل كطبيب بالعديد من المستشفيات الألمانية ثم أستاذا بجامعة برلين واستطاع بإمكانيات محدودة أن يكون مؤسس علم البكتريا بالإضافة إلي العالم “لويس باستير”
اكتشاف بكتيريا الجمرة الخبيثة
كرس كوخ حياته للبحث العلمي، باذلاً جهودا علمية كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة.
ويعد روبرت كوخ أول من أثبت أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا في القرن التاسع عشر، سببها عضويات حية مجهرية، ففي سنة 1876 كلف كوخ ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك منتشراً في القارة الأوروبية، وعرف هذا الوباء بإصابة الآلاف من رؤوس الأغنام والماعز والخنازير وكذلك بقدرته على إمراض المزارعين الذين يقومون بتربية هذه الحيوانات.
بدأ ” كوخ ” أولى تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة bacillus anthracoidخارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعدادًا كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بادئ الأمر في هذه الفئران، وازداد ثقة واطمئنانًا بأن هذه البكتيريا هي بذاتها المسببة للداء.
أعاد كوخ التجربة عدة مرات على حيوانات أخرى مثل الأبقار، وتوصل إلى النتيجة نفسها، وهكذا برهن على أن البكتيريا هي التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، وبعد أن نشر كوخ اكتشافاته، قام العلماء بدراسة الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان، وتم التوصل إلى أن البكتيريا تسبب عددًا من الأمراض للإنسان، مثل الدفتيريا، والكوليرا،والحمى التيفوئيدية.
اكتشاف بكتيريا السل Tuberculosis
اكتشف كوخ بنفسه البكتيريا المسببة لمرض السل، الذي حير العلماء قديما لعجزهم عن معرفة أسبابه، حتى اكتشف كوخ الجرثومة المسببة للسل tubercle bacillus وأيضاً تسمي koch bacillus (عصيات كوخ )عام 1882 وأثبت أن هذا الميكروب يمكنه إحداث تغيرات مرضية في مختلف أعضاء الجسم مثل الحنجرة والأمعاء والجلد،
كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلين tuberculin من جرثومة السل، وهي المادة التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص مرض السل وتحديد ما إذا كان الشخص محصناً ضد المرض أو سبق له الإصابة به.
وقد كانت أبحاث كوخ حول مرض السل تحديداً هي التي قادته إلى الحصول على جائزة نوبل.
دراسته للأوبئة في أفريقيا وآسيا
كان لمصر نصيب في رحلة بحث روبرت كوخ عن الأمراض ومسبباتها
فكانت زيارته لمصر عام 1883 وتحديدا بالإسكندرية
وكانت مصر تأن من وباء الكوليرا الذي راح ضحيته 40 ألف مواطن وكان قد أنتقل من الهند موطنه الأصلي عن طريق أحد جنود الإنجليز وكانت مصر حينها تحت الاستعمار البريطاني
قام كوخ بدراسة مرض الكوليرا بمستشفي الإسكندرية بمصر وقام بعزلها
وفي منتصف سنة 1890 بدأ يجري أبحاثه حول أمراض الدم المعدية في أفريقيا وكان إكتشاف الملاريا ومرض النوم، ولقد قضى روبرت فترة طويلة في أفريقيا
بين البحث في أسباب المرض وإيجاد العلاج كما أجرى كوخ أبحاثه عن مرض الطاعون اللمفاوي في الهند
إنشاء معهد الأمراض المعدية
في عام 1891 قام كوخ بإنشاء معهد الأمراض المعدية ببرلين، وصار مديراً لذلك المعهد.
توفي في 27 مايو 1910
(مدينة” كلاوس تال” تكرم ابنها)
اعترافا بفضل كوخ قامت مدينة كلاوس تال – مسقط رأسه – بمنحه لقب مواطن شرفي,
والآن تحمل العديد من المؤسسات العلمية والمنشآت في هذه المدينة اسم كوخر، فهناك مدرسة روبرت كوخ، ومستشفى روبرت كوخ، وشارع روبرت كوخ،
وجائزة روبرت كوخ ومكتبة روبرت كوخ وغير ذلك.
وبحكم شغفه للمغامرة والسفر ربط روبرت بين هوايته واهتماماته العلمية حيث لم يتخل يوما في معاينة الأوبئة والأمراض في البلد الذي انتشرت به مغتنما الفرصة لاكتشاف العالم في وقت لم يكن فيه السفر عبر العالم ممتعا كما هو الشأن اليوم
بقلم Drtarek Elshemy