مراجعةرواية سر جميل – براءة حسين

مراجعة رواية سر جميل – براءة حسين

ابتعدت الكاتبة السورية الشابة “براءة حسين” بروايتها المطبوعة الاولى “سر جميل” عن المطروق من درب الرومانسية الملتزمة دينيا او ما سمي (روايات الحب الحلال) السائدة في السنوات الخيرة ذات البطلة المنتقبة والبطل الملتحي التي تنتهي دوما بالزواج في حضرة الاهل والاحباب بما لا يخالف شرع الله ..

فانتقلت بالزمن لحقبة مضيئة من التاريخ السلامي منتقية احد اكثر الشخصيات التاريخية اثارة للجدل ليكون محرك احداث حكاية تداولتها الالسن ومنشورات الفيسبوك لتغزل منها رواية متكاملة تحمل من الدوافع والصراعات ورصعتها بعبارات مأثورة عرفت عن ابطال الحكاية -بغض النظر عن حقيقة حدوثها من عدمه- لتخلق عالما شاعريا يفيض باحاسيس الحب والحزن والفقد والكراهية والاحتراق بين نيران الانتقام واهمال محب عطوف قل ان يجود الزمان بمثله لترينا عبير الفتاة الحالمة التي تساق مرغمة الى خدر الحجاج بن يوسف قاطف الرقاب وقاصف الكعبة لتبدا رحلة معاناة تمر خلالها عل جسد حبيبها الخال من الحياة فتعود الى بيت والدها لتعابثها الاقدار فتوافق ان تساق مرة اخرى لقصر الخلافة زوجة لامير المؤمنين مدفوعة بالرغبة في البطش بالجبار بيد من هو اكثر قوة لتبدا المكائد والمؤامرات التي لا تنته الا باعتراف المقاتل الاكثر رهبة على فراش الموت بكونه عاشق لم يرتوي بحب معشوقته ولم ينعم منها الا بالعداء ..

ارتني “براءة” العشق حين يتمكن من قلب صلد فلا يسمح له بايذاء محبوبته رغم محاولاتها المستميتة لاقتناص عنقه لكنه يطيعه في تلقي طعناتها بابتسامة ساخرة تحمل خلفها الما دفينا يدمي قلبا لم يعرف الدمع اليه طريقا قط فيفتك بخناجر الغدر بلا هوادة او شفقة دون ان يمس اليد التي تحملها باذى او سوء ..

استغلت الكاتبة حكاية متداولة لتنسج من وحيها حكاية موجعة ذات شخوص حيت بانفعالاتها وشخصياتها المركبة المتضاربة المشاعر في دوامة الحرب والحب والثأر واحداث مترابطة منطقية نسجت بحرفية لتقود القاري من حدث لآخر بسلاسة ويسر فلا تجد بينها ما هو ناتئ او مفتعل بلغة فصحى منضبطة لتقدم للقارئ عبر دار لوغاريتم للنشر والتوزيع عملا ممتعا يحترم القارئ وعقليته بلا تسطيح او تقعير يستحق القراءة والانتقاء .

بقلم ‎‎محمد خلف