رواية حديثك يشبهني – يامي احمد – رواية صوتية
رواية حديثك يشبهني هي رواية لفتاة عفوية وشاب يحب الحياة يجمعهما شاطي غزة وأشعار محمود درويش لينمو الحب بين قلبيهما رشيقا وحنونا مغلفا بأغاني فيروز وبالكثير من الورد وكلمات الحب المنمقة، لكن في قوانين المدينة التي أنهكتها الحرب فإن الحب من المحرمات وهو خطيئة كبرى تعاقب عليها الفتاة بتزويجها رجلا برائحة حظيرة يتهمها بشرفها، ويحاول قتلها بينما يغادر حبيبها البلاد بحثا عن وطن ينساها فيه ويدفن تفاصيل ذكرياتهما للأبد.
فما الذي ستفعله فتاة ضعيفة بين ذكور يتكالبون عليها في مجتمع لا يرحم أبدا؟ وكيف ستنتقم؟ وهل ستقع في حب نفس الشخص مرتين.. حديثك يشبهني؛ قصة وطن يضيق بالحب وتخنقه قضايا الشرف المتناثرة هنا وهناك، وطن أكلته الحرب والإنقسامات السياسية وهجرة الأبناء لتأتي نهاية الرواية فتشعل نار الفلسطيني الواقع في حقبة الحرب والسفر ولعنة الجنسية وطاعون القرن وخياران أحلاهما مر…
رواية حديثك يشبهني للرائع يامي أحمد. كم هو عميق هذا العنوان، وتأكد شعوري بعمق العنوان بعدما فرغت من قراءة الرواية.
بدايةً لاحظت أن أسلوب الكاتب تطور جدًا عما سبق ( لمن قرأ يوسف يا مريم ) أو أن اسلوبه في هذه الرواية كان مريح اكثر من روايته الاولى حيث اعتمد على سرد الاحداث بألسنة ابطالها ( ريم، آدم ) وبشكل منفصل تارة كانت تحكي ريم وتارة اخرى يحكي آدم، وصدقت نبوءات الذين قالوا إن روايته الأولى هي بداية لـ روائي عبقري.
أعجبني اقتباسات الكاتب لشعر درويش وغادة السمان، والاقتباسات الاخرى في كل المجالات مثلا حين تحدث عن تنسيق الزهور في اليابان، فهذه الأشياء في نظري تكشف عن شخص يقرأ لينتفع من الكتب التي يقرأها.
اقتباسات عن الرواية:
حتى عند الفراق، كن رشيقًا ما استطعت، والتزم بقواعد الفراق.. لا تحن، لا تعد، لا تندم، ولا تخن سرًا كان يجمعكما.
يامي أحمد، رواية حديثُك يُشبهني.
يا الله.. إني مكسور يا الله.. مذبوح في أكبرِ شريانِ. أوعيتي تشهد آلامي.. أضلاعي تفتُك أضلاعي.. وطني يوجعني، وأوردتي تسكب في قلبي جمر الفقدِ وأحزان الناي.
يامي أحمد، رواية حديثُك يُشبهني.
لافندر نرتقي بالخيانة ، فاجعة مجتمعية متفشية بين الشباب ، الكل يبحث عن الحرية ، عيش الحياة كما يشتهي دون وضع أي معايير لما تربى عليه ، شخصية سارة تُمثل الكثير من الفتيات اللواتي يسعين للتميز والتفوق والحرية والسي.
يامي أحمد، رواية حديثُك يُشبهني.
هربت من غزة كي لا أرى الوجع يكبر وينضج أكثر، إلا أني ما زلت أشعر بالحنين لهذه المدينة حاضنة أوجاعي، وإلى الأشجار التي وقفت بظلها أنتظر أحدهم، والجدران التي لا تكف عن تذكيرنا بالثوابت الفلسطينية وصورة حنظلة، مفتاح العودة “عائد إلى حيفا”، والكثير الكثير فما زال أمامنا الأكثر.
يامي أحمد، رواية حديثُك يُشبهني.
صلتُ وشيء من وميض قلبي يتناثر مع كل خطوة أطرق بها بساط الأرض، عند أول طور في نطفة الغروب.. ومع انسحاب الخيط الأخير من الإشراق، أنفاسي تسابقني، وصوت لهاثها يعلو ويعلو، حتى صم عني ضجيج المدينة. صوب المكتبة اتجهت.. لم أكن أعرف أن مجرى حياتي سينحدر إلى جرف لا أعلم كيف أقاوم تياره. كانت جميلة، كنت أشعر بذلك!
وما إن يمر من خلالي الحب حتى أشعر أني اكتملت كالبدر في صورة الشاعر الجاهلي، كأني يراعة أشابه القمر في وميضه، أقامر الليل في حنينه، وأغدو المضيئة الوحيدة في العتمة، كالماسة في جنح الظلام.