in

تشارلز ديكنز رائد الأدب الانجليزي في العصر الفيكتوري

تشارلز ديكنز رائد الأدب الانجليزي في العصر الفيكتوري

ولد تشارلز ﭽون هوفام ديكنز في السابع من فبراير عام 1812 في بورتسموث – Portsmouth في إنجلترا وتوفي في التاسع من يونيو عام 1870. يعتبر تشارلز ديكنز أعظم روائي في العصر الفيكتوري، ومن أعماله: ترنيمة عيد الميلاد – A Christmas Carol، ديفيد كوبرفيلد – David Copperfield، البيت الكئيب  – Bleak House، حكاية مدينتين – A Tale Of Two Cities، الامال العظمى – Great Expectations،أوليفر تويست – Oliver Twist، الأوقات العصيبة – Hard Times وغيرهم.

تمتع تشارلز ديكنز بشعبية كبيرة مقارنة بأي كاتب اخر، امتازت أعماله بالبساطة لذلك ناسبت جميع الأذواق والفئات من الفقراء للملوك. من يقرأ أعمال تشارلز ديكنز يلاحظ تأثيرا جليا لحياته الخاصة على نمط الكتابة. انتمى تشارلز ديكنز للطبقة الوسطى، كان والده موظف في مكتب الأسطول وكان جيد الدخل، لكنه كان شديد البذخ ويفتقر إلى الكفاءة في الإدارة المالية مما تسبب في أزمات مالية في العائلة، وقد تناول تشارلز ديكنز ذلك في رواية ديفيد كوبرفيلد.

تدهورت أحوال الأسرة كثيرا في عام 1824، فقد ترك تشارلز ديكنز المدرسة وتوجه للعمل اليدوي في مصنع، وزج بوالده في السجن بسبب الديون. أثرت هذه الأمور في كتابات تشارلز ديكنز كثيرا، فتمحورت كتاباته حول السجون والاضطهاد وألم الفقد وغيره.

تعتبر رواية ديفيد كوبرفيلد – David Copperfield مثالا حيا لتأثر تشارلز ديكنز بالظروف التي مر بها في حياته ومدى انعكاس ذلك على أعماله الأدبية، وذلك النوع من الأعمال يسمى autobiographical novels – روايات السيرة الذاتية لأنها تعكس الجوانب الشخصية لحياة الكاتب.

رواية ديفيد كوبرفيلد – David Copperfield

تدور رواية ديفيد كوبرفيلد حول قصة صبي توفي والده وهو صغير، فعاش بسعادة في البداية مع والدته كلارا ومربيته بيجوتي. تزوجت والدة ديفيد كوبرفيلد من رجل قاس القلب يدعى ميردستون والذي قام بإحضار أخته إلى المنزل. لم يحب ديفيد كوبرفيلد هذا الرجل وأخبره بذلك ذات مرة، درس ديفيد في مدرسة Salem House والتي كان يديرها السيد كريكل حيث كون ديفيد كوبرفيلد هنالك صداقات مع ﭽيمس ستيرفورث و تومي ترادلز.

توفيت والدة ديفيد وعاد ديفيد للعمل في مصنع ميردستون، ثم انتقل بعد ذلك مع ميكوبر الذي كان يفتقر إلى الحكمة الإدارية المالية، قرر ديفيد كوبرفيلد البحث عن عمته السيدة بيتسي تروتود بعد هروب ميكوبر إلى لندن فرارا من الدائنين، قامت عمةديفيد كوبرفيلد بتبنيه وإرساله للتعلم في مدرسة دكتور سترونج، ثم مكث ديفيد كوبرفيلد مع السيد ويكفيلد وابنته أجنيس أثناء دراسته.

أصبح كلا من ديفيد كوبرفيلد وأجنيس أصدقاء مقربين. في يوم ما ذهب ديفيد في زيارة إلى بيجوتي مع ﭽيمس، قامت بيجوتي التي تزوجت السيد باركيس بإقناع ديفيد كوبرفيلد بأن يعمل في المحاماة، فذهب ديفيد كوبرفيلد إلى مكتب سبينلو الذي قام بدعوة ديفيد كوبرفيلد إلى منزله لمدة أسبوع، وهنالك قابل ديفيد كوبرفيلد ابنة سبينلو دورا التي وقع ديفيد كوبرفيلد في حبها سريعا.

علم ديفيد كوبرفيلد بمرض السيد باركيس فذهب لزيارة بيجوتي من أجل أن يخفف عنها، وبعد فترة توفي السيد باركيس. في هذا الوقت كانت الصغيرة إيميلي ابنة أخت بيجوتي تستعد للزواج من هام، لكن الزواج تأخر بسبب وفاة السيد باركيس فهربت إيميلي من المنزل مع ستيرفورث الذي هجرها بعد ذلك.

مرت السيدة بيتسي عمة ديفيد كوبرفيلد بضائقة مالية وذلك بسبب تورط ويكفيلد مع المخادع يورايا هيب. لاحظ سبينلو حب ديفيد كوبرفيلد لابنته دورا فحذرها من الزواج منه، ولكن ديفيد كوبرفيلد تزوجها بعد فترة من وفاة والدها في حادث. ولكن لم تكن دورا كما توقع ديفيد فلم تكن زوجة ناجحة وكان ينقصها الكثير من الحكمة عن الحياة الزوجية، لكن ديفيد أحبها على أي حال. ومازالت الأحداث الحزينة تتوالى على ديفيد كوبرفيلد، فقد توفي صديقه ﭽيمس غرقا جراء عاصفة عظيمة هو وهام، ثم توفيت دورا زوجته الأولى بعد سنوات قليلة من زواجهما لمرضها.

عقب ذلك سافر ديفيد كوبرفيلد خارج البلاد. كانت مشاعره تجاه أجنيس تفيض يوما بعد الأخر، لذا تزوج بها بعد عودته من الخارج، وقد كانت هذه الزيجة ناجحة فقد وجد معها الكثير من الحب والسعادة وأنجبا العديد من الأطفال وأصبح ديفيد كوبرفيلد روائيا عظيما وحقق نجاحا ساحقا.

موضوعات رواية ديفيد كوبرفيلد

ناقشت الرواية موضوعات أساسية عرفنا من خلالها مدى تأثر تشارلز ديكنز بحياته الخاصة وكيف انعكست على أعماله الأدبية، فقد وضح لنا ديكنز هيمنة الأقوياء على الضعفاء، فسلط الضوء على معاناة الفقراء والأيتام والنساء وكشف عن الاستغلال في المجتمعات الصناعية، فكما رأينا عانى ديفيد كوبرفيلد كثيرا عندما عمل في مصنع ميردستون، وكان رد فعل الضعفاء هو الهرب كما فعل ديفيد كوبرفيلد عندما ذهب إلى عمته، وهذا يوضح بدوره أهمية العلاقات والروابط الأسرية التي لا يستطيع أحد أن يستغني عنها.

انتقد تشارلز ديكنز وجهة نظر مجتمعه عن الثراء والطبقات الاجتماعية، فسلك مسلكا مغايرا عما كان سائدا حينها. كان مجتمعه يحط من قدر الفقراء وينظر للفقر على أنه جريمة، في حين أن تشارلز ديكنز أظهر أنه عكس ذلك فقد كانت بيجوتي رمزا للكرم والنبل، في حين أن ستيرفورث الغني كان رمزا للمكر والخديعة.

أراد تشارلز ديكنز أن يلفت أنظارنا ألا نعمم أي حكم فلا يمكن الحكم على كل الأغنياء بالسوء ولا كل الفقراء بالنقاء.

لم يحصل تشارلز ديكنز على جوائز، فقد كانت الجوائز في عصره من نصيب أصحاب الابتكارات والاختراعات العلمية. ولكن هذا بدوره لا يقلل من قدره، فقد تم ترشيح بعض أعماله من بين أفضل مائة رواية بريطانية، فجاءت رواية الامال العظمى – Great Expectations في المركز الرابع ورواية ديفيد كوبرفيلد – David Copperfield في المركز الثامن ورواية دومبي والابن – Dombey and Son في المركز الواحد والأربعون.

بعض أعمال تشارلز ديكنز المترجمة

  • أوقات عصيبة
  • الامال الكبرى
  • ديفيد كوبرفيلد
  • أوليفر تويست

بعض الأفلام المقتبسة من أعمال تشارلز ديكنز:

  • ترنيمة عيد الميلاد – A Christmas Carol بطولة ﭽيم كاري
  • أوليفر تويست – Oliver Twist: الحائز على خمس جوائز أوسكار

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *