اول صورة حقيقية لثقب اسود في تاريخ البشرية
أعلن فريق علمى دولى، اليوم الأربعاء، تحقيق إنجاز هائل فى مجال الفيزياء الفلكية بالتقاط أول صورة على الإطلاق لـ ثقب أسود من الأرض، باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب، مما يتيح فرصة لفهم أفضل لرصد هذه الوحوش السماوية الهائلة المسماة بـ الثقوب السوداء، التى تتمتع بقوة جاذبية هائلة لا يفلت منها أى جسم حتي الضوء يتم سحبه داخل هذه الثقوب.
وتبلغ مساحة الثقب الاسود 40 مليار كيلومتر، أي ثلاثة أضعاف حجم الأرض، وقد شبهه العلماء بـ “الوحش”.
ويبعد الثقب 500 كوادريليون كيلومتر عن الأرض (كوادريليون= مليون ترليون)، واشترك في تصويره شبكة من ثمانية تلسكوبات في جميع أنحاء العالم.
وأجرى هذا البحث مشروع ( إيفنت هورايزون تليسكوب – Event Horizon Telescope ) وهو مشروع دولى مشترك بدأ عام 2012 فى محاولة لرصد بيئة الثقب الأسود، باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب المتمركزة على الأرض.وتمت إذاعة الخبر بشكل متزامن فى مؤتمرات صحفية فى واشنطن وبروكسل وسانتياجو وشنجهاى وتايبه وطوكيو.
ماهو الثقب الأسود
ويعتبر ” الثقب الأسود ” هو منطقة فى الفضاء ذات كثافة مهولة (أى تحوى كتلة بالغة الكبر بالنسبة لحجمها) تفوق غالباً مليون كتلة شمسية، وتصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها، ولهذا تسمى بـ الثقب الأسود.
يتكون الثقب الأسود بتجمع مادة كثيرة تنضغط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، وتلتهم معظم ما حولها من مادة حتى تصل إلى حالة ثقب أسود، وكل هذا يحدث فيها بفعل الجاذبية، وهى نفس قوة الثقالة التى تتكون بواسطتها النجوم ولكن النجوم تتكون من كتل صغيرة نسبياً؛ فالشمس مثلًا لها 1 كتلة شمسية أما الثقب الأسود فهو يكون أكثر كتلة من 1 مليون كتلة شمسية.
ورغم علمنا بأن الثقوب السوداء موجودة بالفعل، لكن العلماء لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على صور مفصلة للبيئة المحيطة بها لسببين أساسيين.
أولا، تقع اقرب الثقوب السوداء من شمسنا على مسافات ضخمة منا، لذا يتعذر على أي تلسكوب معاصر بمفرده التقاط صورة لمحيطها المباشر.
ثانيا، من المستحيل تصوير الثقب الأسود بالمعنى المعتاد بسبب جاذبيته الهائلة، لكن من الممكن تصوير أفق الحدث للثقب الأسود، أي المناطق المتاخمة له التي تشكل نقطة اللاعودة فبعدها يتم ابتلاع أي شيء من النجوم والكواكب والغازات والغبار وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء، بشكل لا رجعة عنه.