الغث والثمين , تعبير لغوى عبقرى يتحدث ببساطة عن الشيء المفيد من غير المفيد ,ذو الأولوية وغير ذى أهمية ..
الكثيرون لا يقبلون بحقيقة أن تاريخ مصر القديم وحضارتها تحولوا من حضارة قديمة منفردة إلى علم كامل متكامل الأركان , فعلى سبيل المثال طلبة الآثار المصرية (علم المصريات) حول العالم يدرسون الآتى كأسس ومبادىء لعلم الآثار
أولا : التاريخ الكامل لمصر لقديمة
ثانيا : ما تيسر من سير الأفراد الذاتية
ثالثا : العمارة المصرية القديمة
رابعا: الديانة المصرية القديمة
خامسا : اللغة المصرية القديمة بخطوطها ومراحلها ( هيروغليفى , هيراطيقى , ديموطيقى , قبطى )
هذه هى الأسس المبدأية التى لا بد أن يتمها أى دارس للاثار المصرية حول العالم بشكل عام حتى يطلق عليه لقب أثرى ..
ولكن هل هذا بكاف للإلمام بكل شيء ؟
الحقيقة هى لا .. لأن التاريخ المصرى الذى أمتد ثلاثة آلاف عام متواصلة على أرض مصر ترك لنا تركة كبير جدا لا تكفى سنوات الدراسة للإلمام بها جميعا ..لذلك فأى اثارى مجتهد يتعلم كل يوم شيء جديد .. ولكن تبقى الأسس الأولى التى لا بد أن يعلمها كل اثارى .. ومن هنا نشا التخصص .. إن علم الشخص الدارس بهذه العلوم بشهادة وإجتياز فى الاختبارات فهو اثارى بلا شك .. هذا هو تعريف المتخصص كقاعدة عامة بأساسيات ى علوم المصريات ..
من هو غير المتخصص ؟
الشخص العادى الذى يستطيع أن يقرأ كتب الأكاديميين عن تاريخ مصر القديمة على سبيل المثال ولكنه لن يستطيع الإلمام بعلوم اللغة والديانة مثلا إلا عن طريق متخصص فإذا قام غير المتخصص ببحث ما وإستند على كتب اكاديمية محدثة فبحثه صحيح لا غبار عليه ..
من هو الفتاى ؟
هو الشخص الغير متخصص الذى يقرأ أى كتب عشوائية تتحدث عن مصر القديمة ويكون فكرة ما فى وجدانه عن تاريخ مصر القديم ويريد ترجمه هذه الفكرة بطرح يعتقد أنه سيأتى لما لم يأتى به علماء المصريات الذى افنوا عمرا فى الدراسة
من هو المخدوع ؟
هو الشخص الذى يقرأ أى كتاب يتحدث عن تاريخ مصر القديم وينخدع فى هوية كاتبه , ألف باء إستقاء علم ولكى تعتمد على كتاب كمصدر ما ومعلومة موثوقة يجب البحث وراء الكاتب نفسه , وعلى هذا أمثلة كثيرة , يستشهد الكثيرون ب د.مصطفى محمود فى علوم المصريات مع أنه لم يقترب من التخصص فى شيء ومع كامل إحترامنا له فإن 90 % من أطروحاته بخصوص التاريخ المصرى القديم هى شطحات إن لم تكن خرافات من بنات أفكاره خالصة لا علاقة لها بعلم المصريات , مثال آخر طبيب أنف واذن كتب كتابا يربط به بين تاريخ مصر القديم وقصص الأنبياء وفى كتابه سبق إسمه بلقب دكتور , وهو لقب خادع جدا , الرجل اشار إلى مهنته وليس درجته الأكاديمية , وهذا أيضا لا يعتد به لأن ما ساقه فى الكتاب ايضا هو بنات أفكاره بلا أى مرجع اكاديمي
من هو المهووس ؟
هو الشخص الذى يريد أن يطوع أى شيء ليتوافق مع معتقداته سواء كانت دينية أو عنصرية أو عرقية .. حقيقة علمية : لا يوجد اى ذكر لأنبياء الله على مدار التاريخ المصرى القديم لذلك لا نعلم تحديدا متى وقعت تلك الأحداث وأى افتراض متعلق بهذا الشان هو تكهن بلا دليل مادى واضح يقبله الجميع بجميع عقائدهم وأفكارهم وهذه هى رسالة العلم تقديم فرضية أو اطروحة يقبل بها الجميع بإختلاف معتقداتهم ..
وهنا تتجلى قمة الهوس الدينى فى معتقد دينى وهو (اليهودية) عندما حاول اصحابها البحث عما يطابق كتابهم فى التاريخ المصرى القديم فخرجوا بنظريات اقروا هم من تلقاء انفسهم أنها حقائق وعرضوها على العالم فنفاها ذوى العقول وتمسك بها من يقبع فى ذيل الأمم والأمثلة على ذلك كثيرة ان رمسيس هو فرعون الخروج أن الأهرام المصرية بنيبت بالسخرة الخ الخ الخ
حقيقة تاريخية : المصرى الحالى جيناته شمال افريقية ب 68 % بينما جيناته العربية 17 % أى أن العرق المصرى الشمال أفريقيى هو الغالب وأن المصريين عرقيا كانوا مصريين ولا يزالوا مصريين . فلا معنى لأصحاب الإدعءات التى تقول بأنهم كانوا زنوجا وكذلك من يقول بأن العرب انوا الجنس المصرى وأصبح المصريون عربا فيخرج علينا البعض الآن بالقول أن كل المصريين اصولهم زنجية أو اصولهم عربية
الدين والتاريخ :-
الدين هو معتقد يؤمن فيه الفرد بغيبية وجود إله لهذا الكون وفى الإسلام يؤمن المسلمون بغيبة وجود الإله وملائكته وكتبه ورسله , والإستسلام بهذه الحقائق كشرط أساسى للإيمان بالعقيدة السؤال هنا هل جميع البشر يؤمنون بمعتقد دينى واحد ؟ الإجابة لا
هل يعيب الدين (والعياذ بالله) مثلا عدم وجود أدلة مادية على وجود أنبياء الله فى مصر القديمة ؟ الأجابة ايضا لا , لأن إذا كنت آمنت بالغيب فلما تبحث عما يثبت ذلك الغيب ، فعل اليهود هذا من البداية بلا أى مؤامرات , يحثوا عما يطابق معتقدهم فى تاريخ مصر وخرجوا علينا بما نراه الآن من فرضيات عفا عليها الدهر .. هل هذا يعيب اليهودية فى شيء أو يقلل من أيمان معتقديه بها ؟ الإجابة للمرة الثالثة لا
الكتب السماوية لم تقدم إجابات مثلا لموعد خروج اليهود ؟ عددهم ؟ موقعهم الجغرافى هل كان مصر باكملها أم تجمعات سكنية معينة ؟
هذا لأن القصة للعبرة والعظة الإثبات وليست كتاب تاريخى لذلك عند البحث وتحديد شخصية موسى عليه السلام على سبيل المثال لا بد ن نجد صا واضحا يقول بإسم “موسى” يقول بقصة بنو اسرائيل وهكذا .. وهذا غير موجود حتى الآن .. لذلك ما يقدمه علم الآار هو إجابة بسيطة وهى لا نعلم .. العلم عند الله بهذه الغيبيات .. لا يعيب علم الآثار عدم تقديمه لهذه الإجابات فإن قدمنا إجابات كما يفعل البعض فهنا ننضم من قائمة المتخصص إلى قائمة الفتاى !
مثال آخر : المتعارف عليه أن النص الدينى يذكر ابراهيم أولا ثم يوسف , ثم موسى عليهم جميعا السلام، لنفترض أن شخصا قال فلا الفلانى هو يوسف . بالتالى من البديهيات لا بد أن يحدد من يسمى نفسه باحث موضع موسى الذى حتما سيعقب موسى على الأكثر بمائتى سنة وهذا ما لا يحدث أبدا . يجتزء من يسمى نفسه باحث معلومة واحدة ويبنى عليها خرافات، عندما أنشر بوست يتحدث عن مجاعة فى مصر يقولوان بمبدأ ( ايوه لقيتها , يبقى أكيد ده فى عصر يوسف ) من المؤكد أن هذا لم يفت على علماء الآثار وبحثوا فيه والإجابة فى كل الحالات دوما تكون لا مصادر ..
ما هو الحل ؟
هل نستمر فى الفتى ؟ أم نقر بالحقائق ؟
هل نقر بحقيقة أن انبياء الله لا يوجد ذكر لهم فى المصادر المصرية لقديمة لسبب لا يعلمه سوى الله ؟ أم نفتى ونقدم إجابات لما هو غير موجود ؟
هل نخدع انفسنا وضمائرنا ونقدم ما يعجب الناس وما يخلف العلم ؟
هل يصح أن نختزل تاريخ مصر القديم فى وجهة النظر الدينية فقط فيبحث العالم عن سبب عظمتها ويتعلم منها ونبحث نحن فقط عن جابنها الدينى ونهل الباقى تماما ؟اليس من واجبنا كمصريين معرفة على الأقل كقاعدة اساسية أسماء ملوك مصر وتاريخهم ؟لم لا يحدث ذلك ؟
لم يتحدث الجميع ويفتى فى علم المصريات ويتحدث بثقة زاذدة وهو حصيلته تكاد تقارب الصفر ؟ لم يترك الناس كتب الأكاديميين ويتجهون إلى كل من يطلق على نفسه لقب (باحث) ومن ثم يحدوثنا عن نظرية (العالم) الفلانى , ينصبوه عالما أيضا ولم ولم ولم ؟
( الجهل بالوطن , جلاب للمحن )
وللحديث بقية
بقلم محمد محى