في صباح ذات يوم في شهر يوليو عام ٢٠١٥ خرج أحد سكان بنايات مدينة سان بطرسبرج لينزه كلبه في الصباح الباكر و اذا بالكلب ينجذب الي إحدي حاويات النفايات الخاصة بتلك البنايات و يندفع نحوها في عنف و نباح مستمر ، حاول صاحبه جذبه و تهدئته و لكن الكلب نبش بأنيابه و مخالبه احدي الحقائب ممزقاً إياها ليظهر منها قدم بشرية ملطخه بالدماء.
تم استدعاء الشرطة علي الفور التي بدورها قامت بفتح الشنطة الممزقه لتجد بداخلها بقايا بشرية لأجزاء من منطقة الحوض و أرجل ملطخة بالدماء غالباً تعود الي سيده مسنة، حاولت الشرطه البحث في بقية الحاويات عن رأس الضحية لكن دون جدوي لتضعهم في حيرة من امرهم و تذكرهم بحادثه مماثلة في نفس المنطقة و الشارع منذ ١٢ عام حيث تم العثور علي بقايا بشرية لرجل دون الرأس أيضاً و تم تقييدها ضد مجهول.
إلا ان الحظ يبدو انه ابتسم اخيراً و سيتم حل اللغز حيث انه تم تركيب كاميرات مراقبة حديثاً لجميع البنايات، قامت الشرطه بتفريغ محتويات الكاميرات الخاصة بتلك المنطقة لينتابهم الذهول لرؤية السيدة المسنه البالغة من العمر ٦٨ عاماً تمارا سامسونوفا و هي من تضع تلك الحقيبة في النفايات بل و استمرت بإنزال عده شنط بلاستيكية في تلك الليلة و قدر معدني كبير، تحقيقات الشرطه اثبتت ان تمارا سامسونوفا تقطن إحدي شقق البنايات مع سيدة اخري مسنه تدعي فالنتينا يولونوفا و انهم يتشاركان السكن منذ فتره.
عقب القبض علي تمارا سامسونوفا التي سرعان ما اعترفت بما اقترفته يداها من قتل زميلتها في السكن يولونوفا تلك الليله نتيجه حدوث شجار كبير بينهم و طلبت يولونوفا من تمارا مغادرة مسكنها مما جعل تمارا تمارا سامسونوفا تشعر بالرغبة في التخلص منها فهي لا تريد ان تعود ادراجها و تعيش بمنزلها القديم، اشترت تمارا تمارا سامسونوفا حبوب منومة و وضعتها ليولونوفا في طبق السلطة و خلدت للنوم لتعود بعد عده ساعات تجد يولونوفا ملقاة علي ارضية المطبخ و لصعوبة نقلها قامت بالتخلص منها علي ارضية المطبخ، قامت بفصل الرأس عن الجسد ووضعه في قدر معدني علي الموقد يحتوي علي ماء لإعداد حساء حيث انها كانت تشتهي اللحوم البشرية و خصوصاً الرئة ثم استخدمت المنشار الكهربائي لتقطيع الأطراف و بقية الجسد ووضعه في سبعه اكياس بلاستيكية.
الشرطة قالت إن لديهم أدلة تربط المشتبة بها بإحدى عشر جريمة قتل مروعة على الأقل جيران ومستأجرون و حتى زوجها، أبلغ عن فقدانهم قبل عشر سنوات. وأضافت الشرطة إن سامسونوفا أبقت مفكرة لجرائمها المزعومة، في حين قالت وسائل إعلام حكومية إن المحققين يشيرون إلى أن دوافعها قد تكون تضحيات سرية و لأكل لحوم البشر. وقال جيران آخر الضحايا إنهم مصدومون لما حدث، لكن ذلك لم يفاجئهم تماما فنتالي فيدا توفسياكا تقول إنها العجوز سيدة غريبة جدا ومثيرة للشبهة، عندما واجهتها حول فقدان صديقتي، توسلت إلي بعدم الاتصال بالشرطة و أمسكت بيدي، وقالت لي الشرطة إنني محظوظة لتمكني من الهرب.
تمارا سامسونوفا اعترفت أيضاً بقتلها العديد من الأشخاص علي مدار ١٢ عام معظمهم من النزلاء التي كانت تقوم بتأجير غرفة في مسكنها القديم لهم، حين تم مداهمة منزلها القديم تم العثور علي مذاكرتها الشخصية بخط يدها مذكور بها انها قامت بقتل ١١ شخص مع ذكر تفاصيل كل جريمة و كتبت عن عمليات القتل الوحشية باللغات الثلاث: الروسية والإنجليزية والألمانية جنبًا إلى جنب مع كتابات في السحر الأسود و الكتب الفلكية، بحسب ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. كَمَا ذكرت انها تعيش في هذا المنزل مع شخص من عالم اخر هو الذي يدفعها لارتكاب تلك الجرائم.
التحقيق في ماضي تمارا سامسونوفا اظهر انها ولدت في مدينه أجور عام ١٩٤٧ تخرجت من كليه اللغات في موسكو و انتقلت للعمل في مدينة سان بطرسبرج تزوجت عام ١٩٧١ من أليكسي سامسونوفا الذي اختفي عام ٢٠٠٠ دون اثر و قامت تمارا سامسونوفا بإبلاغ الشرطة باختفاءه. بعد اختفاء زوجها بدأت في تأجير إحدي غرف المنزل الي النزلاء التي كانت تتخلص منهم بمجرد حدوث شجار بينها و بين النزيل بنفس ألطريقه المعتادة ، حبوب مخدرة ثم تقطيع الجثة عده أجزء و القاءها في حاويات القمامه ثم اختفاء الرأس التي تحتفظ به غالباً و تقوم بطهيه و تناوله فيما بعد.
لم تتوقف «سامسونوفا» عن الكلام منذ احتجازها، فبقت تدعي أنها كانت تعمل كممثلة وأنها خريجة أكاديمية فاجانوف للبالية، لكن ادعائاتها الكاذبة انكشفت لاحقًا لتعترف أنها كانت فقط تعمل في فندق قبل سنوات. بخطوات واثقة لامرأة بدت غير مهتمة، دخلت «سامسونوفا» قفص احتجازها الزجاجي الصغير، هي القاتلة التي اعتادت تقطيع ضحاياها لم تبدو مبالية للسجن أو العقوبة، فالتفتت للكاميرا بكل هدوء لترسم ابتسامة على وجهها و ترسل قبلة إليها، أو إلى جماهيرها، بعد أن أصبحت من أشهر الشخصيات في روسيا مؤخرًا، أو حتى إلى شخص مجهول، لتكتب كلمة النهاية لحكاية تلونت بلون بذلة سجنها الأحمر الدموي، حكاية جعلت منها أسطورة في عالم الجريمة في بلاد الدببة، وسيبقى التاريخ يذكرها بالاسم الذي أطلقته عليها الصحافة الروسية وعرفت به في شوارع بلاد الثلج، «السفاحة العجوز»
تم تصوير سامسونوفا وهي ترسل القبلات لوسائل الإعلام في المحكمة، قائلة للمراسلين: أنا مسكونة من قبل مهووس دفعني للقتل.
“لا يوجد لدي مكان آخر للعيش فيه، أنا كبيرة في السن، وفكرت في الأمر سبعة وسبعين مرة ثم قررت بأنني يجب أن أكون في السجن. سأموت هناك وستقوم الدولة بدفني على الأرجح”
بقلم Yasmine Youssef