الفهرس
كوكب الأرض العصر الترياسي أي ما يقارب 265 مليون سنة و قبل وقت طويل لم يكن هناك أي إنسان قد وجد على سطح الأرض بعد، كانت الديناصورات تلك الزواحف العملاقة هيمنت علي كوكب الأرض لأكثر من 165 مليون سنة، ولكن ذهبت بطريقة غامضة و انقرضت قبل 65 مليون سنة أي في نهاية العصر الطباشيري، ولذلك كان العصر الذي هيمنت فيه الديناصورات و تنوعت بشكل يدعو إلى الدهشة هو العصر الوسيط بين الترياسي و الطباشيري أنه العصر الجوراسي.
معظم الناس يعتقدون أن الديناصورات كبيرة شرسة هذا صحيح إلى حد كبير، ولكن هناك بعض المفاهيم الخاطئة. إن الديناصورات مختلفة الأشكال والأحجام فمنها ما هو العملاق الضخم ومنها ما هو صغير الحجم، ومنها أيضا المكسوة بالريش يطير ومنها من كانت له جناحان من الجلد كالخفافيش و تستطيع الطيران، ومن الديناصورات من كان يستطيع السباحة في الماء ومنها من كان يأكل اللحوم ويأكل العشب، ويمكن القول أن منها من هو وديع جدا وشرس جدا.
معظم الناس عندما تذكر أمامهم الديناصورات يتبادر إلى أذهانهم فورا فيلم حديقة الجوراسك (Jurassic Park) وبالطبع الديناصور الشهير (التي ريكس) ذو الأسنان الرهيبة والرأس الكبير و اليدين الصغيرتين التي يجري بسرعة خلف طرائده بقدميه العملاقتين.
إنه مثال للرعب الخالص إذا وجدت نفسك أمام هذا الوحش الكاسر، قد يموت الإنسان من الرعب لا من عضة التي ريكس الفتاكة، لكن لابد لنا جميعا أن نعلم أن الديناصورات ليست التي ريكس أو تلك الزواحف الشرسة الذي تهاجم بسبب و بدون سبب كما صوره الفيلم لنا.
ولمعرفة ذلك علينا الغوص في تاريخ الديناصورات لمعرفة أنواعها إذ يوجد منها ما يفوق 9,000 نوع، استطاع العلماء التعرف على ما يزيد عن 1,000 نوع مختلف من الديناصورات وهذا هو الهدف من هذه المقالات.
لكن قبل الخوض في تاريخ الزواحف العملاقة علينا أن نرسي عدة مفاهيم أولها العصور الجيولوجية الذي تواجدت بها تلك الزواحف بطريقة مبسطة ، ولنبدأ بالعصر الترياسي من خلال الجدول الزمني الجيولوجي لكوكب الأرض.
العصر الترياسي
العصر الترياسي Triassic Period: منذ 230 إلى 180 مليون سنة،وفيه ظهر الديناصور الأول والثدييات والقواقع وبعض الزواحف كالسلحفاة والذباب والنباتات الزهرية، وقد انتهي هذا العصر بإنقراض 35% من الحيوانات منذ 213 مليون سنة بما فيها بعض البرمائيات والزواحف البحرية وحيوان الساينوجناثس مما جعل الديناصورات تسود في عدة جهات فوق الأرض.كما تميز بتكون الجير بكثرة و كذلك غنى في الصخور الملحية و في الجزر المرجانية و فيه تكونت الصخور الجيرية التي نشأت منها جبال الألب الشمالية و الدولوميت الذي تكونت منه الأعمدة الجنوبية ومنها.
المناخ خلال العصر الترياسي كان دافئا حارا. وكانت أوروبا تقع في المنطقة الاستوائية الصحراوية . وتشير الطبقات الأرضية الرسوبية إلى أن معظم العالم كان في حالة جفاف : ويعتقد أن السبب في ذلك هو كبر القارة العظيمة بانجايا وما ينتج عن ذلك من “تأثير مونسون” حيث المناطق منخفضة الضغط في وسط القارة مثلما يحدث في أيامنا هذه في جنوب شبه الجزيرة العربية .
تشير الأحفورات إلى أن داخل القارة العظيمة كان صحراويا . وطبقا للدراسات الحالية تشير إلى أن منطقة القطب الشمالي كانت جزءا من شرق سيبيريا.
عمل كبر القارة العظيمة بانجايا التي كانت تحوي معظم اليابسة بمفردها تقريبا ، الممتدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي على انتشار حيوانات اليابسة.
ترعرعت الزواحف خلال العصر الجوراسي . وظهرت منها تصنيفات كثيرة . فبالإضافة إلى حيوان ثيرابسيد (زواحف تشبه النمر الحالي) الذي كانت موجودة منذ العصر البرمي (السابق للترياسي) بدأ ظهور الزواحف العملاقة.
العصر الجوراسي
(نسبة إلى جبال جورا، حيث وجدت أحجار جيرية بحرية تكونت في ذلك العصر، وهو عصر الديناصورات العملاقة منذ 181 إلى 135 مليون سنة، وفيه ظهرت حيوانات الدم الحار وبعض الثدييات والنباتات الزهرية. مع بداية ظهور الطيور والزواحف العملاقة بالبر والبحر. ومنذ 170 إلى 70 مليون سنة كانت توجد طيور لها أسنان، كما ظهرت في هذه الفترة الدبلودوكس أكبر الزواحف التي ظهرت وكانت تعيش في المستنقعات، وكان له رقبة ثعبانية طويلة ورأس صغير يعلو به فوق الأشجار العملاقة. وظهرت الزواحف الطائرة ذات الشعر والأجنحة وكانت في حجم الصقر. وظهر طائر الإركيوبتركس وكان له أسنان وهو أقدم طائر وكان في حجم الحمامة. وكانت أشجار السرخس ضخمة ولها أوراق متدلية فوق المياه وأشجار الصنوبر كان لها أوراق عريضة وجلدية (حاليا أوراقها إبرية). ومنذ 139 مليون سنة ظهرت الفراشات وحشرات النمل والنحل البدائية. وقد حدث به إنقراض صغير منذ 190 إلى 160 مليون سنة.
و قد تميز بمناخ دافئ وفي قسمه الأعلى كان المناخ أكثر توازنا على الكرة الأرضية عما هو اليوم فقد نمت النباتات عند القطبين وفي أواسط هذا العصر غمر البحر اليابس وفي نهايته بدأ في التراجع وتميز بغنى في الحياة النباتية والمرجان وتكونت فيه صخور جيرية ومرجانية وإسفنجية.
استغرق العصر الجوراسي نحو 65 مليون سنة، وطبقته الأرضية الرسوبية تأتي تحتها طبقة العصر الثلاثي (ترياسي) وفوقها ترسبت طبقة العصر الطباشيري (كريتاسي).
إنقسمت القارة العظيمة بانجيا خلال فترة العصر الجوراسي المبكر إلى قارتين مستقلتين، هما القارة العظيمة الشمالية لوراسيا والقارة العظيمة الجنوبية غندوانا؛ وانفتح خليج المكسيك في الصدع الجديد بين أمريكا الشمالية وما هو الآن شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. كان المحيط الأطلسي الجوراسي الشمالي ضيّقاً نسبياً، في حين لم ينفتح المحيط الأطلسي الجنوبي حتى العصر الطباشيري التالي، عندما انشقت غندوانا. انغلق بانثالاسا، وظهر حوض البحر الأبيض المتوسط، وكان المناخ دافئاً، مع عدم وجود أية أدلة على حدوث الجليد. وكما هي الحال في الترياسي، لم تكن هناك على ما يبدو أية يابسة بالقرب من القطبين، ولا غطاء جليدي .
السجل الجيولوجي الجوراسي جيد في أوروبا الغربية، حيث يشير التسلسل البحري الواسع إلى وقت غرق فيه جزء كبير من القارة تحت البحار الاستوائية الضحلة. وفي المقابل، سجل “الجوراسي أمريكا الشمالية” بعض النتوءات في السطح.
العصر الطباشيري (الكريتاسي) Cretaceous period
منذ 135 إلى 65 مليون سنة. وفي نهايته انقرضت الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض نحو 165 مليون سنة، غالباَ ما يرمز إلى العصر الطباشيري بالحرف K لترجمة اسمه من كلمة Kreide ( طباشير ) في اللغة الألمانية.
وزادت فيه أنواع وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كالكنغر والنباتات الزهرية التي إنتشرت. وظهرت أشجار البلوط والدردار والأشنات. كما ظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح. ومنذ 120 مليون سنة عاشت سمكة البكنودونت الرعاشة وطيور الهيسبرنيس بدون أجنحة و النورس ذو الأسنان. وكانت الزواحف البحرية لها أعناق كالثعابين. ومنذ 100 مليون سنة ظهرت سلحفاة الأركلون البحرية وكان لها زعانف تجدف بها بسرعة لتبتعد عن القروش وقناديل البحر. ومنذ 80 مليون سنة كان يوجد بط السورولونس العملاق الذي كان يعيش بالماء وكان إرتفاعه 6 م وله عرف فوق رأسه. وفي هذه الفترة عاش ديناصور اليرانصور المتعطش للدماء وكان له ذراعان قصيرتان وقويتان ليسير بهما فوق اليابسة، وكانت أسنانه لامعة وذيله لحمي طويل وغليظ ومخالبه قوية وكان يصدر فحيحا. وكان يوجد حيوان الإنكلوصور الضخم وهو من الزواحف العملاقة وكان مقوس الظهر وجسمه مسلح بحراشيف عظمية. وشهد هذا العصر نشاط الإزاحات لقشرة الأرض وأنشطة بركانية، وفيه وقع انقراض أودي بحياة الديناصورات منذ 65 مليون سنة، وقضي علي 50% من أنواع اللافقاريات البحرية.
أثناء هذا العصر انفصلت إفريقيا عن أمريكا الجنوبية وتوقفت حركة الالتواءات في وسط أوروبا ولكن زادت حركة الطفح البركاني في جبال الأنديز وفي هذا العصر ساد المناخ الدافئ الرطب على أجزاء كثيرة من الأرض كما تكونت مناطق جافة شبيهة بمثيلتها حاليا وفي نهايته بدأت تظهر فترة من المناخ البارد ثم تكونت بالتدريج مناطق مناخية شبيهة بنظام المناخ الحالي.
بقلم Hussein M Ghoneim