قصة ذبح الأب توما القس وفطير اليهود
الأب توما قس من مواليد إيطاليا 1780، غادر روما مرسلا إلي دمشق وبقي بها حتي ذبحه اليهود عام 1840، وكان عالما جليلا رحيما بالناس وتعلم الطب والصيدلة وعالج المرضي من كل ملة ودين مجانا. وفي مساء 15 فبراير 1845 طلب من الأب توما الذهاب الي حارة اليهود لتطعيم طفل يهودي من مرض الجدري ولما كانت حالة الطفل خطرة فأسرع الي الدير ليحضر الدواء وفي أثناء خروجه وجد «داود هراري» صديقه وأصر «داود» علي دخول الأب توما عنده. دخل الأب توما ولم يخرج، وفي يوم الجمعة 4 ذو الحجة 1255 حضر السيد «بودن» من قنصلية فرنسا بدمشق الي ديوان الوالي العمومي وقرر أن الأب توما خرج بعد العصر وتوجه نحو حارة اليهود ولما رأي الخادم أن سيده قد تأخر فذهب ليبحث عنه ولم يرجع هو الآخر.
ويوم الجمعة 11 ذو الحجة أمر المحقق باستدعاء المشتبه فيهم فاعترف سليمان الحلاق بأنه رأي الأب توما مع القس «ألمومي» والحاخامات «موسي بخوريما» و«موسي أبي الحافية» و«داود هراري» وأخويه «إسحاق» و«هارون» و»يوسف ليينوده» يدخلون شارع الفلاج يوم الأربعاء وأعيد استجواب سليمان الحلاق فقال: إن المتهمين السبعة الذين ذكرتهم أدخلوا الأب توما الي منزل داود هراري وقالوا لي: قم واذبح هذا القسيس. ووجدت الأب توما مربوط الذراعين فقلت لهم لا أستطيع ذبحه، فوعدوني بأن يعطوا لي دراهم.
س: بعدما أمرت بقتل القسيس هل بقيت هناك أم انصرفت؟ وهل كان خادمه معه؟
جـ لا الخادم قتل في مكان آخر.
س: ماذا حدث بالضبط؟
جـ: ألقيت القس علي الأرض ومسكته مع البقية ووضعت رقبته علي طشت كبير وأخذ داود السكين وذبح القس وأجهز عليه هارون اخوه وحافظا علي عدم سقوط نقطة من دمه خارج الطشت.
س: وماذا فعلتم بعد ذلك؟
جـ: كسرنا عظامه وهشمنا رأسه بيد الهون.
س: هل الزجاجة التي فيها الدم سوداء أم بيضاء؟
جـ: كانت بيضاء.
س: من سلم الزجاجة للحاخام موسي؟
جـ: الحاخام موسي سلونكلي.
س: لماذا يستعمل الدم في ديانتكم؟
جـ: لاستعماله لأجل خبز الفطير.
س: هل يوزع الدم علي جميع اليهود؟
جـ: ذلك غير ضروري وهو يحفظ عند الحاخام الأكبر.
وفي يوم الثلاثاء 14 محرم 1256 تم استدعاء محمد أفندي أبوالحافية بسؤاله
س: ماذا يقول التلمود فيما يتعلق بمن هم من غير اليهود؟
جـ: يقول التلمود إن جميع الخارجين عن اليهود هم حيوانات ووحوش لأن إبراهيم عندما أخذ ولده إسحاق ليقدمه ذبيحة كان يصحبه خدمه قال لهم: امكثوا هنا والحمار بينما أنا وولدي نذهب الي الأمام ومن هذه العبارة استنتج اليهود أن غير اليهود حمير فسئل الحاخام يعقوب العنتابي عن صحة هذه العبارة فأقر بصحتها. وتتوالي التحقيقات موثقة الي أن صدر عفو عن الستة عشر المتهمين بقتل الأب توما وخادمه، منهم ثمانية في قتل الأب توما والباقون اتهموا بقتل الخادم.
وفي أثناء التحقيق توفي اثنان هما يوسف هراري ويوسف لينيوده وأربعة نالوا العفو لأنهم أقروا بالحقيقة وهم موسي أبوالعافية المسمي الآن بمحمد افندي، وأصلان فارحي وسليمان الحلاق ومراد الفتال والعشرة الباقون حكم عليهم بالإعدام وكاد الحكم ينفذ لو لم يفكر قنصل فرنسا في أن يعرض الحكم علي دولة إبراهيم باشا لكي يجري المصادقة عليه، ففي أثناء ذلك اغتنم اليهود الفرصة ووكلوا اثنين من عظمائهم وهما كراميرو متفيوري فحضرا الي الاسكندرية مرسلين من قبل الاتحاد الإسرائيلي وقدما عريضة لصاحب الدولة محمد علي باشا يلتمسان إعادة النظر في الدعوي. إلا أن محمد علي فضل العفو عنهما حتي لا يتسبب الاستمرار في الدعوي لضغائن بين المسيحيين واليهود فصدر العفو وسلم الفرمان الي الوكلاء.. وذيل بجملة «هذه هي إرادتنا» مع بصمة ختم محمد علي وعند وصول هذا الفرمان الي شريف باشا أخلي سبيل المتهمين في 5 سبتمبر 1840. ولعلي هنا أشير الي المعبد اليهودي بمصر القديمة الذي تجد به إشارات عن الصليب والهلال ولفافة كبيرة عن البروتوكولات وهذه قصة أخري.