الفهرس
إن معظم نصائح الكتابة تكون غير عملية إلى حد بعيد، لا تتعدى كونها نصائح علي شاكلة (اقرأ المزيد أو استمر في المحاولة)، ولكني نقلت لكم نصائح بنجامين فرانكلين التي طبقها على نفسه قبل ما يقارب 200 سنة من الآن ونجحت!
وهي عبارة عن خطوات محددة، قابلة للتنفيذ الفوري، والتي حتمًا ستساهم في صقل مهاراتك في الكتابة بشكل جيد سيكون واضح وملحوظ لديك.
1. فكّك ثم أعد البناء
قد يكتب الإنسان بشكل إملائي صحيح، إلا أنه لن يصبح كاتبا أبدا، قد تخلو عباراته وجمله من أي خطأ لغوي كان، إلا أنه لن يصبح كاتبًا حقيقيا مطلقا! فالكاتب الأصيل؛ هو ذلك الذي يعرف كيف ينتقي الكلمة الصحيحة والجملة الإبداعيّة لإيصال الفكرة التي يُريدها، وليسَ الذي يكتب بشكل خالي من الأخطاء فقط! هُناك فرق بين أن تقول “إنسان دخلَ السجن لمدّة 30 عام” وبين أن تقول “إنسان أكل السجن 30 سنة من عمره”! هناك فرق واضح!
درّب نفسك على الكتابة من خلال أخذ بعض الصحف، المجلات، المقالات، الكتب. واصنع منها مُلاحظات صغيرة عن بعض الألفاظ والجمل التي قد تحوي مشاعر، أو قد تفيدك في صياغة ما تُريد!
امسك مقال ما وقم بتقسيمه إلى جمل وتعبيرات أحببتها، وتعلّم أن تصوغ على نمطها تمامًا. اصنع لكل عبارة توأم من كتابتك وبما يخدم الشعور الذي تُريد إبرازه في النص.
يُمكن أن نُركّز هذه الخطوة من خلال النقاط التالية:
خُذ مقال جيّد، فكّكه واكتب عنه مُلاحظات.
ضع الملاحظات جانبًا وعُد لها بعد فترة وجيزة.
أعد كتابة تعبيرات الملاحظات وفقًا لطريقتك الخاصة.
قارنها مع الجمل الأصليّة للملاحظات وتبيّن أخطاءك.
2. تحوّل للشعر وعد مُجدّدًا
من المشاكل التي قد يواجها الكاتب هي كيفيّة تحويل فكرة ما ضخمة إلى كلمات مع الحفاظ على قوّة الفكرة! أحيانًا قد تكون لديك فكرة عظيمة لكن يتم تشويهها بسبب أسلوب ساذج كُتبت به! وأحيانًا قد تكون لديك فكرة ساذجة عُرضت بأسلوب جميل فتقتنع بها!
ولتجنّب هذه العقبة، عقبة صعوبة تحويل الفكرة لكلمات يكون الشعر وتعلّمه هو الحل الوحيد وستدرك حتما إفادتها الكبيرة التي تنعكس علي النص من جهة التحويل بين الفكرة والكلمة، ومن جهة زيادة مخزون الكلمات أيضًا ففي فترة معينة كلنا سنحتاج لذخيرة كلمات؛ لأجل إعادة تلقيم نصوصنا، فيكون الملجأ الأفضل هو الشعر سواءً كان قراءةً أو كتابةً أيضًا ويمكنك أن تُدرك مدى أهميّة هذه النقطة من خلال معرفة أنّ أقوى وأعظم كتّاب العالم كانوا جميعهم تقريبًا شعراء!
لذلك يُمكن تركيز هذه الفقرة الهامة من خلال النقاط التالية:
ابتكر قصة ما وحاول أن تكتبها بطريقة شعريّة
انتظر لبضعة أيام.
ارجع القصيدة إلى قصة.
ويُفضل أن يتم إرجاع القصيدة إلى قصة بطريقة وجمل أخرى؛ من أجل التعوّد على أسلوب تحويل الفكرة إلى جملة بسلاسة وبشكل أكثر سهولة
كرر هذه العمليّة بانتظام، وستجد تحسن ملحوظ في كتابتك.
3. اِفهم البنية والهيكل
خطوتنا الثالثة هي خطوة تنسيقيّة وترتيبيّة أكثر من كونها شيء آخر، فالبنية العامة والهيكل الخارجي لا يُفهم ولا يصلح إلاّ من خلال فهم وإصلاح الألفاظ والجمل المكوّنة للنص، والتي هي تمامًا كما تحدثنا في الخطوة الأولى من هذا المقال.
لذلك يُمكن أن نقول أنّ النقاط الأساسيّة في هذه الخطوة تتركّز في التالي:
جمّع الملاحظات بناءً على الخطوة الأولى، ورتّبها حسب ذوقك الخاص، والأسلوب الذي تُريد اتّباعه
انتظر لعدّة أيام، أعد ترتيب الملاحظات وأكّد على الذي تراه جيّد بالنسبة لك
ضع بعض المراجعات والمقارنات بناءً على الملاحظات الأصليّة
هذه الخطوات تفيد في أمرين، أولهم فهم بنية النص من خلال تحليله وثانيهم صناعة نص على نفس النمط ولكن بأسلوبك الخاص!
4. اللمسة السحريّة
على الرغم من فائدة الخطوات الثلاث السابقة، إلاّ أنّ لفرانكلين لمسة سحريّة كان يرى أنّها السبب الحقيقي وراء نجاحه الكتابي الباهر، والذي قاده نحو الثراء بعد الفقر المدّقع!
هذه اللمسة السحرية أو (صلصة فرانكلين السريّة) كانت الحافز والدافع المستمر للكتابة حسب ما قال.
كان وقت فرانكلين للكتابة هو الليل! بعد الانتهاء من العمل وحين ينام الجميع وينتشر السكون، أو قبل بزوغ أشعة الفجر ليُعلن بدوره أنّ يومًا جديدًا قد وُلِدَ!
العزلة أيضًا كانت صديقة فرانكلين، لا سيما أنّه كان يتجاهل الذهاب للعبادة في يوم الأحد لسبب ما يفتعله، ويبقى وحيدًا في المطبعة لكي يكتب!
فرانكلين يؤكّد على اللمسة السحريّة أو الصلصة السريّة التي جعلته يسهر الليل، وينتظر الفجر، ويعتزل الناس تلك اللمسة كانت بكلمة واحدة وجيزة هي الهاجس!
الهواجس هي الخواطر، وبالتالي كانت الهواجس التي تلعب برأسه ليلًا هي التي ولّدت حس الكتابة لديه فما من كاتب إلاّ لديه هاجس ما يكتب لأجله، ومن ليسَ لديه سيتوقف عند لحظة ما، ولن يستمر لعدم وجود هاجس يجعله يتزاوج مع الظلام لكي يُنجب النصوص!
هذه هي اللمسة السحريّة، والتي بدونها لن تستطيع أن تتقن الكتابة أبدًا.
الهاجس! يجب أن يكون لديك قطعًا، إن لم يكن حاول أن تجده واتبعه، ولتصبح عندها ذلك الكاتب الذي لا يُشق له غبار، ولا يُعترض له طريق!