تنويه: هذا المقال يحتوي علي تفاصيل بشعه تخص المجرب ألبرت فيش. اصحاب القلوب الضعيفه يمتنعون
القاتل المتسلسل
القتل من أسوأ الجرائم البشرية علي مر العصور منذ بدء الخليقة , و لكن القتل المتسلسل المنظم مسألة أسوأ بكثير لأن مرتكبه قد تحول من طبيعته الإنسانيه الي كائن مريع يتلذذ بالقتل، هل يمكن ان يقود الجنون صاحبه الي الحد الذي يتلذذ فيه بقتل ضحاياه بل و التهام لحوم اجسادهم أيضاً ؟
حتي و ان تقبل العقل البشري الطبيعة الشاذة لمنفذ تلك الجرائم كيف يمكن ان نتقبل فكره ان مرتكبها كان يقوم بكتابه رسائل لأهل ضحاياه ليخبرهم كيف كان مذاق تلك اللحوم شهي و طيب و انه ممتن و مشكور لهم ، ثم يقوم بإرسالها إليهم.
اليوم هو ذكري ميلاد جريس العاشرة ، تستعد الصغيرة للاحتفال بعيد ميلادها ، ترتدي ملابس زاهيه الألوان مشرقة و تترك شعرها القصير منسدل ، العم فرانك الطيب يطلب من اهل جريس السماح له بأصطحابها للاحتفال مع إبنه أخيه فهي في مثل عمرها ، لا تتردد العائلة في قبول دعوة العم فرانك الطيب فهو صديق العائله منذ فتره و محل ثقة ، تنفرج أسارير الطفلة عندنا تعلم عن رغبة العم فرانك في اصطحابها ، تذهب معه و ابتسامتها لا تفارق ملامحها البريئة.
– هيا يا صغيرتي لنتناول بعض من المثلجات الشهيه قبل الذهاب الي الحفل
تشهق الصغيره فرحاً و تتناول المثلجات الطيبة من العم فرانك، يسيران معاً حتي تتبدد ملامح المدينه خلفهما، تبدأ الصغيرة في التساؤل أين موضع الحفل يا عم فرانك ؟
تتبدل ملامح العم فرانك الطيبة و يهجم علي الصغيرة و يستطيع تقيدها دون مقاومه تذكر، يقوم بالضغط علي عنقها الهش و ما هي إلا ثواني بسيطة حتي تفيض روحها الطاهرة، يقوم بوضعها في جوال و ينصرف عائداً الي وكره القذر حيث يتلذذ بأفعاله الشاذة، يقوم باستخراج الجسد الصغير ثم يبدأ بطهيه.
يتناول وجبته من لحم ضحيته ثم تقفز الي ذهنه المريض فكره اشد مرضاً ، سوف يرسل الي اهل جريس رساله امتنان و عرفان علي هذا اللحم الطيب ذو المذاق الشهي ، يتناول ورقة ثم يقوم بخط رسالته
تظل الرساله حبيسه مسكنه حتي يقرر إرسالها بعد ست سنوات من مقتل جريس الي اسرتها المسكينة التي تنتابها حاله من الانهيار عقب قرائه تفاصيل مقتل ابنتهم البشعه
من هو ألبرت فيش المريض ؟!
ألبرت فيش هو أبشع سفاح في تاريخ البشرية، هو سفاح أمريكي و أكل للحوم البشر و أكبر متحرش بالنساء ، بعد إلقاء القبض عليه اعترف بالتحرش بأكثر من ربعمائة طفل و تعذيبهم و قتلهم، كان ألبرت فيش من ذوي المظهر اللطيف وتوحي ملامحه بالطيبة ، لديه قبول يجعل كل من يشاهده يثق به ، إلا انه كان خلف هذه الملامح الطيبة ذئب بشري وقاتل محترف و هاتك للأعراض و مصاص للدماء يتلذذ بتقطيع أجزاء من جسد ضحاياه و طهوها ثم التهامها.
ولد ألبرت فيش في ١٩ مايو ١٨٧٠ بواشنطن وسط عائلة لها تاريخ طويل مع المرض العقلي، كان عمه يعاني من الهوس الديني و عاش أخوه في مستشفي للأمراض العقلية و معظم العائلة كانوا يعانون من الهلوسة السمعية و البصرية و ابتعد عنه والداه و هو في سن صغير جدا ثم قاموا بإرساله إلى دار أيتام و قد تأثر ألبرت كثيراً بفترة وجوده داخل الملجأ ، لم تتمكن ذاكرته من محو هذه الفترة من حياته كان الملجأ دائما في ذاكرة ألبرت فيش لأنه عاش فيه أسوء أيام حياته.
كان يتعرض للضرب و التعذيب و علي الرغم من أن فيش كان غير متعلم إلا انه علم نفسه القراءة و الكتابة فقط ، قامت والدته في عام ١٨٨٠ بإخراجه من دار الأيتام و لكن يبدو أن الأم أخرجت “فيش ” بعد فوات الأوان فعندما بلغ عامه ١٢ بدأ يفعل تصرفات غريبة مثيرة للاشمئزاز.
كان يذهب إلى الحمامات العمومية لرؤية الرجال بدون ملابس ويشرب البول بشكل مقزز و في عام ١٨٩٠ نقل ألبرت فيش إلى نيويورك و بدأت سلسلة جرائمه ضد الأطفال، كان فيش يحاول دائماً إبعاد الأطفال عن منازلهم ثم يقوم بتعذيبهم بطرق مختلفة كان يستخدم المسامير و السكاكين و الأدوات الحديدية الحادة و بعد ذلك يقوم باغتصابهم ثم قتلهم و أكل لحومهم .
تزوج ألبرت فيش في عام ١٨٩٨ و أنجب ستة أطفال و كان يعمل مبيض محارة و نتيجة لسوء معاملته وسلوكياته الشاذة هربت زوجته من المنزل ، غضب بشدة و دخل في دوامة نفسية كبيره أثرت علي حالته الصحية والمزاجية أكثر مما كان عليه.
أصبح ألبرت فيش يشارك أولاده في الجرائم التي كان يرتكبها ولا يكتفي بذلك بل تمادي في سلوكياته الغريبة وبدأ يقوم بتعذيب أولاده أيضا مما دفعهم للهرب من جحيم والدهم و تركوه وحيداً و بعد انتهاء علاقته الزوجية و ابتعاد أولاده عنه ظل فيش يكتب رسائل إلى الصحف يشرح فيها الأفعال الشاذة التي كان يفعلها ، الغريب في الأمر انه كان يصف تلك الأفعال بشكل تفصيلي واشمئزازي وبأسلوب وقح للغاية لذلك لم تنشر أبدا رسائله و لكن عندما تم القبض عليه عثر علي هذه الرسائل والتي اعتبرت فيما بعد احد الادله ضده و دليل على الخلل النفسي الذي كان يعاني منه .
اقترب ألبرت فيش في عام ١٩٢٨ من عائلة تدعى ” إدوارد بود ” والذي كان يبحث عن عمل لتحسين الظروف المالية لأسرته و قدم فيش نفسه باسم “فرانك هوارد” اقترب جدا من العائلة و اصبح العم فرانك الطيب. أصبح فيش مصدر ثقة كبيرة للعائلة و في احد المرات طلب ألبرت فيش من العائلة اصطحاب طفلتهم” جريس” معه للاحتفال و وافقوا بدون تردد و بالطبع كانت أخر مرة للعائلة تري فيها ابنتهم حيث تم قتلها بشكل مأساوي.
تم التحقيق في اختفاء جريس لمدة ست سنوات و لم تعثر الشرطة علي أي دليل أو معلومات توضح شخصية القاتل أو أين اختفت الطفلة و لكن في ١١ نوفمبر ١٩٣٤ تلقت عائلة “بود” رسالة مجهولة و عندما قاموا بقراءتها فوجئوا بأن الرسالة تضم وقائع وتفاصيل قتل طفلتهم و أوضح مرسل الرسالة انه استمتع بقتل الطفلة واستمتع أكثر بتناول لحمها علي وجبة الغداء موضحاً انه قام بطهي لحم الطفلة وتناولها مبدياً إعجابه الشديد بتذوق هذا اللحم واصفاً لحم الطفلة بأنه من أشهي ما تناول في حياته. الغريب في الأمر انه في ختام الرسالة قال للعائلة لا تحزنوا علي طفلتكم لقد تناولت لحمها فقط ولكن أطمئنوا ” جريس ماتت عذراء”.
انهار أفراد الاسرة وهم يقرؤون تفاصيل عمليه قتل ابنتهم بهذه الصورة البشعة . وكانت هذه الرسالة هي نهاية أسطورة ألبرت فيش فبسببها تم تتبع “فيش” والتوصل إليه حيث ألقت الشرطة القبض عليه والغريب انه لم يبد أي مقاومه تذكر بل واعترف فيش بقتل جريس و مئات من الأطفال الآخرين الذي لم تتوصل الشرطة لقاتليهم .
وبعد القاء القبض علي ألبرت فيش كان مبتسما سعيداً و هو يصف التعذيب الذي تعرض له الأطفال على يده .
بدأت محاكمة ألبرت فيش في ١١ مارس ١٩٣٥ و أكد الأطباء النفسيين أن فيش يعاني من الجنون و حكم عليه بالإعدام عن طريق الكرسي الكهربائي و بالفعل في ١٦ يناير ١٩٣٦ تم إعدام فيش على الكرسي الكهربائي في سجن سينج سينج لتنتهي حياه واحد من ابشع السفاحين في التاريخ.
بقلم Yasmine Youssef