تتجلى اهمية كتاب أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ في انه سجل تاريخي حافل، دون فيه القرماني تواريخ الدول والسلالات الحاكمة منذ اقدم العصور حتي بدايات القرن الحادي عشر الهجري – السابع عشر الميلادي، اقتصرت مصادر القرماني في كتاب أخبار الدول وآثار الأول علي نوعين المشاهدة والمعاصرة، ويظهر هذا جليا في ترجمته لشريف مكة ( أبي نمي بن قتادة ) والمصادر المكتوبة، والتي عول عليها المؤلف هي القران الكريم، كتب التفسير، كتب السنن والأخبار النبوية، كتب المغازي والسير النبوية، كتب التاريخ القديم وغيرها من المصادر المكتوبة.
لم يختلف أسلوب القرماني في كتابة تاريخه عن أسلوب معاصريه من المؤرخين، فلغته كانت سهلة وبسيطة، تعتريها بعض الألفاظ النابية، فضلا عن وجود عدد كبير من الكلمات والمصطلحات الفارسية والتركية، أما موضوعات الكتاب فقد وزعت على مقدمة وخمسة وخمسين باباً: في المقدمة التي احتوت على سبعة فصول، يعرض المؤرخ مفهومه للتاريخ، وبداية الكون، ومعنى النبوة والرسالة، وعدد الأنبياء، والمسافة الزمنية التي تفصل بينهم، وفي الأبواب الخمسة والخمسين التي احتوت على طائفة من المعلومات المتنوعة، يسعى القرماني إلى كتابة تاريخ عالمي، يبدأ من بداية الخليقة وينتهي إلى عصره، الباب الأول: انطوى على أربعين فصلاً خصصت لقصص الأنبياء والمرسلين، بما فيها السيرة النبوية.
الباب الثاني: قسم إلى أربعة فصول عقدت للحديث عن الخلفاء الراشدين.
الباب الثالث: تضمن أحد عشر فضلا ترجم فيه المؤلف للعترة النبوية بدءاً من الحسين بن علي بن أبى طالب، وانتهاء بمحمد بن الحسن المهدي.
الباب الرابع خصص للحديث عن فضائل قريش وأخبار الصحابة.
الأبواب الخامس-الثالث والخمسين عقدها المؤرخ لدراسات موجزة في تاريخ الدول الإسلامية المتلاحقة، وتعرض القرماني في الباب الحادي عشر لتاريخ بني طباطبا بالكوفة واليمن، ثم ذكر في الباب الثاني عشر أخبار الدولة الطبرستانية، وأخبار الحجاز والعراق، والشام، واليمن.
الأبواب الثالث عشر-الثاني والعشرون وانتقل بعدها إلى أخبار ملوك الطوائف في الغرب، الأبواب: الثالث والعشرون، الخامس والعشرون ثم انعطف إلى أقصى الشرق ليعرض تاريخ الصفاريين في سجستان الباب السادس والعشرون، والسامانيين بما وراء النهر.
الباب السابع والعشرون وبني سبكتكين، الباب الثامن والعشرون وتناول في الأبواب الحادي والثلاثين-الثالث والخمسين، أخبار الديلم، وملوك جرجان وآل بوية ملوك العراق، ودولة بني سلجوق… الباب الرابع والخمسون، عقدة المؤرخ لذكر أخبار ملوك الدول القديمة، كدولة الفرس، والهند، والسريان، وبابل… أما الباب الأخير، فهو عبارة عن مبحث في ما تضمنته تواريخ الأمم من عجائب وطرائف، وأخبار عن البحار والأنهار والعيون والآثار، إضافة إلى قاموس بلداني مرتب على حروف المعجم.