in

‫الفريق سعد الدين الشاذلي – تاريخه ومواقفه ‬‎

‫الفريق سعد الدين الشاذلي - تاريخه ومواقفه ‬‎

مولد الفريق سعد الدين الشاذلي

ولد الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في أول أبريل 1922 بقرية شبراتنا بمركز مدينة بسيون داخل محافظة الغربية ، إحدى أولى مدنها. من أبرز أركان و قادة الجيش المصرى. تخرج من الكلية الحربية عام 1940 وشارك في حرب فلسطين عام 1948. التحق بفيلق المظلات عام 1953 ، وسافر الفريق سعد الدين الشاذلى إلى الاتحاد السوفيتي في مهمة عام 1958 لحضور دورة تدريبية لمدة عام ، وعين قائداً للقوات العربية في الكونغو عام 1960 ، وملحق حرب في لندن عام 1961 ، وقائدًا. . أخيرًا شغل الفريق سعد الدين منصب السكرتير العسكري لجامعة الدول العربية في عام 1971 ، وشارك في قيادة حرب السادس من أكتوبر 1973 كرئيس أركان للقوات المسلحة المصرية ، وعُين سفيراً لمصر في بريطانيا والبرتغال.

سعد الدين الشاذلي وبريطانيا

البطل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة واحد من المع العقول العسكرية التي انجبتها مصر و الوطن العربي علي مدار تاريخها ( في رأيي الشخصي ان سعد الدين الشاذلي في نفس قائمة الشرف التي تضم تحتمس الثالث و خالد بن الوليد)، انضم سعد الدين الي الكلية الحربية سنة 1939 بعد ان انضم لها في عمر 17 كاصغر طالب وقتها، تخرج الفريق سعد الدين من الكلية الحربية وكان من ضمن القوات المصرية التي تحارب قوات روميل بالاشتراك مع بريطانيا.

كانت مسئولية سعد الدين اثناء انسحاب البريطانيين امام روميل هي تدمير كل ما يمكن ان يكون مفيداً لقوات روميل وقد ابدي شجاعة فائقة في ذلك، سنة 1943 تم ضمه الي قوات الحرس الملكي، عند اندلاع حرب 1948 بالمحتلة فلسطين طلب من قائده فصله من قوات الحرس الملكي ليتسني له الانضمام الي القوات المسلحة المصرية الذاهبة للقتال في فلسطين، تم رفض طلبه الي ان جاء قرار الملك فاروق بالمشاركة بسرية من حرسه للقتال بفلسطين، فانضم سعد الدين الشاذلي .

اقرأ ايضا
فتحي قورة - صنايعية مصر

الشاذلي وجمال عبد الناصر

عمل الفريق سعد الدين كمدرس بالكلية الحربية وكان صديق لجمال عبد الناصر، سنة 1951 فاتحه جمال عبد الناصر بالانضمام للضباط الاحرار فرحب سعد الدين الا انه وقت حدوث الثورة لم يكن مشاركاً فيها لانه كان ببعثة دراسية، بعد قيام الثورة وقع اختيار جمال عبد الناصر علي سعد الدين الشاذلي لتشكيل سلاح مظلات بمصر (نظراً لجرأته وشجاعته) فسافر للدراسة بامريكا، عاد سعدالدين الشاذلي وشكل قوات المظلات المصرية، في سنة 1954 و اثناء احد العروض العسكرية بمناسبة الاحتفالات بأعياد الثورة اراد الشاذلي ان يدخل بقوات المظلات دخولاً مميزاً يعبر عن طبيعتها كقوات مميزة (العروض العسكرية يتم السير فيها بالخطوة المعتادة بانتظام) فقرر سعد الدين دخول ساحة العرض هو وقواته وهم يسيرون بالخطوة السريعة ما أثار اعجاب جمال عبد الناصر و الحضور فنقلت كل الجيوش العربية هذا التقليد لقوات المظلات المصرية الي قوات المظلات لديها.

شاهدت السيدة شهدان سعد الدين الشاذلي ابنة الفريق الشاذلي و زينات محمد متولي السحيمي نزول قوات المظلات بالبارشوت فاخبرت والدها برغبتها بالقفز بالمظلات فدربها وقامت بالقفز بالمظلة فكانت اول سيدة مصرية وعربية في التاريخ تقفز بالمظلة من طائرة.

سنة 1960 قرر جمال عبد الناصر ارسال كتيبة مظلات للكونجو ضمن قوات الامم المتحدة لحفظ الاستقرار لحكومة لومومبا رئيس الكونجو الصديق لمصر، تقرر ارسال الفريق سعد الدين الشاذلي علي رأس هذه الكتيبة وهو برتبة عقيد، كان المشير احمد اسماعيل لواء وكان يعمل ملحق عسكري بسفارة مصر بالكونجو، ، طلب احمد اسماعيل من الفريق سعد الدين الشاذلي ان يرسل اليه تقاريره العسكرية ولا يرسلها مباشرة لوزارة الخارجية، فرد سعد الدين  بأنه ليس من اختصاص احمد اسماعيل معرفة ما في تقاريره، فرد احمد اسماعيل بأنه اعلي منه في الرتبة فقال له سعد الدين الشاذلي انه يمثل الامم المتحدة وليس الجيش المصري فتبادلوا العبارات الخشنة فتم استدعاء كلاهما للقاهرة الا ان القيادة السياسية انصفت سعد الدين الشاذلي.

اقرأ ايضا
اعرف عدوك - فروع وادارات الموساد

تدهورت الاوضاع بالكونجو وتم الانقلاب علي لومومبا علي يد قوات مدعومة من الغرب معادية لمصر فأستشعر سعد الدين الشاذلي الخطر وقرر تهريب جنوده واحد تلو الاخر للسفر للقاهرة ومعهم ابناء الرئيس لومومبا

بعد عودة سعد الدين الشاذلي لمصر تم دمج قوات الصاعقة و المظلات تحت اسم القوات الخاصة ليكونوا تحت قيادة العقيد سعد الدين الشاذلي.

سعد الدين الشاذلي وحرب أكتوبر

حُذف اسمه من الرواية الرسمية لحرب 6 اكتوبر المجيدة وكذلك صورته. تعرضت سمعته الي الكثير من الهجوم وحظرت مذكراته ؛ اتهمه الراحل أنور السادات بالفشل في مواجهة تحديات حرب أكتوبر. وسجنه الرئيس السابق حسني مبارك بتهمة إفشاء أسرار عسكرية : سعد الدين الشاذلي ، رئيس أركان الجيش المصري من مايو 1971 إلى ديسمبر 1973 ، لا يزال بطل حرب للعديد من المصريين الذين عاشوا أو قرأوا عن هذه السنوات الحرجة.

مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي ، تقول ابنته شهدان سعد الدين ، سيتم الإفراج عنها في النسخة الأولى المصرح بها في غضون الأيام القليلة المقبلة. تحكي هذه المذكرات حياة الفريق سعد الدين الخاضعة للرقابة منذ فترة طويلة: حول انفصاله في زمن الحرب عن السادات بسبب سلوك الجيش وقرار السادات بإصدار أوامر بالتقدم الذي سمح لاحقًا للجيش الإسرائيلي بالتسلل واستعادة الأراضي التي خسرتها.

المذكرات كتبها الفريق عقب خلافه مع السادات الذي اختار اتهام الشاذلي بالكشف عن الجيش. أسرار – وهي تهمة لم تدعمها المخابرات العسكرية المصرية في ذلك الوقت.

 توضح المذكرات سبب رفض الفريق سعد الدين دعم العديد من قرارات السادات العملياتية أثناء الصراع ، ولماذا اختلف مع الرئيس حول كيفية التعامل مع عمليات التسلل اللاحقة من قبل الجيش الإسرائيلي.

 وقالت شهدان سعد الدين : “السادات كره حقيقة أن القصة الحقيقية تُروى لأنه أراد إقناع الجمهور بأنه لم يرتكب أخطاء أثناء الحرب”. لذلك انتقم من الفريق سعد الدين برفع دعوى ضده. وتذكرت أن السادات لم يستطع المضي قدمًا في خطته لأنه “ببساطة لم يكن هناك أساس قانوني لاتهاماته”.

 وبدلاً من ذلك ، قالت شهدان ، اختار الرئيس شن هجوم يهدف إلى تشويه صورة رئيس أركان حرب أكتوبر من خلال الإشارة إلى أن سعد الدين “انهار” في أعقاب التسلل الإسرائيلي ، مدعياً ​​أنه ليس لديه خيار سوى تهميش الفريق سعد الدين  لتجنب إضعاف معنويات القوات.

 “كان هذا بالكامل “قصة ملفقة” كما  قالت شهدان . “روايات كبار الجنرالات حول هذه الحادثة بالذات ، كما تنعكس في مذكراتهم ، تتعارض مع رواية السادات”.

 أصيب رئيس أركان حرب أكتوبر المهمش بالطريقة التي عومل بها السادات ، لكنه مع ذلك قرر الرحيل. وتذكرت ابنته أنه اتخذ منفى مؤقتًا في الجزائر ، حيث حافظ على رباطة جأشه في مواجهة كل “القصص الظالمة التي لا أساس لها من الصحة التي تُرتكب ضده”.

 وفاة السادات والفريق سعد الدين الشاذلي

 قال كريم أكرم ، حفيد الفريق سعد الدين : “من الواضح أنه أراد العودة إلى الوطن. كان ذلك مهمًا بالنسبة له ، على الرغم من حقيقة أنه عومل بكرم شديد أثناء إقامته في الجزائر”. كان ينتمي إلي الجزائر ؛ المكان الذي أراد حقًا أن يكون “.

 كان الفريق سعد الدين المتفائل مخطئًا في اعتقاده أن خليفة السادات – حسني مبارك ، قائد القوات الجوية خلال حرب أكتوبر – سيتركه على أهبة الاستعداد.

 “رفع مبارك قضية ضده [لتسريبه أسرار عسكرية]. وحكم على الفريق سعد الدين بالسجن ثلاث سنوات قضى منها سنة ونصف في الحبس الانفرادي بمستشفى عسكري “.

 لم تفهم عائلة الفريق سعد الدين أبدًا سبب تنفيذ سجنه على الرغم من الأحكام القانونية اللاحقة التي تنص على عكس ذلك. ولم يعرفوا أبدًا سبب تعرضه للحبس الانفرادي.

 وقال أكرم : “يعتقد البعض أن هذا كان بأوامر مباشرة أو غير مباشرة من مبارك ، الذي لم يكن مرتاحًا لحقيقة أن الفريق سعد الدين كان لا يزال يروي جانبه من القصة”.

 وبحسب حفيد الفريق سعد الدين ، لم يرغب مبارك في إعادة فتح ملفات قديمة من شأنها أن تلقي بظلال من الشك على دوره في الحرب ، والتي “افتُعلت وروجتها وسائل الإعلام”. ويضيف أكرم أن مبارك كان بالتأكيد غير راضٍ عن مزاعم رئيس الأركان السابق بأن الصورة الشهيرة لمبارك وهو يقف بجانب السادات في غرفة العمليات خلال الحرب “ملفقة أساسًا”.

 يشير أكرم إلى الجنرالات الذين يقفون بجانب السادات في الصورة التي لا يوجد فيها علامة مبارك الذي لم تكن رتبته رئيسًا لسلاح الجو تسمح له بالوقوف مباشرة بجوار القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس.

 كما يشير أكرم إلى الاختلافات بين الزي العسكري الذي كان يرتديه الجنرالات في زمن الحرب – والذي لم يكن يحمل زينة – والزي المزخرف الذي كان يرتديه مبارك في الصورة المنتشرة على نطاق واسع لغرفة العمليات.

 ويتابع حفيد الفريق سعد الدين الإشارة إلى أكتاف مبارك ، مشيرًا إلى أن رتبته العسكرية في الصورة تبدو أعلى مما كانت عليه بالفعل أثناء الحرب.

 وقال أكرم “قضوا على الفريق سعد الدين وحاولوا إعادة كتابة التاريخ”. “من الواضح أن مبارك لم يكن يشعر بالأمان ورأى الفريق سعد الدين كتهديد محتمل”.

 لكنه قال إن الشاذلي رفض الانصياع لإرادة مبارك. وقال: “استمر في تقديم روايته عن الحرب لأنه كان يعتقد أنه من حق الناس معرفة الحقيقة”. إصرار الفريق سعد الدين على قول الحقيقة ، مع ذلك ، لم يكن يتعلق بالحقيقة الانتقام بحسب أكرم. وقال: “كان الأمر يتعلق بوضع الأمور في نصابها. كان الأمر يتعلق أيضًا بتفسير العواقب الوخيمة لاتخاذ قرارات أحادية الجانب أثناء الحرب”.

 عندما أطلق سراح الفريق سعد الدين أخيرًا من السجن وعاد إلى مقر إقامته في مصر الجديدة ، كما تتذكر شهدان ، لم يُمنح حقوقه – المعنوية أو المالية – كبطل في حرب أكتوبر. قالت: “لكنه لم يشتك أبدًا”.

 فقط بعد التدهور السريع في صحة الفريق سعد الدين ، أرسل الرئيس مبعوثًا إلى العائلة لتقديم المساعدة. قال أكرم: “تلقت جدتي اتصالاً من المشير حسين طنطاوي – ربما كان ذلك بمبادرة منه – لنقل جدي إلى المستشفى العسكري حيث كان يعالج”.

 ومن المفارقات أنه لم يكن سوى يوم واحد قبل إجبار مبارك على التنحي في 11 فبراير بعد مظاهرات جماهيرية حاشدة توفي الشاذلي.

 وقالت شهدان “حضر الجنازة عدد لا يحصى من الجماهير الذين لم يعرفوا الفريق الشاذلي قط”. “لكنهم كانوا هناك لتقديم احترامهم لرجل قد تكون قصته الحقيقية معروفة للبعض على الرغم من التشهير اللامتناهي”. قال أكرم إنه بعد الإطاحة بمبارك ، نقض المشير طنطاوي العديد من المظالم المالية التي تعرض لها رئيس أركان الحرب.

اقرأ ايضا
فطين عبد الوهاب - صنايعية مصر

تعمل ابنة الفريق سعد الدين وحفيده الآن على إلغاء هذه المظالم ، خاصة تلك المتعلقة بالصور المزورة لغرفة عمليات حرب أكتوبر. ومع ذلك ، لا تنوي الأسرة رفع دعوى للحصول على تعويضات.

 وقالت شهدان إن “مصير مبارك كان عدالة شعرية بما فيه الكفاية” في إشارة إلى حبس الرئيس المعزول حاليا بمستشفى عسكري أثناء مواجهته اتهامات بالتحريض على قتل متظاهرين عزل خلال الثورة الأخيرة.

 تستضيف العديد من القنوات التليفزيونية اليوم أفراد عائلة الفريق الشاذلي ، الذين مُنعوا لعقود من الظهور على شاشات التلفزيون والإذاعة العامة ، في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بالذكرى الثامنة والثلاثين لحرب أكتوبر.

“ونحن نخطط لسلسلة من الأحداث  قالت شهدان سعد الدين : “إطلاق الكتاب القادم”. كل ما نريده هو أن يعرف جيل الشباب قصة الفريق الشاذلي الحقيقية . كل ما نطلبه هو العدالة “.

 وأضاف أكرم: “عندما تحتفل مصر بالذكرى الأربعين للحرب بعد عامين ، نأمل أن تكون قصة الفريق سعد الدين معروفة للجميع”. لدى عائلة الشاذلي صفحة على فيسبوك مخصصة للرجل الذي عاش ومات دون أن يحصل على التقدير الذي يستحقه ؛ الرجل الذي شارك في التخطيط لحرب أكتوبر التي قضت جزئيًا على الهزيمة المهينة التي تعرضت لها قبل ستة أعوام.

شخصية الفريق سعد الدين الشاذلى

في أحد الايام بلغه ان احد الضباط بالقوات الخاصة قام بصفع مجند علي وجهه، فقام الشاذلي بزيارة مفاجئة لهذه الوحدة وطلب جمع كل قواتها، في الطابور نادي علي الضابط والمجند وسأل الضابط

الفريق سعد الدين :- هل قمت بصفع المجند ، ..
الضابط:- نعم صفعته علشان، ،
الفريق سعد الدين:- متقولش علشان صفعته ولا لا
الضابط:- نعم صفعته
الفريق سعد الدين:- اتفضل خد مخلتك واخرج من الوحدة دي ومتجيش القوات الخاصة تاني

واصدر امر بالا تتوقف له اي سيارة وان يسير مسافة 13 كم الي خارج الوحدة، هذا الموقف الهب مشاعر القوات الخاصة حباً في الفريق سعد الدين بخلاف انه كان جنرالاً انيقاً معتزأ بانضمامه للقوات الخاصة (ظل الشاذلي يلبس باريه القوات الخاصة حتي وهو رئيس اركان الجيش المصري مما يدل علي اعتزازه بالقوات الخاصة) وهو ما نقله لجنوده وكان يهتم اهتمام شديد بمظهر الجندي.

سعد الدين الشاذلي واسرائيل

في الفترة قبل هزيمة 1967 كانت قد تشكلت وحدة تتكون من كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتين من الصاعقة (1500 جندي) ما عرُف بقوات الفريق سعد الدين الشاذلي (كانت القوات الوحيدة في كل الجيش المصري المعروفة لدي الجيش الاسرائيلي باسم قائدها فلم تكن معروفة لأسرائيل برقم بل بأسم “قوات الشاذلي”).

سيناء لها ثلاث طرق رئيسية لا رابع لها لحركة اي جيش

المحور الشمالي (العريش- بورسعيد)
المحور الاوسط (الكنتلة – فايد)
المحورالجنوبي (من حدود اسرائيل- شرم الشيخ-السويس)


تمركزت قوات الفريق سعد الدين الشاذلي في وسط سيناء لتسيطر علي الطريق الاوسط والجنوبي (لم تكن اسرائيل تعرف علي وجه التحديد مكان قوات الشاذلي، وخشوا الهجوم علي شرم الشيخ لأنها مدينة نظرأ لاهميتها قد يتواجد بها سعد الدين الشاذلي ).

الاسرائيليين كانوا يريدون تجنب اي قوات قوية في طريقهم فقاموا بضربة جوية شاملة في صباح 5 يونيو، انقطع الاتصال بين سعد الدين الشاذلي و بين القيادة العامة، بدأ سعد الدين الشاذلي في الاستماع الي اذاعة العدو ليعرف منها سير المعارك فسمع بيانات خطيرة عن ضرب الطيران المصري، تاكدت معلومة ضرب الطيران المصري عندما رأي الطيران الاسرائيلي يعربد في سماء سيناء، فقرر القيام بمغامرته الكبري وهي السير من سيناء والدخول داخل حدود اسرائيل للاختباء في احد اودية صحراء النقب حتي يختفي عن عيون الطيران الاسرائيلي.
ظلت اسرائيل تبحث عن قوات سعد الدين الشاذلي في كل سيناء فلم تجده، .استطاع سعد الدين الشاذلي الاتصال بالقيادة التي اخبرته بأن ينسحب لأن كل القوات قد انسحبت فكانت هذه مفاجأة لـ سعد الدين الشاذلي ، فخطط سعد الدين الشاذلي لواحدة من انجح خطط الانسحاب في التاريخ العربي الحديث، قام بتنظيم قواته لتؤمن كل مجموعة تراجع الاخري وقام بالتحرك ليلاً و الاختباء نهارا.
فوجئ الاسرائيليين بقوات سعد الدين الشاذلي بالقرب من القناة فركزت ضرباتها الجوية عليه الا ان سعد الدين الشاذلي حافظ بقيادته الصارمة علي تماسك وانضباط قواته وساروا علي الخطة التي وضعها سعد الدين الشاذلي الي ان اتموا العبور يوم 8 يونيو ليكونوا اخر قوات مصري تنسحب من سيناء، تخيل ان الفرق بين الانسحاب العام اللي نفذته باقي القوات كان خسائره في حدود من 80 الي 90% من حجم القوات في حين سعد الدين الشاذلي بخطته المنظمة خسر 15% من قواته بفعل الضربات الجوية، بعد عبور سعد الدين الشاذلي صدر له الامر بصد اي محاولة اسرائيلية لعبور القناة.

حادثة الزعفرانة

تولي بعد ذلك  سعد الدين الشاذلي قيادة منطقة البحر الاحمر وهي من اكبر المناطق العسكرية بمصر (1200كم)، كانت منطقة البحر الاحمر قبل تولي سعد الدين الشاذلي منطقة لعربدة القوات الاسرائيلية وقد كانوا يتعمدون القيام باعمال الغرض منه اهانة القيادة المصرية مثل اختطاف مدنيين واخذهم اسري و كحادث محطة صواريخ الزعفرانة في 1969 و الحادثة باختصار انه في يوم 9 سبتمبر قامت القوات الاسرائيلية بانزال قوات علي طريق الزعفرانة قامت بتدمير كل السيارات المدنية بطرقها وقامت بتفكيك محطة رادار وصواريخ سوفيتية و قاموا بنقلها معهم الي اسرائيل.

كان جمال عبد الناصر يحضر مناورة عسكرية بحضور وزير الدفاع العراقي واحمد اسماعيل رئيس أركان الجيش، اعلنت اسرائيل عن العملية ان قواتها تحارب بافريقيا بدون اي مقاومة من الجيش المصري ما سبب حرج كبير لجمال عبد الناصر امام وزير الدفاع العراقي فطلب من الفريق احمد اسماعيل الذهاب للتحقق من الامر، بعدها بثلاث ساعات اتصل جمال عبد الناصر بمكتب احمد اسماعيل ليعرف منه حقيقة الامر فوجد ان الفريق احمد اسماعيل بمكتبه ولم يذهب الي الزعفرانة فعزله من موقعه، اختار جمال عبد الناصر اللواء سعد الدين الشاذلي ليكون مسئولاً عن منطقة البحر الاحمر.

 في 22 يناير 1970 حاولت اسرائيل احتلال جزيرة شدوان ذات الاهمية العسكرية و التي كانت تؤمنها قوات من الصاعقة، قامت القوات الاسرائيلية بقصف شدوان بكل انواع المدفعية وانزلت قواتها واعلنت انها لا تجد مقاومة علي الجزيرة في حين كانت المعارك مستمرة. فما كان من الفريق سعد الدين الا ان احضر قوارب صيد مدنية ونقل بها قوات من الصاعقة الي الجزيرة وبمجرد وصولهم شنوا هجوم مضاد علي الجزيرة لمعاونة قوات الصاعقة بالجزيرة ما اجبر العدو الاسرائيلي علي الانسحاب و.من حينها لم تجرؤ اسرائيل علي التفكير في محاولة مهاجمة منطقة البحر الاحمر، فقد كان سعد الدين الشاذلي متواجد بكل مكان تقريبا مما قطع دابر الاسرائيلين هناك.

الشاذلي والسادات

وقع اختيار الرئيس السادات علي الفريق سعد الدين الشاذلي لتولي رئاسة الاركان ، كان الفريق صادق وزير الدفاع وقتها مقتنع ان مصر لا تتحمل هزيمة اخري من اسرائيل وان مصر لا يمكن لها دخول الحرب الا بامتلاك معدات وقوات جوية تستطيع حماية الهجوم المصري الي ان يصل الي حدود اسرائيل، راي الفريق صادق انه لا امل في القيام بعملية عسكرية في ظل السيطرة الجوية الاسرائيلية.

اختلف معه اللواء سعد الدين الشاذلي قائلاً انه يمكنه التخطيط لعملية عبور للقناة واحتلال شريط بعرض من 10 الي 12 كم يقيم عليه دفاع صلب يحطم القوات الاسرائيلية امامه اللواء سعد الدين الشاذلي وصف الخطة بالأتي
” انا اعمل خط دفاعي اخلي الاسرائيليين يفضلوا ينطحوا فيه لغاية لما ادمر لهم اكبر قدر ممكن من القوات”


اعجبت الفكرة الرئيس السادات وطلب منه اعداد الخطة، عزل السادات الفريق صادق وجاء باحمد اسماعيل، السادات كان يعلم ما دار بين احمد اسماعيل و سعد الدين الشاذلي وفي رأي معظم الخبراء ان السادات جاء باحمد اسماعيل خصم سعد الدين الشاذلي ليستطيع تلجيم الشاذلي الجرئ، .بمجرد علم سعد الدين الشاذلي بتولي احمد اسماعيل تقدم باستقالته للرئيس السادات الذي طمأنه وقال له ان الامور ستكون علي ما يرام.


سعد الدين الشاذلي اثناء الاعداد للخطة فكر في انه يريد ان يوصل ادق ادق تفاصيل العمليات لأصغر جندي ولا يريد ان يعتمد علي القائد المباشر الذي ربما يكون شارح سئ او يهمل تفصيلة مهمة فخرج سعد الدين الشاذلي بفكرته العبقرية كتيب الجندي. الكتيب كان في حجم امساكية رمضان وضح فيها سعد الدين الشاذلي كل المهارات و الخبرات اللازمة للجندي فذكر فيها للجندي ماذا يفعل اذا اصيب وماذا يفعل اذا وقع في الاسر وماذا يفعل وقت الغارة الجوية وكيف يربط حذائه وكل هذه التفاصيل ، ليس ذلك فحسب  فالشاذلي كان بزور كل مناطق الجبهة وكان يمر علي الجنود ويختار اي جندي ويقول له
” هات بندقيتك، .شايف العلبة الصفيح اللي هناك دي نشن عليها طلقة واحدة بس..عليمهلك ونشن كويس.”
لو اصاب الجندي الهدف كان يقوم بترقيته ويعطيه اجازة ولو لم يصيب كان يجبر كل الوحدة علي التدرب علي التنشين من الاول.


بالنسبة للقادة اصدر الراحل سعد الدين الشاذلي التوجيه 41 والذي يتخيل كل المواقف الممكنة و الغير ممكنة التي من الممكن ان تحدث ويجيب عنها ، كانت النتيجة انه في اول زيارة للشاذلي للجبهة بعد العبور وجد الجنود حوله يقولون
” يا فندم يا فندم كل حاجة كانت زي الكتيبات ما بتقول بالضبط”
رحم الله فقيد الوطن، رحم الله الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كرمته قلوب وعقول المصريين والعرب قبل النياشين، تم وصف سعد الدين الشاذلي في كل الوثائقيات العسكرية العالمية مثل اكاديمية ساندهيرست العسكرية بالعقلية اللامعة
رحم الله الفارس النبيل سعد الدين الشاذلي.

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *