in

من هم الحرافيش – حرافيش القاهرة

من هم الحرافيش – حرافيش القاهرة

الحرافيش كانوا طائفة خطيرة في القاهرة بلغ عددهم أربعة الاف حرفوش. كان ليهم شيخ اطلق عليه شيخ الحرافيش وكان لهم سطوه حتي انهم يجتمعون ومعهم شيخهم ويذهبوا الي القلعة في المواسم والاعياد والمناسبات ويقفون تحت اسوار القلعة لطلب العاده.

العاده دي كانت عبارة عن بعض ارغفة الخبر ورطلان من اللحم مع دينار ذهبي علي الاقل لكل حرفوش. وكانوا لا ينصرفوا إلا اذا اخذوا العاده.

وكان بعض السلاطين ينزلون اليهم من القلعه ليفرقوا عليهم الاموال ويصرفوهم حتي يعودوا الي اماكنهم علي ابواب المساجد الكبيرة

ويحكي ان السلطان الغروي نزل اليهم ذات مرة بعد ان تم توزيع الخبز واللحم ليمنحهم العادة وهي دينار ذهبي لكل حرفوش وكان معه خمسة الاف دينار ولكنها لم تكفي وصاح كثيرون منهم في السلطان الذي امر بإحصاء عددهم. فوجد انهم اربعة الاف حرفوش فجن جنونه وقال لحاشيته كيف لا تكفي خمسة الاف دينار وهم اربعة الاف حرفوش؟ وذلك لان كان هناك من يتقدم اكثر من مره ليأخذ دينارا من السلطان. وبرغم من ذلك اضطر لإحضار المزيد حتي يصرفهم.

كان هؤلاء الحرافيش يذهبون الي السلطان في قلعة القاهرة في عيد الفطر وعيد الاضحي وليلة رؤية هلال رمضان ويوم وفاء النيل ويوم تغير السلطان ملابس الشتاء بملابس الصيف. اي انهم لا يتركون مناسبة الإ وطلبوا العاده التي حددوها وهي ارغفة الخبز ورطلان من اللحم ودينار.

اما المجاذيب فرزقهم علي الله ولا شأن لهم بالسلطان وهم لا يطلبون كسوه ولا لحما وبعضهم يلبس الخيش ويأكل رغيفا به بعض حبات الفول النابت مما يقدمه الناس في النذور.

وهذا النذر معروف ومشهور في القاهرة منذ زمن بعيد. وقد ذكر علي باشا مبارك ان بعض الناس كانوا يرسلون الي جامع الحسين وجامع السيدة سحارات كبيرة مملوءة بالخبز وفول النابت الذي يوضع داخل كل رغيف. اما النذر الذي يقدم الي السيد البدوي في طنطا وابراهيم الدسوقي في دسوق يكون عادة من الخراف والعجول.

وهذه النذور ليست قاصرة علي مصر اي علي المسلمين كما يتخيل بعض الناس. فقد ذهبت يوما الي مستشفي في احد المدن الالمانية يوم الاحد لاشاهد طريقتهم في تقديم النذور. ودخلت في بدروم المستشفي مع احد الاصدقاء الألمان. وجلسنا الي مائدة فقدمت لنا احدي الراهبات كما كانت تقدم لغيرنا سلة صغيرة بها فوطة بيضاء فوقها رغيف صغير علي وجهه حبة البركة وفي السلة ملح مخلوط ببعض التوابل مما يشبة الدقة المصرية كما قدمت قدحا صغيرا من النبيذ المقدس. وكان الناس ياكلون الخبز ويشربون النبيذ ثم يضعون في السلة تحت الفوطة البيضاء نذرهم الذي نذروه.

وقال لي صاحبي الألماني ان هذه النذور الأسبوعية تنفق علي هذا المستشفي الكبير الذي انشئ لتخليد ذكري الدكتور روتنجن مخترع الاشعة اكس.

وكان علي نيابة اشهر مجذوب عند سيدنا الحسين. فقد اختار لنفسه زي عباس باشا الاول المعروفة باسم الاستامبولية وصنع لنفسه سيف خشبي بدل من سيف عباس باشا واستبدل النياشين بأغطية زجاجات المياة الغازية. وكان علي نيابة يجلس علي دكة خشبية من دكك المقاهي في حي الحسين عند الباب الأخضر. ويقف ويصيح مدد يا حسين مدد …تحقق. ثم يبدأ المباراة الكلامية وكان بعض الناس يستمتعون بهذه المباراة ويجيبون علي اسئلته واتهاماته . ويظل الحوار بينه وبينهم حتي يتعب فيجلس علي الدكة الخشبية وسيفه الخشبي بجانبة ويقول القرار بعد الجلسة. ويبدوا انه كان كاتب النيابه وفصل من وظيفته فاضطرب عقلة واطلق علي نفسه اسم علي نيابة.

المصدر حرافيش القاهره / عبد المنعم شميس

بقلم Nihal Mustafa

Report

اخبرنا برأيك ؟

200 نقاط
Upvote

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *